ما أسعدَني
ما أسعدَني!
تصرُخُ دجلةُ
وهي تستمعُ إلى نشرةِ الأخبارِ،
سيبني الأتراكُ أكبرَ وآخِرَ سدٍّ عليَّ،
لن أجريَ في أرضِ العراقِ بعدَ الآنَ،
أرهقَ العراقيّونَ مائي
وهم يرمُونَ فِيَّ الجُثثَ
والكتبَ منذُ آلافِ السنينَ،
أرهقَ العراقيّونَ مائي
وهم يَصُبُّونَ مياهَ المجاري..
في المَوْصِلِ
أسقطُوا على أسماكي الجُسورَ والقنابلَ،
سجَنوني في سَدِّ المَوصِلِ،
وفي كلِّ سنةٍ
يُرهبونَ الناسَ من فيضاني وهو دموعي،
كم كنْتُ خائفةً وأنا أنسابُ ليلاً،
كم شَهِدْتُ على الاغتيالاتِ
وحكايا البيوتِ على الضِّفافِ،
مرآتي شاحبةٌ لا تعكِسُ القمرَ،
سأعودُ إلى حِضْنِ أمّي،
حيثُ الفلّاحُ التركيُّ يُدلِّلُني،
ويَشُقُّ لي ساقيةً إلى بُستانِه،
هنالكَ أمارسُ الحُبَّ مع الأشجارِ
ونُنجِبُ الثمار..