بعد أن نشر الروائي الألماني الكبير غونترغراس «من مواليد 16 اكتوبر 1927» مجموعته الشعرية الأولى بعنوان «ديك الريح الحديدي المحبوب» عام 1956، وتلاها عام 1957 أربع مسرحيات، وبعدها نص باليه بعنوان «فضلات أو قصاصات» - أصدر «غراس» روايته الأولى «الطبل الصفيح» التي أثارت الكثير من الجدل عام 1959، وجعلت منه.. مع روايته القصيرة «بنج موضعي» أو «مخدر موضوعي» 1969 وغيرها من الروايات واحداً من أكبر الروائيين في العالم الغربي.

«الطبل الصفيح» رواية غراس الأولى بعد خمسين عاماً

عبد الغني داود

بعد أن نشر الروائي الألماني الكبير غونترغراس «من مواليد 16 اكتوبر 1927» مجموعته الشعرية الأولى بعنوان «ديك الريح الحديدي المحبوب» عام 1956، وتلاها عام 1957 أربع مسرحيات، وبعدها نص باليه بعنوان «فضلات أو قصاصات» - أصدر «غراس» روايته الأولى «الطبل الصفيح» التي أثارت الكثير من الجدل عام 1959، وجعلت منه.. مع روايته القصيرة «بنج موضعي» أو «مخدر موضوعي» 1969 وغيرها من الروايات واحداً من أكبر الروائيين في العالم الغربي.

تتمحور رواية «الطبل الصفيح» حول القزم أوسكار - الشخصية الرئيسة في الرواية.. تلك الرواية التي بيع منها أكثر من مليون ونصف نسخة في كل أنحاء العالم، وأثارت فزع وانبهار القراء فى ست عشرة لغة.. ولقد استوعب القراء وتعمقوا رؤية هذا القزم المحيرة والعميقة الغور لقيام وسقوط الرايخ الثالث.. فصرخة «أوسكار» التي كان يصرخها ويستطيع بها تحطيم أي زجاج، وطبلته السحرية التي تحمله إلى الأمام وإلى الخلف في الزمان.. وكان أفضل حيلة التي قام بها في الرواية إفساد تنظيم المواكب النازية وطوابيرها... وحين اختفى تحت مقصورة المتفرجين ودق على طبلته ألحاناً معاكسة ومضادة ومخالفة لتلك التي كان يعزفها النازيون، وصارت طبلة «غونترغراس» رمزاً لهؤلاء الذين عليهم أن يعزفوا ويدقوا ألحان غيرهم دائماً.. أو ينتظرون من يدق عليها كي تصدر الأصوات - الأوامر.. وهو في هذه الرواية يعمد إلى توظيف أسلوب سردي من التهويل والترويع سبيلاً لاستجلاء أبعاد الماضي.. فمن خلال ذلك الكم الهائل من المفارقات والنوادر التي تروي غرائب الأمور وعجائبها، وتمزج الواقعي بالفانتازي - فضلاً عن تلك اللغة التي تصور ما هو سوقي ومبتذل - بفصاحة.. يبقي وجدان القارئ يقظاً ومتنبها، والأهم من ذلك - عاجزاً عن الركون إلى الصورة المألوفة للكينونات والحوادث طبقاً لما يصوره الوجدان المشترك. وعندما تحول هذه التدابير التقنية دون أمر ما... فإنها تحول دون التأويل الرمزي للتاريخ - بما هو اختزال لظاهرة الماضي الذي يسلم في نهاية المطاف بانقضائها - إلى ذلك فإنها تنبه القارئ إلى حقيقة التشويه الشامل الذي تعرض له الواقع الألماني في ظل النازية. وليس يعوز الكاتب تبرير خارجي لاستخدام تقنيات سردية كهذه طالما أنها التقنيات الوحيدة التي يمكن لشخصية مثل «أوسكار ماتسراث» بطل الرواية وراويها، استخدامها على وجه مقنع.. فهو فضلاً على أنه نزيل مستشفى للأمراض العقلية، فهو كائن عجيب، قزم في الخامسة عشرة.. يرفض منذ سن الثالثة أن ينمو مثل بقية البشر، ومن ثم - فإنه لا مناص من أن يبدو العالم لناظريه ضخماً ضخامة كاريكاتورية تثير الروع حينا وتبعث على الضحك أحياناً - ولكن تشبث «أوسكار» بالطفولة - رافضاً الانضواء في عالم الراشدين - فإنه لا يتلاعب بالفارق بين الطفولة والصبيانية.. فهو يريد التشبث بالبراءة وعدم التورط.. فلا يتُهم بالصبيانية، ومن ثم بالطيش وانعدام المسؤولية.. وما عالم الكبار.. على ما يستشف من تصوير «أوسكار» له - إلا عالم صبياني يتصنع أفراده الجدية المفرطة في المواقف التي تدعو إلى السخرية والضحك، وينشغل أهله انشغالاً تاماً بتافه الأمور وصغيرها - في حين يولون الشؤون المدنية والسياسية العامة أقل اهتمامهم، ولذا فإن «أوسكار» يرفض الانتماء إلى من هم معدومو النضج المتنصلون من المسؤولية والمراوغون للإحساس بالذنب الذي يدعونه، وهو يدين أخلاق البرجوازية الألمانية التي توانت في مواجهة المد النازي، وتصنعت الجهل بدورها فيما جرى، وما يزدريه أوسكار بشكل خاص هي تلك الرقابة الذاتية التي يفرضها الواحد من أبناء هذه الطبقة على نفسه مخافة الإدانة الجماعية أو حتى الخروج من القطيع.. و«الأوسكار» ليس بطلاً بالمعنى التقليدي، ويوظفه «غراس» كصوت الضمير الألماني المكبوت في العصر المظلم، وإنما هو أيضاً شخصية ملتبسة التباس الشخصية الألمانية العادية في زمن الحرب وبعده، وهو إذ يعري الواقع الألماني. فإنه هو نفسه عاجز عن الإقرار بالذنب، وقصارى ما يعترف به، وما يميزه عن أبناء الطبقة التي ينتمي إليها - هو أنه مرواغ ومتهرب من المسؤولية، وهو ذو انتهازية صريحة، ويقوم بدوري الملاك وإبليس.. وذلك انسجاماً مع المهنة التي يزاولها كبهلوان، وهو لا يكتفي بتسليط الضوء على الإلتباس الذى يعتري التاريخ وإنما أيضاً الإلتباس الذي يكتنف محاولة كتابة ما جرى من موقع من ينتمي إلى الطبقة المدانة هنا. فالراوي - شأنه في ذلك شأن الكاتب المنحدر من عائلة برجوازية منحازة لهتلر فضلاً عن انضوائه عضواً في الشبيبة الهتلرية، ليس من البراءة والحيادية بما يسوغ قبول روايته من دون شك أو سؤال.. وبذا فإن «غونتز غراس» الساعي إلى محاسبة الأمة الألمانية حساباً يكفل عدم تكرار ما جرى.. لا يزعم احتلال موقع الحكم الأخلاقي المتعالي تعالياً تاريخياً عما فعله أبناء أمته. وحيث إن الكاتب لا«يستثني» نفسه، فإنه يحرص على تنبيه القارئ بأن ما يرويه مجرد عمل أدبي - لا من حيث إنه سلسلة من الحوادث المتخيلة التي لم تقع فعلياً، وإنما من حيث أنه - رجل لا سلطة مطلقة له في سرد وقائع ما جرى، وأن المواطن الألماني الغارق في البحبوحة الاقتصادية التي شهدتها المانيا بعد الحرب ليتوجب أن يشاطره هم التفكير فيما جرى، والحيلولة دون التغافل والنسيان.. فالعجيب في شخصية «أوسكار» هذا الذي لا يحتمل، والهدام، والشاذ المنظر، ومع ذلك لا يخلو من جاذبية.. فهو يستطيع أن يؤثر في الناس عن طريق حكايات يحكيها خلال نقراته على الطبلة، ويستطيع أن يرفع صوته بالصراخ فيصل إلى مسافة يمكن أن نتصورها أو لا نتصورها، ويحدث نتيجة لهذا الصوت أن تتكسر جميع ألواح الزجاج التي تكون في طريق صوت أوسكار وعندما يتحدث عن الجنس فإنه يتحدث عن القراميط، وعن اللعاب، وعن البودرة، ومستخدماً ألفاظاً وتعبيرات وصوراً تدعو للاشمئزاز والرعب لذا يرى الناقد الإنجليزي «ريفيو شيرمان» أن النقاد لن يجدوا صعوبة في الربط بين شخصية أوسكار وبين «جوبلز» وزير الدعاية في العهد النازي وبين العقلية النازية، ولن يجدوا صعوبة في الربط بين صوت أوسكار وبين صوت «أدولف هتلر».. لكن «غراس» لا يوافق على هذا الرأي، وينكر أنه تعمد استعمال الرمز للتعبير عن معنى معين.. ورغم ذلك فالرواية أشبه بالسيرة الذاتية، وهي أشبه - أيضاً - بمن يكتب منتقداً الذاكرة الجماعية التي أدت إلى الكارثة، ومن خلال ذاكرته الشخصية. ولقد أحدثت هذه الرواية ضجة كبيرة، وتم شجبها في المانيا على أنها تعرض الروح والعقل البشري للخطر، إن لم تكن تدمرهما على ما يحتمل، وجرت محاولات لحظرها.. إذ إن الألمان كانوا تواقين إلى نسيان ماضيهم، ومن الناحية الجنائية، بدا «غراس» غير مسؤول.. لأنه يروي ثانية حكايات سنوات الحكم النازي بتفاصيل تعافها النفس، بل ميتة. وظهر أن اختياره ليروي الحكاية كان مهيناً في حد ذاته - حيث إنه اختار قزما ماكراً ماجنا هو «أوسكار»، وهو بالنسبة لمظهره الجسدي طفل في الثالثة.. له عقل رجل بالغ، وشهوة جنسية نامية تماماً، وموهبة في السخرية، وبصيرة ثاقبة، ولأنهم عدوه طفلاً لم يتقن المشي بعد أن كانوا يمارسون في وجوده أمورهم الجنسية.. وهو طبال بصورة اضطرارية، ويحتاج باستمرار إلى دمى في شكل طبول من الصفيح يحولها بعد أسبوعين من الاستعمال إلى خردة. و«أوسكار» مثل «مبتدعة - غراس» ولد في «دانزنج» وكان في الخامسة من عمره حين وصل النازيون إلى السلطة، ويراقب بني جلدته من المواطنين، وهم يكيفون أنفسهم للنظام الجديد وفي «كريستا لنخت» في نوفمبر 1938.. حين خربت محلات اليهود التجارية، يقابل بالمصادفة - صاحب محل اللعب المفضلة عنده - ميتاً وسط أطلال المتجر الملوثة، وبعد عشرة أشهر كان «أوسكار» ووالده بين المدافعين عن مبنى مكتب البريد البولندي، حين دمره النازيون، وقد وجدا وسط التشويه المستديم وقتاً للعبة ورق غريبة.. ينزف فيها واحد من اللاعبين حتى الموت، ويظل قابضاً على أوراق لعبه.. وفي أثناء الحرب يسافر «أوسكار» إلى فرنسا مع فرقة تمثيلية لتسلية الجند، وتصل إلى «نورماندي» في الوقت المحدد لغزو الحلفاء بالضبط، ولكنه يعود إلى «دننزج» حيث يحرر الجيش الأحمر المدينة، وبينما يأتي الجنود الروس مصلصلين، وهم يهبطون سلم القبو يحاول زوج أم أوسكار - على نحو يائس - أن يبتلع شارة حزبه النازي، ويختنق بها، وتحيره طلقات رصاص واحد من المحررين الذي يمسك حنجرته المعذبة - باعتبار أن ذلك نوع من الاستعراض العدائي.
وتعادل سخرية «أوسكار» الباردة كل لون من ألوان الرعب، وكان الحب العظيم في حياته لممثلة قصيرة القامة تكون معه في «نورماندي» حينما يبدأ الحلفاء ضربها بالقنابل، وتجري إلى مطبخ الميدان بحذائها ذي الكعب العالي، وتصل إلى مشروب القهوة شديد السخونة.. وفي الوقت نفسه بالضبط تصل دانة من مدفع بحري. أما شخصيات الرواية المساعدة فهي نابضة بالحياة على نحو دال، وتذكرنا كيف يمكن أن تكون الكائنات البشرية لا تطاق - فهناك «جريف» بائع الخضار والفاكهة العاشق المغرم بالغلمان، والبارع في الآلات الميكانيكية، والذي يشنق نفسه على مشانق موسيقية مخترعة بعناية، وهناك «ميين» عازف البوق الذي ينضم إلى فرقة شباب هتلر، ويحظى بالمديح لتدميره معبدا يهوديا، ولكنه يطرد بمنطق نازي معصوم من الخطأ بتهمة القسوة على القطط.. وبدا أن «غراس» قد خطط روايته الغريبة كمجموعة من القصائد أصلاً.. ونشهد في الرواية كيف يتجول «أوسكار» وأمه قرب بحر البلطيق، ويسحب «صياد سمك» رأس حصان يزحف بسمك الأتلكيس، وربما يلمح هذا إلى الخيالة البولندية المحكوم عليها بالموت، وهذا أحد رموز الرواية المتكررة - لكن المشكلة الرئيسة بالنسبة للقارئ - عندما يتقدم الصياد ليعصر سمك الأتلكيس، وتندهش أم أوسكار كيف لا يصيب المرض الصياد، وتبذل أم أوسكار مجهوداً كبيراً كي تحضر وجبة فطور دسمة إرضاء للنوارس الصارخة التي تلتهمها، وفي الرواية لمسات مؤثرة أخرى مثل: أن فتحتي أنف أوسكار الحادتين تميزان النساء بروائحهن الطيبة، وتفوح من «ماريا» زوجة أبيه، ورفيقة الفراش - رائحة الفطريات البرية وعطر «الونيلية» وهو نبات أمريكي استوائي، ويتربى «أوسكار» «مثل غراس» في محل بقالة العائلة حيث تكمن فيه روائحه المختلطة مثل: الرنجة، والفواكه المجففة بأنواعها.. في أغوار نفسه.
وفي هذه الرواية أحرز «غراس» قصب السبق إلى «سحر الواقعية».. حيث يجعل كتابته بدرجة أكثر، وليس بدرجة أقل - لكنها تستجيب لمطالب موضوعه، ويجعلك تشعر أنك لكي تتكلم عن الأحداث في مستوى معين.. ربما يكون الصوت النثري غير لائق - لكنه قد يقبلها على أنها معقولة ويعلق الناقد «نيل اشكرسون» على هذه الرواية «نيو ستبتسمان - سبتمبر 1994» بقوله: «يشعر المرء - وهو متحير بالحدث الجارف القائم على الخيال الجامح الذي اكتنفه الغموض بكل ما يقصده غونتر غراس - مثل العالم الحيواني الذي يكتشف حيواناً ثديياً وحشياً غير مسجل، يلتهم أوراق الشجر، ربما تكون له قرون جميلة، ولكن هي ماهيته؟.. وهذه أول رواية لرسام ورموزها ليست عضوية.. إنما تتكرر بالطريقة التي تتكرر بها أشكال الدروع في عمل تشكيلي للفنان «ماكس أرنست» أو آلة المندولين الموسيقية في عمل «بيكاسو»، وقد أصبح «غراس» من أعلام الأدب الألماني القصصي في هذا القرن، وقارن البعض هذه الرواية بملحمة «توماس مان» الروائية «جبل السحر»، وعدها البعض الآخر زوبعة أدبية استفزازية. ولعل هذه الرواية هي السبب الذي ارتأته الأكاديمية الملكية السويدية لمنح «غونتز غراس»، جائزة نوبل لعام 1999، والذي يتمثل في ناحية من نواحي عالمه الروائي الشاسع وذلك لأنه ينقل الوجه المنسي للتاريخ من خلال حكايات مروية على ألسنه الحيوانات في قالب من السخرية اللاذعة، لكنه نقل أيضاً تحولات هذا التاريخ والتناقضات التي شهدها، وكان خير معبر عن الواقع الألماني والمراحل الصعبة، والخطرة التي اجتازها. وروايته «الطبل الصفيح» تشهد فعلاً - لاعلى موهبته الروائية الكبيرة فقط.. وإنما على ارتباطه الوثيق بالتاريخ والذاكرة وبالواقع والوجدان العام.. فالبطل الذي يدعى «أوسكار» هو صورة واضحة عن الشخصية الألمانية التي تتذكر ما عانت وما شهدت من أحداث وجرائم هي جرائم الرايخ الثالث، بل هو نموذج للبطل المضاد والمعقد الذي يتمرد ويرفض ويواجه الموت واليأس والخراب الكبير المنتشر من حوله. وحين صدورها في العام 1959 - اعتبرت رواية «الطبل الصفيح» رواية المرحلة، وربما رواية «العصر»، وسرعان ما ترجمت إلى لغات شتى، وحققت لكاتبها شهرة عالمية حتى بات اسمه مرتبطاً بها.. علماً بأن الرواية هذه كانت أولى الثلاثية التي سوف تعرف «بثلاثية دانتزيج».
ومنذ صدور «الطبل الصفيح» عام 1959 تلقى «غراس» عروضاً كثيرة بتحويلها إلى فيلم - دون أن يعجبه أي مشروع عرض عليه.. ولكن الأمر كان مختلفاً مع المخرج «فولكر شولندورف» - فقد أقنعه عام 1978 - بعد صدور الرواية بحوالي عشرين عاماً - بمحاورته الدائمه له، وأسئلته بأنه توصل إلى جوهر الرواية، واستطاع أن يعيده إلى الكتاب الذي كان قد أحس بأنه أصبح بعيداً عنه بحيث كان ممكناً - بفضل أسئلة «شولندورف» المثيرة أن يشترك «غراس» نفسه في كتابة حوار الفيلم، وشارك في كتابة السيناريو الفرنسي «جان كلود كاريير»، وفلوكرشولندورف، وفرانزساتيز». ويعلق «غراس» بقوله: ولمست على الفور أنه قد فهم أبعاد الفترة التي يتناولها الكتاب.. وأنه يملك من القوة ما يكفي لإعادة تشكيل المادة.. ليس بالخضوع الأعمى للكتاب.. وإنما بأن يستبدل بأدوات الأدب أدوات السينما.. وتم بالطبع - استبعاد بعض الفصول وبعض القصص والمواقف، وكان «شولوندورف» يطلعني على تطورات السيناريو لأعطيه أنا وجهة نظري.. وكان البعض يحدثونني أثناء ذلك عن قزم بشع.. بينما كان الموضوع - والكتاب نفسه - يقول ذلك بوضوح - عن طفل توقف عن النمو.. وكان «شولندورف» مصمماً على ألا يكون هناك أي أقزام.. فأين المتفرج الذي يمكن أن يتوحد مع قزم، إن لكل منا طفولته التي يفتقدها والتي يود أن يسترجعها.. وكثير مما في «أوسكار ماتزيراث» يمكن العثور عليه في جيل اليوم في الشباب.. وكثيرون يودون لو استطاعوا الهرب من البلوغ والمسؤوليات.. وهذا هو السبب في أن التجسيد الأدبي «لأوسكار ماتزيراث» يبدو لي موجوداً اليوم.. محاصراً بالحاضر باستمرار.