يكتب القاص الفلسطيني حوارا سرمديا بين الرجل والمرأة متخذا من قصة شهريار وشهرزاد إطارا للحوار المكثف حول بيع وشراء النساء والقصور التي تفتقد إلى الحب المنتشر في الشوارع بعيدا عن سرير الأمير وسيافه مسرور.

حديث الليل

ماهر طلبه

 

- فمن هى؟!.. ومن هو؟!.. ولم اجتمعا فى هذا الليل يا شهرزاد؟.

- إنهما أنا وأنتَ.

- أنا وأنتِ.. كيف؟!.

- لقد عبرنا باب الحكايات فصرت أنا هى وأنتَ هو.. هل تذكر يا مولاى حديث الليل.

- ماذا به يا شهرزاد؟!.

- يومها دخلت حكاياتى.. صرت جزءا منها، تُحْدث ويَحْدُث لك، لكنك لم تر يا مولاى بسبب هذه الأسوار، لذلك حين دخلت السرداب وعبرت وجدتنى يا مولاى على صورتى تلك، ووجدتك يا مولاى كما فى صورتى هذه .

- ما أصعبك على الفهم اليوم يا شهرزاد.. لكن ليكن.. أنا وأنتِ.. فلم الليل يا شهرزاد؟!.

- لأنك مازلت فى القصر يا مولاى، انظر إلى خارج أسوار الحديقة، هل ترى الشعاع الذى يندفع خارجها؟.. إنه الحياة يا مولاى.. هل تفعل؟.

- أين مسرور؟.. أين مسرور؟.

- أمر مولاى.

- هل ترى يا مولاى، ها هو مسرور مختبئ خلف الشجرة، حتى فى حلمك مسرور خلف الشجرة يحمل سيفا، قل لى يا مولاى.. ألم تسمع قصتى بعد؟.. ألم ترددها عليك جدران القصر؟..

(كنت سيدة فى قصر.. يوما ما دخل إلى القصر تاجر غريب يحمل سلة صغيرة.. تفاحة صغيرة أهداها لى.. "قضمة" صغيرة وغياب كبير.. حملنى فى سلته ووضعنى فوق عربة اليد وهتف فى الأسواق.. من يشترى هذه بتلك؟ وأشار إلى كيس نقوده.. وباعنى. اشترانى هو.. كم دفع ليس يهم، لكنه وضعنى فوق سرير رمادى اللون فى قصر خالى من الحياة وسألنى أن أحكى أو أفقد الرأس..).. فماذا أفعل يا مولاى؟ ماذا أقول؟!!.. أحكى؟.. إذن فاسمع يا مولاى.. كانت تحبه قبل أن تراه ولم يحبها حتى رأها، زرعا شجرة فى وسط أرض جرداء وانتظرا الصيف يليه شتاءا حتى جاء الربيع.. ماذا فى ربيعك يا مولاى؟.. هذا ابنى الأول منك.. هل تذكره؟..

(كان مسرور يراقب )

- كفِ عن المراوغة.. لما اجتمعا يا شهرزاد؟!.

- للحب يا مولاى.

- فى خارج القصر؟!

- هل ترى فى داخل القصر حبا يا مولاى ..هل وَلَدَتْ القصور حبا من قبل.

توجد إشارات غامضة فى القصة على أن سيفا ما كان يتحرك فى عشوائية مخططة مقتربا من رقبة فوقها رأس به فم ينطق.. فلأصحو...

كوكو كوكو ...

مولاى...

فإلى يوم آخر يا شهرزاد .