الى د:عزت عبد العظيم
الملائكة الأشرار
المصابون بداء الكبد الوبائي
والبلهارسيا
يرتدون
نظاراتهم السوداء
ويحملون مسدساتهم الخفيفة..
يفتشون تحت أظافرك
باحثين
عن أوراقك القديمة
الأوراق
التي أخفيناها طويلا
تحت أسطوانة الغاز
وفى شبابيك الآسرة النحاسية
وخلف ظهور الدواليب القديمة
الأوراق
التي كتبناها بدمائنا
بطرق توهمنا ازدحامها
"طريق العمال"
و"طريق الشعب"
و"طريق الكادحين"
التي رفعها "التروتسك"
و8 يناير "المجيد"
والمطرقة
والاسياخ
والمستنقع
و"تانت ثريا"
الأوراق
التي حملت إلينا عصافير حالمةً
تنقر زجاج نوافذنا كل صباح
فرسمناها امرأةً من نار
ممتطيةً جواد الشفق
الذى انطلق
خارجا من صمت سبعة الاف سنة..
الأوراق
التي سافرت الى روما
حيث يقف "سبارتاكوس" سعيداً على صليبه
وغادرتنا منشغلين بتدجين الاولاد
ا NGOS والهجرة الى
والبحث عن مقابر أكثر جمالاً
الأوراق
التي اصابتنا
بآلام الصدر المكتومة
والشعر الأبيض والسرطان
والمرارة شديدة التركيز
الأوراق
التي ما زلت ايها المجنون
تحملها -مثلى- مطوية
بعنايةٍ فائقة
تقبض عليها كالقابض على دينه
وتفتح أبواب الزنازين-على صفحاتها-للمارة
بميدان التحرير
والجامع الازهر
ونقابة المحامين
المارة الذين يرقبونك صامتين
حين تهتف أناشيد اللجنة الشعبية
مرة لفلسطين
ومرة للعراق
وملايين المرات لمصر
الأوراق
التي سيتذكرها الأولاد
ويزرعونها كصبارٍ يحيط مقابرنا
صارت كتحية الصباح
التى نلقيها على جارٍ سليط
اللسان
ونحن نصف نائمين..
الملائكة الطيبون
المصابون بداء الكبد الوبائي
والبلهارسيا
"لابسين" أزياءهم السوداء
يحملون رشاشاتهم الثقيلة
يهدمون مدائن الأوراق
التي
غزلنااااااها
بدأبْ..