قتلة يعاقبون بالحياة

كابوس فردي

فارس خضر

إله الأسى:

"وجدوه مٌنتحراً في خرابه

المغفل

أدمى ظَهره بشوك خطايانا،

وبكى من أجلنا كثيرا؛

حتى مسحت السماءُ بيدها خدَه.

لكنه

لم ينلْ غٌفرانناً أبداً".

 

مُتكاسلاً

يرفسُ بابي،

ثم يطعنُ النومَ في صدره.

كانت العزلةُ راعشةً في الركن

عندما سجنَ بفمي صرخةً دائمةً

تريد لو تخرج يوماً لتصفعَ الجدران.

 

في يومٍ مخمور،

وقفَ الشاطئُ مُترنحاً:

خرقةُ

علقتْ بوجهه كجريمةٍ.

 

كان البحرُ قد كَرِهَ اللعبة تماماً

فأرسل روحَه في سفينةٍ

إلى الجحيم.

ولأنهم ورثةُ مزعجون،

لا يصدقون أن الميراثَ كله خرقةٌ،

بكوا بدموعٍ ثلجيةٍ.

كيف ينتهي كل هذا الضجيج

دون كنزٍ نهائيٍ

يطهرُ الرحلةَ من الدم...؟!

في جنازةٍ متخمةِ بالنعوش،

جاءوا معطرين بالخيبةِ،

توسلوا للشجنِ

كي يعصرَ عينيه لتمطر.

لكنه غافلهم

وثقب بالوناته الملونة

فانفجروا

ضاحكين

 - عبثْ..

هكذا قالت الأحلامُ

ثم أسندت رأسها على كتفي

ونامتْ.

 

كانت الأرضُ مشروخةً بحزنها

تعبر فوق الجسر هاربةً

وكانت الرحمةٌ تغرفُ الصباحَ

في حذائها

وتقفز منفوشةَ الشعر

تحت السماء.

 للأسف

كل السلالم التي توصل إليها

قطعت فجأةً:

ولم يكن هناك

غير بقايا ضجّة فوق البحر،

وخرقةٍ داميةٍ تلوثُ وجهه

بعويلها اليومي.