غادرنا المفكر المرموق، بعدما نذر حياته لخدمة القضية الفلسطينية ونشر الوعي الوطني في صفوف الجالية الفلسطينية في الشيلي ومن خلالها بأمريكا الجنوبية من أجل شحن الدعم مع قضية بلاده، المفكر والبروفيسور الفلسطيني الذي يمثل وجها من وجوه الثقافة والفن الفلسطيني والذين يشكلون بحضورهم البارز في أميركا الجنوبية، وما يروجون له من وعي بالقضية وعدالتها وللثقافة العربية عموما، وهكذا نعت الجالية الفلسطينية في تشيلي أحد أبرز مفكريها وقادتها، والذي وافته المنية في الرابع من أغسطس الجاري عن عمر يناهز الـ68 عاماً.

رحيل المفكر أوخينيو شهوان

البروفيسور الراحل أوخينيو شهوان نذر حياته لخدمة القضية الفلسطينية، حيث نشر الوعي الوطني في صفوف الجالية الفلسطينية في تشيلي وشحن الطاقات التضامنية في أميركا اللاتينية مع قضية بلاده.

تعرف القضية الفلسطينية حضورا بارزا لدى الباحثين والمفكرين في أميركا الجنوبية، رغم بعد المسافة، فإن هذا الحضور مرده عدد من الكتاب والباحثين ذوي الأصول الفلسطينية والعربية، الذين روجوا للفكر والثقافة العربيين، حتى أن كتابا كبارا من طينة ماركيز وبورخيس يشهدون بتأثير أشهر كتاب عربي “ألف ليلة وليلة” الكبير عليهم. ومن بين ذوي الأصول العربية الذين روجوا للفكر والأدب العربيين البروفيسور أوخينيو شهوان، الذي رحل مؤخرا.نعت الجالية الفلسطينية في تشيلي أحد أبرز مفكريها وقادتها البروفيسور أوخينيو شهوان، والذي وافته المنية في الرابع من أغسطس الجاري عن عمر يناهز الـ68 عاماً.

ولد البروفيسور شهوان في مدينة سانتياغو لعائلة تنحدر من بلدة بيت جالا الفلسطينية وتلقى تعليمه في الأدب واللغة والفلسفة العربية في جامعة تشيلي. ومن باب حرصه على التواصل مع الوطن العربي طلب العلم في الجامعة الأميركية في القاهرة وجامعة عين شمس، ليتخصص في مجال الفكر العربي الأندلسي وتأثيره على الثقافة الإسبانية تحت إشراف الدكتور سليمان العطار.

عام 1978 تم تعيين شهوان أستاذا في مركز الدراسات العربية في جامعة تشيلي حيث أعاد هيكلة العديد من برامج المركز وقام بجمع كم وافر من التبرعات لخدمة أهداف المركز الأكاديمية. كما شغل عدداً من المناصب الهامة على مستوى جامعة تشيلي آخرها رئاسة دائرة الاتصالات والعلاقات الأكاديمية في كلية الفلسفة والإنسانيات بين عامي 2010 و 2018.

لعب البروفيسور شهوان دوراً محورياً في نشر الثقافة العربية في أميركا اللاتينية، حيث أسس عدداً من البرامج الأكاديمية في الدراسات الشرق أوسطية وعلوم الآثار المصرية والفنون العربية والإسلامية والدراسات الاجتماعية والسياسية المعاصرة في العالم العربي، بالإضافة إلى تصميمه وتنفيذه برنامج بكالوريوس الدراسات الدولية في جامعة تشيلي.

كما روج الراحل في اللغة الإسبانية لكوكبة من المفكرين العرب القدامى والمعاصرين كابن طفيل وابن رشد وإدوارد سعيد ومحمود درويش، وأثر بشكل أساسي في صياغة وعي جيل كامل من الباحثين البارزين في مجال الدراسات العربية في تشيلي ككمال قمصية ورودريغو كرمي وريكاردو مرزوقة وسباستيان ساليناس وموريسيو عمرو وماريا أولغا صمامي وموريسيو باروس وإسبرانزا ياروفي. واستضاف عددا كبيراً من الباحثين في الشؤون العربية والفلسطينية كإيلان بابيه وعادل حكيم وبيدرو مارتينز ليلو ونور مصالحة ورشيد الخالدي وعبدالرزاق التكريتي وجوزيف مسعد.

نذر البروفيسور شهوان حياته لخدمة القضية الفلسطينية، حيث نشر الوعي الوطني في صفوف الجالية الفلسطينية في تشيلي وشحن الطاقات التضامنية في أميركا اللاتينية مع القضية الفلسطينية، وكان أحد أبرز الأصوات العاملة في الأميركتين على خدمة الثوابت الفلسطينية ولاسيما تحرير كامل التراب الوطني وتطبيق حق العودة.

وقد حصدت كتب البروفيسور أوخينيو شهوان عدة جوائز، منها جائزة CHAC لعامي 2015-2016 والذي استلمها تقديراً لكتابه “البنيان الإسلامي للكوميديا الإلهية”، كما تم تكريمه رسمياً من قبل جامعة تشيلي تقديراً لإنتاجه ومجهوده الأكاديمي الضخم على مدى أربعين عاما.