باب الشمس

جمال سلسع

فتحَ المكانُ زمانَهُ لوليمةِ العرسِ

من غادرَ الأوقاتِ في زمنِ المجيءِ؟

ومن يعودُ ندى

على وجعِ الصهيلِ؟

هو أبي قد عدَّ مائدةَ الصهيلِ

لوثبةِ الفرسِ

عبرَ التتارُ وفتَّشوا دمها

فما وجدوا بلائحةِ الحنينِ

سوى حنينِ الروحِ للقدسِ

ذُهلَ التتارُ ....

على يديها قد تمرَّى الصبحُ نافذةً

تُطِّلُ على هوى النفسِ

ذُعِرَ التتارُ...

فلمْ تلوذُ بخوفها

فمدينتي ملأتْ صباحَ ورودها

فأتى نخيلُ قدومها

في قامةِ الشَّلالِ يعبرُ ساحةَ الشمسِ

أسمعتَ ناقوسَ الالهِ يدقُ وقتاً

نهضتْ من الينبوعِ جمرُ مياههِ

زمناً جديداً... لا يُصالحُ ظلمةً

فاشتاقت الأنهارُ صوتَ خريرِها

واخضَّرت الأيامُ تاريخاً

على صوتِ السواعدِ هبَّةُ الترسِ

نهضَ الحسانُ على صهيلِ الشمسِ قمحَ جداولٍ

فالأرضُ نادتْ: كيفَ أُخفي سرَ صبحي؟

فالصهيلُ يدقُ بابَ الشمسِ في كفَّيهِ

يحملُ للحقيقةِ دوسَ بؤسي

وكأنَ بابَ الشمسِ يفتحُ في شوارعِ أدمعي

أحلامَ تاريخٍ...

تُضيءُ جفافَ قلبي غيمةً تهمي

فينهضُ في معاركِ ظلمنا قوسي

عبرَ التتارُ وفتَّشوا دمها

فما وجدوا بلائحةِ الحنينِ

سوى حنينِ الروحِ للقدسِ

فتحَ المكانُ زمانَهُ لوليمةِ العرسِ

هيَ وحدها منْ أوقفَ الأحزانَ في العينينِ

موجةَ جحفلٍ

لاحتْ على وجعِ الطريقِ سنابلاٍ

لقطتْ مفاتيحُ المدائنِ دربَها

فأتى الصباحُ يعلِّمُ الأشياءَ صحوةَ اسمها

فصحتْ على ضوءِ الطريقِ جحافلُ الدرسِ 

 

فلسطين