"الهامش" في صنع أحداث التاريخ
دور (الهامش) في صنع أحداث التاريخ المغربي المشترك اقتصاديا، فكريا وسياسيا... لازال يلفه العديد من الغموض بالمقارنة مع الاهتمام الذي أولاه مثقفونا ومؤرخونا لباقي العواصم التقليدية المغربية الأخرى، من هنا تأتي محاولة الباحث الشاب سعيد واحيحي عبر كتابه (مهدوية أحمد بن أبي محلي الفيلالي ومخطوط) تقييد في التعريف (بمدينة سجلماسة) للنبش في مرحلة شكلت مظهرا من مظاهر الانتقال من مرحلة حكم الأشراف السعديين إلى مرحلة حكم الأشراف السجلماسيين ودلك عبر رصد وتتتبع حركة الفقيه والعالم والمتصوف أحمد بن أبي محلي الفيلالي المتشبع بفكرة (المهدوية) فكرا من خلال ما خلفه من تراث فكري غني توزعتها مخطوطاته المعروفة (أجوبة الخروبي، الإصليت، المنجنيق، السيف البارق، القسطاس، سم ساعة، مهراس رؤوس الجهلة، السلسبيل) وأخرى في عداد المفقود وردت عناوينها في ثنايا مخطوطاته... وممارسة عند إعلانه (الثورة) وقيادة العمليات العسكرية ضدا على السلطة المركزية، وشكل بذلك عمله التأليفي منهاجا نظريا لحركته، فنهج بذلك طريق المنهج الثوري القويم، بدأ بالتنظير والنقد كخطوات لازمة في بناء كل مشروع ينشد التغيير، ونفذ بذكاء وحماس ذلك الخيال الثوري الذي بثه بين الحروف والكلمات المشتعلة بحرارة النقد الشنيع على الوضعية التي أصبح عليها المغرب الأقصى في أواخر القرن 10هـ/ 16م حيث عم فيه الخراب والدمار بفعل الأوبئة والمجاعات، واشتداد الصراع بين أبناء أحمد المنصور السعدي على الحكم، فظهرت بذلك عناصر جديدة في الحقل السياسي بدافع إيمانهم القوي ووطنيتهم الصادقة، ورغبتهم في تحرير المناطق المغتصبة، فكان على رأس هؤلاء الزعماء الشعبيين أحمد بن أبي محلي السجلماسي ـ الفيلالي وهو يعلن (الجهاد) للتغيير نحو الأفضل والخروج من الأزمة وتحقيق العدل الاجتماعي. وبالرغم من قصر المدة الزمنية لحركة أحمد بن أبي محلي والتي تمتد من 1619 إلى 1622 دفع ببعضم إلى القول (قام طيشا ومات كبشا)، لكن وقعها على المدى البعيد للتاريخ المغربي كان كبيرا. وإذا كان القسم الأول من الكتاب قد خصصه الكاتب للحديث عن شخصية أحمد بن أبي محلي الفيلالي وأصوله وموقع أسرته في الوسط الفيلالي ومسيرته العلمية وما خلفه من تراث فكري غني لطبيعة القضايا التي شغلت باله، فالقسم الثاني من الكتاب تم تخصيصه لحركته والتي كان يبغي من ورائها القضاء على الحكم السعدي وإنشاء خلافة بديلة والمراحل التي قطعتها مند خروجه من سجلماسة ثم العودة إليها لتحقيق إحدى علامات ظهور (المهدي المنتظر) في إطار جدلية (الإحياء) و (الإنشاء)، مرورا بدرعة ثم مراكش وآسفي وهو يتعقب خطوات السلطان السعدي زيدان إلى أن انتهى به المطاف في إحدى المعارك الفاصلة عام 1622. أما المخطوط الذي قام الكاتب بإخراجه فيحمل عنوان (تقييد في التعريف بمدينة سجلماسة) هده الحاضرة الأسطورية التي اعتبر أحمد بن أبي محلي إعادة (إحياءها) بعد الخراب الذي أصابها عام 1393 إحدى علامات ظهور (المهدي المنتظر)، وقد ألفه قبل انطلاق حركته لسنوات عل ما يبدو، وفيه يحدثنا عن تاريخ الحاضرة وازدهارها الاقتصادي قبل أن تصاب (بالوهن) على حد تعبيره، ومما دفعنا لإخراج المخوط بالإضافة إلى المعلومات التي يقدمها عن الحاضرة ـ الأسطورة سجلماسة عاصمة الصحراء بدون منازع كون أنها النسخة الوحيدة التي نتوفر عليها وتوجد بالخزانة الحسنية بالرباط مع العلم أنها ليست هي النسخة الأصلية لمخطوط أحمد بن أبي محلي بل هي منقولة دون ذكر ناقلها وتاريخ كتابتها، فالخوف من ضياعها كما ضاع منا العديد من تراثنا الفكري دفعنا لإخراجها لتكون في متناول الباحثين والدارسين، وصونا لذاكراتنا الجماعية.
دور (الهامش) في صنع أحداث التاريخ المغربي المشترك اقتصاديا، فكريا وسياسيا... لازال يلفه العديد من الغموض بالمقارنة مع الاهتمام الذي أولاه مثقفونا ومؤرخونا لباقي العواصم التقليدية المغربية الأخرى، من هنا تأتي محاولة الباحث الشاب سعيد واحيحي عبر كتابه (مهدوية أحمد بن أبي محلي الفيلالي ومخطوط) تقييد في التعريف (بمدينة سجلماسة) للنبش في مرحلة شكلت مظهرا من مظاهر الانتقال من مرحلة حكم الأشراف السعديين إلى مرحلة حكم الأشراف السجلماسيين ودلك عبر رصد وتتتبع حركة الفقيه والعالم والمتصوف أحمد بن أبي محلي الفيلالي المتشبع بفكرة (المهدوية) فكرا من خلال ما خلفه من تراث فكري غني توزعتها مخطوطاته المعروفة (أجوبة الخروبي، الإصليت، المنجنيق، السيف البارق، القسطاس، سم ساعة، مهراس رؤوس الجهلة، السلسبيل) وأخرى في عداد المفقود وردت عناوينها في ثنايا مخطوطاته... وممارسة عند إعلانه (الثورة) وقيادة العمليات العسكرية ضدا على السلطة المركزية، وشكل بذلك عمله التأليفي منهاجا نظريا لحركته، فنهج بذلك طريق المنهج الثوري القويم، بدأ بالتنظير والنقد كخطوات لازمة في بناء كل مشروع ينشد التغيير، ونفذ بذكاء وحماس ذلك الخيال الثوري الذي بثه بين الحروف والكلمات المشتعلة بحرارة النقد الشنيع على الوضعية التي أصبح عليها المغرب الأقصى في أواخر القرن 10هـ/ 16م حيث عم فيه الخراب والدمار بفعل الأوبئة والمجاعات، واشتداد الصراع بين أبناء أحمد المنصور السعدي على الحكم، فظهرت بذلك عناصر جديدة في الحقل السياسي بدافع إيمانهم القوي ووطنيتهم الصادقة، ورغبتهم في تحرير المناطق المغتصبة، فكان على رأس هؤلاء الزعماء الشعبيين أحمد بن أبي محلي السجلماسي ـ الفيلالي وهو يعلن (الجهاد) للتغيير نحو الأفضل والخروج من الأزمة وتحقيق العدل الاجتماعي.
وبالرغم من قصر المدة الزمنية لحركة أحمد بن أبي محلي والتي تمتد من 1619 إلى 1622 دفع ببعضم إلى القول (قام طيشا ومات كبشا)، لكن وقعها على المدى البعيد للتاريخ المغربي كان كبيرا.
وإذا كان القسم الأول من الكتاب قد خصصه الكاتب للحديث عن شخصية أحمد بن أبي محلي الفيلالي وأصوله وموقع أسرته في الوسط الفيلالي ومسيرته العلمية وما خلفه من تراث فكري غني لطبيعة القضايا التي شغلت باله، فالقسم الثاني من الكتاب تم تخصيصه لحركته والتي كان يبغي من ورائها القضاء على الحكم السعدي وإنشاء خلافة بديلة والمراحل التي قطعتها مند خروجه من سجلماسة ثم العودة إليها لتحقيق إحدى علامات ظهور (المهدي المنتظر) في إطار جدلية (الإحياء) و (الإنشاء)، مرورا بدرعة ثم مراكش وآسفي وهو يتعقب خطوات السلطان السعدي زيدان إلى أن انتهى به المطاف في إحدى المعارك الفاصلة عام 1622.
أما المخطوط الذي قام الكاتب بإخراجه فيحمل عنوان (تقييد في التعريف بمدينة سجلماسة) هده الحاضرة الأسطورية التي اعتبر أحمد بن أبي محلي إعادة (إحياءها) بعد الخراب الذي أصابها عام 1393 إحدى علامات ظهور (المهدي المنتظر)، وقد ألفه قبل انطلاق حركته لسنوات عل ما يبدو، وفيه يحدثنا عن تاريخ الحاضرة وازدهارها الاقتصادي قبل أن تصاب (بالوهن) على حد تعبيره، ومما دفعنا لإخراج المخوط بالإضافة إلى المعلومات التي يقدمها عن الحاضرة ـ الأسطورة سجلماسة عاصمة الصحراء بدون منازع كون أنها النسخة الوحيدة التي نتوفر عليها وتوجد بالخزانة الحسنية بالرباط مع العلم أنها ليست هي النسخة الأصلية لمخطوط أحمد بن أبي محلي بل هي منقولة دون ذكر ناقلها وتاريخ كتابتها، فالخوف من ضياعها كما ضاع منا العديد من تراثنا الفكري دفعنا لإخراجها لتكون في متناول الباحثين والدارسين، وصونا لذاكراتنا الجماعية.