تضمن اليوم الأول على ست محاضرات تطرقت إلى عدد من الموضوعات من أبرزها: الآثار الإسلامية في البحرين والتي قدمها كل من البروفيسور تيموثي إينسول والدكتور سلمان المحاري، والآثار الإسلامية في اليمن ودول الخليج التي قدمتها أكسيل روجيل، والآثار الإسلامية في المملكة العربية السعودية التي قدمها سعد الراشد، والآثار الإسلامية في العراق التي قدمها أليستير نورثيدج، والآثار الإسلامية في سوريا التي قدمها ألان والمزلي، والآثار الإسلامية في الأردن والتي قدمها بيثاني ووكر.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
مسجد الخميس والآثار الإسلامية في البحرين
تطرقت أولى محاضرات مؤتمر "الآثار الإسلامية من منظور عالمي" إلى الآثار الإسلامية في البحرين. وذلك من خلال آثار العصر الأموي التي عثر عليها في المحرق، حيث ركزت المحاضرة على الآثار الإسلامية في البحرين من العهد الأموي حتى الفترة العُمانية في القرن الثامن عشر الميلادي.
كما تمت مناقشة الآثار التي وجدت من العهد العباسي التي تمثّل أولى مراحل الآثار الإسلامية في مواقع مهمة مثل عالي وباربار وفي المناطق المحيطة بمسجد الخميس وعلى تلة مسجد الحسن في بلاد القديم. إضافة إلى عرض التسلسل الزمني لمسجد الخميس ووضعه في سياق عمارة المساجد في أماكن أخرى من البحرين ومنطقة الخليج ككل، كما تم عرض المستوطنة الإسلامية والقلعة الشاطئية في موقع قلعة البحرين والتل في منطقة باربار، وذلك في سبيل تقييم ما يمكن استنتاجه عن تحول محتمل في حركة الاستيطان الإسلامي باتجاه الشمال الغربي من أول موضع استيطان استمر حتى العهد العماني. وكذلك تم عرض البحوث التي أجريت مؤخراً عن النقوش الجنائزية الإسلامية في البحرين التي يعود تاريخها إلى ما قبل القرن العشرين.
وقد شارك في هذه المحاضرة الدكتور سلمان المحاري، وهو رئيس قسم صيانة الآثار في هيئة البحرين للثقافة والآثار، حيث يتولى مسؤولية إدارة والحفاظ على جميع المواقع الأثرية في البحرين. وقد قدم العديد من الأوراق العلمية والمحاضرات في مؤتمرات إقليمية ودولية عن الآثار في البحرين والحفاظ على التراث. كما شارك في العديد من مشاريع التنقيب والمسوح.
كما شارك في هذه المحاضرة السيد تيموثي إينسول عالم الآثار وأستاذ الآثار الأفريقية والإسلامية في معهد الدراسات العربية والإسلامية التابع لجامعة إكستر بالمملكة المتحدة. والذي كتب عشرات الدراسات والكتب والنشرات الدورية المتخصصة، حيث يعمل على أبحاث آثارية عن البحرين.
عمان واليمن منذ ما قبل الحضارة الإسلامية وبعدها
المحاضرة الثانية في أولى أيام مؤتمر الآثار الإسلامية من منظور عالمي، تطرقت إلى الآثار الإسلامية في اليمن ودول الخليج العربية. إذ ناقشت المحاضرة دور اليمن منذ بزوغ فجر الإسلام في تاريخ وتطور الحضارة الإسلامية. ولفتت المحاضرة أنه منذ أواخر سبعينات القرن العشرين، ازداد اهتمام السكان المحليين والمجتمع العلمي بالتراث الإسلامي من اليمن وسلطنة عمان والخليج بشكل كبير، وتم تكريس أبحاث لدراسة فترة العصور الوسطى في المنطقة.
وقد ركزت المحاضرة على المناطق الساحلية والموانئ والدور المهم التي لعبته في شبكة خطوط الملاحة البحرية الدولية في المحيط الهندي آنذاك. وبالتالي لا يزال هناك الكثير من الدراسات التي يجب عملها على المناطق النائية وعلى التاريخ الاجتماعي والاقتصادي للسكان المحليين.
قدمت المحاضرة الدكتورة آكسيل روجيل وهي عالمة آثار متخصصة في العصر الإسلامي في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية في باريس. وهي مهتمة بتاريخ التجارة في الجزء الشرقي من العالم الإسلامي والمحيط الهندي خلال العصور الوسطى، بما في ذلك المستوطنات الساحلية والمرافئ، الطرق البرية والبحرية، وشبكات التبادل والبضاعة، وخصوصاً الخزفيات. وقد أجرت مسوحات وأعمال تنقيب في العراق والبحرين واليمن وعُمان حيث تعمل منذ عام عام 2008 على مشروع عُماني فرنسي ضخم لبحث وتطوير موقع مرفأ قلهات الذي يعود إلى العصور الوسطى (القرن 11 إلى 16 للميلاد) والواقع في محافظة جنوب الشرقية بالقرب من مدينة صور.
السعودية والعراق وسوريا .. عمق تاريخ إسلامي
المحاضرة الثالثة كانت حول "الآثار الإسلامية في المملكة العربية السعودية" وقد قدمها سعد الراشد، أما المحاضرة الرابعة في أولى أيام المؤتمر فقد كانت بعنوان "الآثار الإسلامية في العراق"، والتي تناولت العراق كواحدة من أوائل البلدان التي فتحها المسلمون. ومن بينها التمدن في العراق من خلال عواصم الخلافة العباسية في بغداد وسامراء. ولفتت المحاضرة بأن العراق كانت قد شهدت أيضاً ولادة الفخار المزجج الإسلامي والذي تأثر بالخزف الصيني المستورد.
وقد قدم المحاضرة آليستر نورثيج وهو أستاذ في الفن الإسلامي وعلم الآثار في جامعة باريس الأولى ، وقد أنجز العديد من البحوث والدراسات عن عمان وسامراء وكازاخستان وتركمانستان، كما أشرف على أعمال التنقيب في مصريان (دهستان في القرون الوسطى).
فيما كانت المحاضرة الخامسة في اليوم الأول بعنوان "الآثار الإسلامية في سوريا"، والتي قدمت لمحة عن تطور الآثار الإسلامية في بلاد الشام، حيث إنه منذ ثمانينيات القرن العشرين، أخذت المواقف بالتغير بشكل كبير مع انطلاق عدد من المشاريع الأثرية لإجراء التنقيبات والمسوحات الميدانية للبحث في جملة من الأسئلة مثل طبيعة المستوطنات والتنمية العمرانية والمشاهد الريفية وإنتاج وتبادل السلع والظروف الاجتماعية، منها على سبيل المثال مدينتي بيلا (طبقة فحل) وجرش في الأردن، و "القرى المهجورة" في شمال سوريا. ويمكن لعلم الآثار الحديث من خلال هذه البحوث المركّزة أن يقدم سرداً منقّحاً وأكثر توازناً للتاريخ الاجتماعي الإسلامي في بلاد الشام.
حيث قدم المحاضرة ألان والمزلي المختص في علم الآثار والعمارة والفن والمسكوكات في العالم الإسلامي وإسهاماتها في الدراسات الثقافية والتراثية. وكان حتى وقت قريب أستاذاً في الآثار الإسلامية في جامعة كوبنهاغن، وهو عضو في الأكاديمية الملكية الدنماركية للعلوم والآداب وزميل جمعية لندن لخبراء الآثار.
واختتمت محاضرات اليوم الأول بمحاضرة عنوانها "الآثار الإسلامية في الأردن" والتي تطرقت إلى بروز الدراسات الأثرية للمجتمعات في العصر الإسلامي كتخصص علم قائم بحد ذاته خاصةً في سبعينات القرن العشرين، وهي منذ ذلك تؤثر على مسار تطور هذا المجال في عموم بلاد الشام. وقد تعرضت المحاضرة إلى تاريخ الآثار الإسلامية الطويل في الأردن حيث سلطت الضوء على ما تم التوصل إليه من معلومات عن بعض أهم المواقع في البلاد. ثم تم تقييم مساهمات الآثار الأردنية في المعرفة عن عملية التطور الحضري وانتشار الإسلام، فضلاً عن التعرف على المجتمعات المحلية الريفية في العصر الإسلامي أثناء القرون الوسطى والحياة اليومية على تُخوم الدولة الإسلامية والدفاع عنها والتاريخ الزراعي والبيئي (خصوصاً في ما يتعلق بجمع وإدارة المياه.
وقد قدمت المحاضرة بيثاني ووكر هي رئيسة قسم الدراسات المملوكية ومدير وحدة أبحاث الآثار الإسلامية في قسم الدراسات الإسلامية بجامعة بون بألمانيا. نالت الدكتوراه في الدراسات الشرق الأوسطية والإسلامية من جامعة تورنتو. تغطي أعمالها الميدانية الآثارية في المنطقة ما يقارب ثلاثين عاما وهي تدير حالياً ثلاثة مشاريع ميدانية طويلة الأمد. وهي متخصصة في الخزفيات وتاريخ القرى والتاريخ البيئي والزراعي في الأردن، وهي كذلك محرر أول "مجلة الآثار الإسلامية" وعضو في مجلس إدارة المركز الأمريكي للأبحاث الشرقية في عمَان.
زيارة إلى مركز زوار مسجد الخميس
هذا وتضمنت أنشطة وفعاليات اليوم الأول للمؤتمر على زيارة للمشاركين إلى مسجد الخميس ومركز زوار مسجد الخميس، فيما تستمر أعمال مؤتمر "الآثار الإسلامية من منظور عالمي" حتى 13 أبريل القادم. وتتضمن محاضرات يوم غد الأربعاء على عدد من الموضوعات من أبرزها: الآثار الإسلامية في فلسطين، الآثار الإسلامية في إيران وآسيا الوسطى، الآثار الإسلامية في شمال أفريقيا، الآثار الإسلامية في جنوب آسيا، الآثار الإسلامية في جنوب شرق آسيا، والآثار الإسلامية في مصر.