قصائد

إحسان السباعي

ـ1ـ

أسدل الستار

وأسدل الستار

جمدت نظرته بالأمس

وضاع فيهما البريق

انحسر القناع

تلاشى الشراع

في جدول العمر

تائه الخطوات ..

توجهه بوصلة عمياء

عكس اتجاه الريح

وأنا على شرفات الوداع

مكسورة الجناح

خطواتي في الدهاليز

ترتعش فوق

دموع الشعور

كلما سالت

اشتد الحنين

يرهب ارتعاشي ..

يزلزل نبضاتي..

لهيبا بدا

فوق جفوني

أعانق وجه خرابي

أسلم ملامحه

للوداع الأخير

وحيث أروح

ألملم جرحي

أراها محت صورة

الغد القريب

 

ـ2ـ

احتراقي بالشوق

أبعد احتراقي بالشوق

بمحراب الليالي

وبعد اجترار المر

في سرداب الخوالي

فأصبحت كالهائمة في كل باحة

يمزقني اللوام

بالمنطق القاسي

وتفعل بي الهموم

ما لا أطيق

ويزيد من دمعي

ما يؤلم صدري

وبع الذي أعاني

في حرقة العتاب واللوم

تهجر دربي

يا لقلب حطمته

يخوض معك الحياة

غفرت الذنب لك الفا

من الآخر في الجهر والسر

وما كنت منك

الا الشاة

وما كنتَ الاالذئب بالناب

والظفر

تجزي بخذلان

الى المسلك الوعر

يعذبني أن أراك

يتجسد في عيونك التشفي

تجرح نفسي

أن اراك

وربما تقلص دمي

ومنك ماعاد يسري

 

ـ3ـ

نجم أطل

نجم يشع بالضياء

وفي عيوني بريق نجم

عندما آفلت كل نجوم سمائي

تجلى

اعتل عرش النور

وشدى أحلى نغم

نجمي بطلته

بصوته ناداني

قلت نعم

على خيوط شعاعه

هفت نسائمي

وجوفي بالفرحة

اتسم

أحسست باحساسي وبمن أحس

رسمت رسمي ومن رسم

رششته عطري

منحته تغرا وابتسم

صبابتي نشوانة أزهرت

في الحقول والجداول أينعت

بالأريج فاحت وتعطرت

زخات مطر

على جفاء أرضي نزلت

نجمي بعفته

أزال رادء الجبن والهوان

وما احتشم..

 

4ـ

أزلت رداء خجلي

كسرت قيد أسري

خلت التحرر نبع الحياة

ليكون الانعتاق عنوان الشفاه

يتعرى ,,,يتجرد من الحصار

يهرب من الضباب

يحطم الجبن عند أول باب

يتوارى في الظلال

يتمرد,,يمتد,,يشتد ,,لا ينتهي

برحيق مرهف الخطوات

يمضي ,,يسحق

 

يتحطم عند فوهة الباب

بخنجر مسموم يقطع الرقاب

يأخد الوهم عند كل عتاب

لا زهرة تنبت في العراء

بلا ماء بلا ضوء يرسله النهار

 لا دخان بلا نار

الكل خارج المباح عار

خلت الجناح يتمدد عبر المدى

لا ريح تزعزه

ولا اعصار يكسره

ولا دمار يحطمه

هيهات هيهات انها اضغات المنى

الدنا ملأى بمكر الثعالب

وبأحلام الذئاب

يطوي جثة الليل

بمخلب في عالم الغاب

 

ـ5ـ
كيف أجني منك حبا ؟
وأنت منبع كل دموعي
أنت ألم لن يخفي
وجعي رغم حرصي
أنت علقم مرّ في منبتي
مهما أسقيه
يظل دائما حنظلي
أطلق حريتي 
فكك قيدي 
افتح أبواب كبريائي
ما عدت أقدر
كل ما أستجمع قوتي
أنهار ,,,تشمت بضعفي
تغرق كل مراكبي
أنت داء استأصل بي 
حتى ذمر كل أعضائي
ذكراك هم وغم 
كيف أجني منك عزاََّ؟
وأنت تستبيح كل عذاباتي
كل اهاتي
ليس في الخيانة 
سوى الهوان والذل
وأنت خدعتني 
ليس في الصراخ 
سوى الضجيج 
وأنت أخرست صوتي
لم تبقى غير عيون
شاردة بالهم 
تكسوا ملامحي
ليس في العنف 
سوى الدمار
وأنت ادميت ذاتي
جرحا ينزف في داخلي 
 ,,,,,,,,,,,
كل أطرافي تصرخ 
كل رياحي تعصف 
وحيدة بلا أمل 
أهتف ,,أنادي 
من يسمع ؟من يجيب؟
تسكن خيالي 
أحلام بلا غد تفرح
أنا الهاربة يطاردني 
الزمن الحافي 
تجافيني كل الشوارع
تسافر بي كل الدروب 
محطات الوجع 
ترسم ملا مح وجهي
ثبعثرني الرياح 
تتقاذفني الأمواج
يغرقني الطوفان 
كيف أجني منك حبا 
وأنت أنبـتَّ
أغصان الأسى 
في ذاكرتي

 

ـ6ـ

الحيرة واليقين 
اليوم أتنفس عطراً
فيك غير عطري 
يومض فيك نوراً
غير نوري 
أخبرني 
هل أحببت امرأة غيري ؟
أم هي الحبيبة 
التي كانت قبلي ؟
أخبرني 
أم أنا أتوهم ,,,,
والظنون تعبت بفكري 
كذِّب حاستي السادسة 
وكل حواسي السابقة 
أخبرني 
لما أنفاسك ماعادت 
تتلهف لأنفايسي 
لما تغيرت عني 
لم تعد تسمعني 
لغة ,,,تذيب عيوني 
لم تعد ترحل بي 
الى جزيرة الحب 
حدودها لوحدي 
أخبرني 
كيف أصير امراة 
تتقاذفها رياح الظنون
كيف أصير امرأة 
تعيش على حافة الجنون ؟
متاهات المقارنة بينها وبيني 
تقتلني ’’’تعصف بي 
صرت كالحمقاء 
كل مساء 
افتش الجيوب 
أتوه في المكتبة بين الرفوف 
لعني أجد المكتوب 
أناجي القمر والنجوم 
أترجاها بفضول 
تأتيني بالفانوس السحري 
لعله في الصباح 
يفشي الي الأسرار
يفضح المستور 
كيف الا نفصال الصارخ 
بين الأمس والغد
بين الرمش والعين 
كيف لا أصير أنا أنت ؟
كيف البعد 
بين الجفاء والحنان 
بين الأصل والظل 
أخبرني 
أني في قلبك لوحدي 
ردد  اسمي

عطر حسي  
لا تنادي على غيري 
في ليلي 

أمسي 
صعب أن أكذب احساسي 
أبحت فيك عن أنفاسي 
ويقيني  
 ينام في عمي العيون
يتفثث تحت أقدامي 
كما الزجاج المكسور 
فأنا امرأة لست ككل النساء

عشقي يلامس السماء

 
أتجاهل,,

اتغاضى 

اتناسى,,

 أعشق بيتي 
تناديني 
فلا أمراة مثلي

تناجيني 

تونع الأزهار بحقلي


أنت طفلي ,,,مهما لعبت 
في حدائق الأغراب 
دائما الي تعود

 
,أنت شراع مهما تقاذفته 
الأمواج في شاطئي
ينام ويرسو

 

ـ7ـ

رحل الخليل ، وما صغى لنــدائي
وأصـاب قلبى منـذرا بفنـائي
متأجج النيران يلســـع لَهفتي
فى شر طيش الريح، في أجـوائي
هو ذاك يكوي بى حشاي ويبتغي
بمرارتي وجعـــا يزيد عنـائي
وتطالني أشقى الشــكوك بطعنه
وتدور بي بدروبهــا الشـمطاء
أنت الذي أغرى الجمــال مبينا
شيم الجمـــال وهيبة الكبراء
فتمايل الزهر الجميـــل لقربه
ورأته عيــنى أشرس الأعـداء
فرشقتها بالسـهم ؛ تعلن هجمة
ترمى لِموتى ، أو ترى إقصـائى
تقضى على عمــري النبيل بفعلة
نكراء في همجيــة الظلمــاء
يا أنت ، خنت العهد بعد تفضلى،
وشنقت مكرمتِى جحدت عطـائي
ورشقتها رشقا، تحــارب نبلهـا
فكأنمـا هى أشـرس الأعــداء
فإدا غدرْتَ فليس غدرك شـانقي ،
بل معلن عن حــالك النـكراء
ارحم لدمعي ما بكاه، فانه متـألم
من ظُلْمَـة ، فى نفسك العميـاء
لا خوف منك على الحياة ، وإنما
هى دمعة عبرت سَمــاء وفائى

 

ـ8ـ

الى  اللقاء
تمنَّاها قلبي وعانق الرَّجاء
فأنا منكَ وفيكَ ومن كلماتكَ
نبضي عرف الارتواء
أنا صرت فيكَ أنْتَ
وبعضي في كُلِّكَ له انتماء
وخاطري بالشوق الى سمائكَ
في ارتقاء
أنا منكَ وفيكَ سرُّ بلا انغلاق
تفديك نفسي
لو يُرْضيكَ معها البقاء
فلماذا ماعاد بيننا الذي كان؟
لماذا طواه السقم ويَرْتَجي الشفاء
هوى كنجم صغير
صار قبره في العراء
صدري الباكي في صمته عناء
ومن نُطْقِه بكاء
أألقاك؟

أألقاك؟

أردِّدها
لكن لا سبيل
شتان بين الارض والسماء
وا أسفاه كيف يموت الاباء؟
كيف الذي كان في انتهاء؟
كيف رجائي شوق ولو في الخفاء؟
وانتَ تعلن حكم القضاء
اقْتَنَعْتُ بعد اليأس
لا لقاء
عفوا رددتها في وجهي
مع السلامة فقد عدنا
مجرد أصدقاء
عبثا
لا أصدقاء فما عاد الذي بيننا
كما كان
وما عاد يُرْتجى منه البقاء

 

ـ9ـ

التحدي

كالشجرة الوارفة

أقف شامخة

في مسار حلمي

أتمرد

أصرخ

في وجه مانعي

فالنار لن تحرق عزمي

والاستسلام ليس من شيمي

في اليمنى أمل

في اليسرى إصرار

وفي قلبي احساس

يسمو فوق همس الحروف

يمتطي السحاب بقلب خفوق

أرسم لوحة النصر

بلون ساعدي

النور سيشع بغدي

سآفي بوعدي

ويحكي من يأتي بعدي

كيف ركضت

صوب قصدي

وكل الأصوات تهتف ضدي

وكيف الربيع

أينع في خريف

مجدي..

 

شاعرة من المغرب