ديوان قصير

انزع عني العراء

كريم إسكلا

المارقة
أصائمة عن الكلام

إن لم ترد

فقد رفضت

جنتي

فاهبطي إلى الأرض

...

لا؟!

أهكذا قلت؟!

معلنة ميلادي

ميلاد ثورة حروفي

 

لا؟!

أهكذا قلت

أيتها المارقة

حسبت أنه برفضك

قد ملكتني

... بل حررتني

فقيدتك بين دفاتري

ستظلين إذن

سجينة قصائدي

و أظل عاشقا لكل النساء

تذكري

جيدا

أن مائدة

الغد

ستكون فارغة

إلا

من فتات قصائدي

...

أصائمة عن الكلام

إن لم ترد فقد

كفرت

كفرت بجنتي

فاخرج منها

إنك رجيم

 

 

شقي صدري

هاك خنجرا

صارما

به

شقي صدري

و مزقي قلبي

نعم

شقي صدري

و اشطري قلبي

شطرين

و ابحثي هناك

فلن تجدي

سواك

نعم

أنت فقط

قرب الشريان

ابحثي مرتين

هذه المرة

باليدين

بأناملك ابحثي

في البطين

فلن تجدي سوى

فلن تجدي سوى

ياقوتة و حمام

هي أنت و الشجن

 

شقي صدري

و اشطري قلبي

شطرين

و ابحثي

و ابحثي

فلن تجدي سوى

صوت ابتهال

و صدى ألحان

لك أنت تحت المطر

 

شقي صدري

و اشطري قلبي

شطرين

و بين كفيك

ضعي عليه عطر

ندى قبلتين

و دغدغيه برمش

العينين

...

و مرات

و مرات

و مرات

حتى يحلو السمر

 

 

وشم سومري

بخطوط سوم

و بابل

                                  سأظل أنقش اسمك

                                                على الجبين

وشم سرمدي أنت إذن

فلا تتوردي

خجلا

إن أنبأت كل الناس

حبي لك

أي و الله

سأظل أنقش

اسمك على الجبين

حرفا سومريا

...

اسمك على الجبين

حرف سومري

                                               و في الجنان

نبيذ و انتشاء سكر

تحت القمر

 

 

بين راحتيك

كفيك إلي مدي

أعاهدك الصبابة أبد الدهر

و ترتيل اسمك وقت الفجر

يتجدد في وصلك الحنين

و في مقلتيك يغرق قلبي

الحزين

كفيك إلي مدي

رأفة

برعشات مضغة في صدري

آهاتي عدي

فؤادي إلي صدي

و دمي تقربا

أبدا لا تردي

كفيك إلي مدي

أو اقتليني

بين راحتيك

لئلا أغتسل سوى

بدمعتين

من عينيك

 

 

فتح قريب

حبي لك

عندهم من قلب مدنس

فأعيدي إلي لبي في بسط مقدس

دمي فيك راغب

لكن بيننا ألف قسيس

و راهب

بيننا ألف زاوية

و علم منكس

حرام وصالنا

حرام

غرام

آه ليث قلبي لرؤياك ما ارتعش

و ليث جوفي لنبسك ما ارتعد

شريعة السماء تروينا

و آلهة القاع تفنينا

فليكن حبنا فتحا قريبا

و حجا

إلى قلوب العاشقين

 

 

سهاد

أمذنب

أن صدقت نبوءة هدهد؟

أتاني و صحوة الليل

فتسربل جوفي

حياء بنت الجيران

تخيفني بلقيس هذا الزمان

أتوني بقلبها

قبل أن يرتد إلي حمقي

أتوني بقلبها

أهديها عرشي

أمذنب أنا

أن لبيت نداء مهجتي

حصحص الصبح و عش عصفورين في الباب

في البدء

طرق العزم

راجعا

لكن قلبي خوفا

طرق الأجراس

مذنب

أن استفاق في لبي الربيع

أن نمت في حقولي ورود ريحانة

تكسر الصقيع

جنحة

بل جريمة

أن اقترف الهوى

و الهوى هوى علي سهما

و السهم سهمي

فلا يرد

تعاقبني

فالمصاب أعظم

تعاقبني بالسهاد

و الجريرة محبتي

مذنب أنا

أمنية ما قبل الإعدام

سيدتي

ألا تسهدي

 

 

يغرق الدمع في العين

يغرق الدمع في العين

بل بحار تغرق في عيني

فكوني

قطرة

واحدة

تخط الأمل

على وجنتي

رجاء

كوني قطرة على خدي

باردة ستكوني

بحار تغرق في عيني

و غصة عطش تبكي في حلقي

كسوف أيامي

و حالكة آمالي

فالشمس بالسماء

تروينا كل صبح

 وشمسي أبت

أن تنير شرفاتي

آه يغرق الدمع في العين

لا تحرم الوديان

من مائها

لا تمنع النحل عن زهرها

لا تفطم الولدان عن أمها

لا...

لا تقطعي نبض دمي

لا تخنقي النفس في فمي

لا تكن شمسا

نجم

لكن يأفل

بل

نسمة

لا شرقية و لا غربية

نسمة تعد أنفاسي

 

 

بحثت عنك

بحثت عنك

في السماء

لعلك كوكبا أو نجما

في السهل بين الياسمين و الورد

بحثت عنك

بين الطير

يمامة قد تكوني أو حمام

بحثت عنك

بين الملامح و الكلمات

لوحة أو قصيدة

...

في نفسي

بين الكفين

في الشريان

و قرب الوجدان

ففقدت نفسي في المنعرج

لأكتشف أنك

في العين

أنت قرب البؤبؤ إذن

لكنك تظلين بعيدة

...

تعتريني اهتزازات الأسى

على البعاد

و زلازل الحنين

إلى صورتك في الأحلام

في الحلم أنت ماء

سلسبيل

و أنا ندى بسمة طفل صغير

فأضيع

في بحر

هو أنت

 

 

حادثة سير

حادثة سير

كان لقاؤنا

ارتطمت بك

أو ارتطمت بي

المهم

أن أشلائي

تطايرت

تناثرت

بين الشفتين و خصلة الشعر

كان لقاؤنا

حادثة سير

في الطريق السيار

طريق الحياة

هويت أرضا

و توقف الزمن

بين الكلمات

و تكسر زجاج نوافذي

ما عدت أدري

أألم قطع المرآة

أم ملامح محياك

آه ما هذا؟

حتى القوافي تبعثرت في شعري

و تزلزلت المعاني

فاكفهرت سمائي

تجمهر الناس

لكن

لم يكن عرسا

إذ لم تكن ثلجية الثياب

وردية كانت

وجنتيها

أم ذاك دمي و المطر

لا أدري

فعلى صدري أصداء رقصة

إفريقية و كثير من طين البلاد

لذا استسلمت

لحادثة السير

و كالعادة

تأخر الإسعاف

 

 

عتبات روحانية

دون أن تكلمني

غلقت الأبواب

فتفتح فضولي

سمفونية عزفت أنفاسها

قرب أذني

فاستثارت جنوني

بيديها فتحت

أزرار قميصي

و عينيها كشفت أسراري

أزراري

عتبات روحانية

خمس

الأول

لئلا أنسى أن اليوم عاشوراء

و أذكر الحسين و فاطمة الزهراء

الثاني

لأستنشق رائحة التربة العذراء

الثالث

لأحضن جبالات البلاد الخضراء

الرابع

لتحتويني سيقان الزعفران

و الخامس

لأتذكر طفولتي بين شقائق النعمان

خمسة كانت أزراري

عتباتي

فارتدينا العراء

و كشفت أضواء المدينة

عن شجرة توت عارية

و بانتشاء

طعمنا ثمرة الخلود

فانصرفت دون أن تكلمني

لست أدري

أإنتشاء أم كبرياء

انصرفت كي تشيع باكورة الربيع

في كربلاء

و انصرفت لأنزع عني العراء

30-01-2007

 

 

الكلمة

إنا هديناك

القرطاس و محبرة

تكتبني

فوق السطر

و يستهويك شطبي

حيث الهدر

تشطرني حرفا و حرفا

و كلمات

و منطق

زال عنه المنطق

و لغة فيها لغو

و تكون أنت

من يبصقني

شدوا تسميه

أو شعرا

ليثها لكمات

على محياك

لا كلمات

إنا هديناك

القرطاس و محبرة

ليلج الحرف

بين كاف و نون

فيستحيل الإيلاج

نظما

لأجرام في السماء

عفوا

فيستحيل النظم

ولوجا لأجرام في السماء

عوالم سديمية

اجتزأتني منها

ليثني جمرات

على اللسان راجمات

عزائي

أنك راسمي

على ورق رق لحالي

ورق مراحيض

على الهامش تكتبني إذن

فلتكن سكونا

على جرف قافية يتيمة

أو مجازا

شاعر.