من عاصمة الثقافة والتنوير، "المحرق عاصمة الثقافة الإسلامية 2018م"، أُسدِل الستارُ، مساء اليوم السبت، (7 أبريل 2018م)، على النسخة الثامنة عشرة من "معرض البحرين الدولي للكتاب"، الذي انطلق في الثامن والعشرين من مارس الماضي، تحت رعاية كريمة وسامية من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر، مكرساً موقعه المحاذي والمتصل بـ "قلعة عراد"، كفضاء ثقافي ومعرفي، تتقاسم فيه الشعوب على اختلافها نتاجاتها وحصيلتها الإنسانية، من خلال أكثر من 400 دار نشر عربية وعالمية، من 26 دولة مختلفة، تقاطعت في شغفها العميق بتقديم ما لديها من كتب في شتى ضروب المعرفة الإنسانية.
واستقطب المعرض، منذُ إقامته وحتى اليوم الأخير، الذي قررت الهيئة تمديدهُ من التاسعة صباحاً وحتى العاشرة مساءً، أكثر من 220 ألف زائر، إلى جنب استقطاب سبعة آلاف طالب وطالبة، من 181، مدرسة حكومية وأهلية.
وقد جاءت نسخة هذا العام باستضافة المملكة العربية السعودية، كضيف شرف للمعرض، لتشكل هذه الاستضافة امتداداً للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وترسيخاً لمجالاتها المتنوعة، ومنها التكامل الثقافي والفكري، بعد أن شهدت العلاقة السعودية البحرينية عمقاً سياسياً وتاريخياً واجتماعياً، منذُ أمدٍ بعيدٍ.
وحرصت "وزارة الثقافة والإعلام" السعودية، على المشاركة في "معرض البحرين الدولي للكتاب"، ممثلة للمملكة العربية السعودية، بفعاليات واسعة ومتنوعة تتخللها ندوات ثقافية وأدبية وفنية تحدث فيها نخبة من الكتاب والأدباء والنقاد والباحثين السعوديين بالمشاركة مع نظرائهم من مملكة البحرين، كما أقيمت الأمسيات الشعرية والمحاضرات النقدية، والعروض السينمائية والفنية، لتغطية كافة الجوانب الثقافية والإبداعية.
ركن هيئة الثقافة هو الآخر، كان محطة لانطلاقٍ ثقافي، عبر مجموعة من الكتب الصادرة حديثاً عن الهيئة، والتي جاءت كاضافة للمكتبة البحرينية والعربية، سواء في الفكر، أو الدراسات الإنسانية، أو الأدب، المسرح، التراجم، الآثار، التاريخ، النقد والأدب. إذ وقع أكثر من عشرة مؤلفين إصداراتهم الصادرة عن "مشروع النشر المشترك"، الذي انطلق من العام 2000م بالتعاون ما بين هيئة الثقافة و"المؤسسة العربية للدراسات والنشر".
أما ركن توقيع الكتب، فقد كان محطةً للعديد من المؤلفين البحرينيين والعرب، الذين وقعوا إصداراتهم على مدى أيام المعرض، إذ شهد توقيع العديد من الإصدارات: الروائية والفكرية والشعرية، بالإضافة للدراسات في مختلف المجالات المعرفية.
كما جاءت نسخة هذا العام، غنيةً بالمشاركات الثقافية، التي قدمتها النخب الفكرية والشعرية البحرينية والعربية، وجاءت بالشراكة بين هيئة الثقافة، والجهات: مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، تاء الشباب، هيئة الشارقة للكتاب، جمعية البيارق البيضاء، مؤسسة بحرين ترست، التي أثرت جميعها البرنامج الثقافي للمعرض بما قدمت من مداخلات ومشاركات ثقافية عميقة.
وفي هذه النسخة، فإن ركن الأطفال قد تقاسم مع الصغار وعائلاتهم أجمل اللحظات بمعية البرنامج المعدّ بالتعاون ما بين هيئة البحرين للثقافة والآثار و"مركز سلمان الثقافي"، حيث كان الركن زاخراً بباقة متنوعة من الفعاليات والأنشطة الموجهة للأطفال من مختلف الفئات العمرية، مركزاً على تلك الفعاليات التي تجعل القراءة فعلاً محبباً وقريباً من هذه الفئة المجتمعية المهمة، إلى جانب جلسات القراءة، وورش العمل، والكتابات الإبداعية، والعروض المسرحية، والأنشطة الثقافية الحرة.
وامتازت النسخة الثامنة عشرة من معرض البحرين الدولي للكتاب، بأنها غادرت المواقع المتوقعة لهذا الحدث الثقافي، كي تستقر في قلب "عاصمة الثقافة الإسلامية"، وتحديداً بالقرب من واحدة من أقدم مواقعها الأثرية، وعلى مقربة من بحرها ونخيلها وسمائها، ملامسةً بذلك مختلف المذاقات، ومُشكّلةً بهذه التوليفة مزيجاً متدفقًا يجمع المتعة الثقافية والترفيهية والسياحة التراثية والطبيعية في آن.
من جهتها تتقدم هيئة البحرين للثّقافة والآثار بالشّكر لكلّ المساهمين في هذا المحفل الثّقافيّ والحضاريّ، وتحديدًا شركة فيفا البحرين الرّاعي الذّهبيّ للمعرض، والرّعاة الفضّيّين وهم: شركة بابكو، وإي إي لتأجير السّيّارات. كما تتقدّم بالشّكر للرّعاة الإعلاميّين، وهم: وزارة شؤون الإعلام، وصحيفتيّ البلاد والوطن.