تواصل دار الشعر بمراكش برمجتها الثقافية والشعرية في إنصات متواصل للحساسيات والتجارب الشعرية المغربية وفي انفتاح على الأصوات الشعرية الجديدة واستنبات لثقافة الشعر بين الفئات العمرية الصغرى الأطفال واليافعين والشباب، هنا تقرير يرصد آخر اللقاءات التي نظمتها الدار ضمن فعاليات معرض الدولي للكتاب بالرباط وليالي الشعر التي أحيتها الدار وفي مراكش حيث تواصلت فعاليات برمجتها الثقافية.

ليالي الشعر وأصوات معاصرة في ضيافة دار الشعر بمراكش

 

احتفاء بالشعراء المتوجين وتوقيع ديوان "على خطى الذئب"

اختارت دار الشعر بمراكش أن تحتفي بشبابها، ليلة السبت 16 يوليوز في أمسية "أصوات معاصرة" بمقر الدار (الكائن بالمركز الثقافي الداوديات)، شعراء من مرتفقي ومرتفقات ورشات الكتابة الشعرية للموسم الخامس، والذين توجوا بجوائز مغربية وعربية، أصوات شعرية تطل من كوة المستقبل على جغرافية الشعر المغربي وشجرته الوارفة. الشاعر إسماعيل أيت إيدار، والذي توج بالجائزة الأولى لمسابقة الشعراء الشباب في دورتها الأولى، والتي نظمتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل وتم تتويج الفائزين ضمن ليالي الشعر لدار الشعر بمراكش في فعاليات المعرض الدولي للكتاب/ الرباط2022)، والشاعرة والكاتبة سلمى بلمقدم المتوجة بجائزة هيبانيا الأدبية بمصر/ صنف الرواية، والشاعر بدر هبول والحاصل على الجائزة الأولى لمسابقة الزجل ل"مهرجان شالة الدولي بالرباط"، والشاعرة مريم الميموني المتوجة في ملتقى الطالب، مسابقة جامعة القاضي عياض الإبداعية.

ترسيخ لثقافة الاعتراف وتحفيز على مواصلة رحلة الكتابة، لإشراقات شعرية تنتمي لراهنها ولأسئلة الكتابة الشعرية وهي تحتفي بالتنوع الثقافي المغربي. من مشتل دار الشعر بمراكش، رسخت هذه الأصوات الشعرية الجديدة، يؤكد الشاعر عبدالحق ميفراني، "تجربة البدايات ضمن مسار بناء تجربتها الشعرية ورهان على الأسئلة الجديدة، وأيضا تتويج لما تلقاه مرتفقو ومرتفقات الورشات من تأطير ومواكبة لتنمية مهاراتهم الإبداعية". هذا الاحتفاء توج ليلة أصوات معاصرة، وهي الفقرة التي اختار جمهور دار الشعر بمراكش أن يحضر بكثافة، للقاء الشعراء: أسماء خيدر، نورالدين بازين واحميدة بلبالي، أصوات شعرية من راهن القصيدة المغربية الحديثة اليوم.

قراءات شعرية لأصوات معاصرة

حرص الفنان محمد آيت القاضي والفنانة إلهام بنعبدالجليل، من خلال تقديم مقامات موسيقية من فن الموشحات، أن يكملا معا ألق النصوص والقصائد. الشاعر نورالدين بازين، والذي ختم لقاء أصوات معاصرة بفقرة توقيعات لديوانه الصادر حديثا "خطى الذئب"، سافر بين ديوانيه "ok" و"خطى الذئب" بقصائد تنصت لنبض العالم ولمفارقاته. الشاعرة أسماء خيدر، والتي "خرجت من عزلتها الطويلة" كي تشارك جمهور الشعر، ظلت وفية ل"أناها" وصوتها الداخلي، قصائد خيدر تصدح بصوت المرأة، وهي تسمو للتحرر. الشاعر الزجال احميدة بلبالي، أحد رموز القصيدة الزجلية في المغرب والذي راكم تجربة مهمة في الكتابة الزجلية، الى جانب اهتمامه بأسئلة القصيدة الزجلية الحديثة، قرأ من "شمس الماء" و"لازربه على صباح"، سخرية سوداء مرة تقتفي أثر الزمن ونبض الشاعر في مواجهة العالم.

تتواصل فقرات وبرمجة دار الشعر بمراكش، في موسمها الخامس، في إنصات بليغ لتحولات وأسئلة الشعر المغربي، المشهد الذي يشهد حراكا لافتا، من خلال أصواته وتعدد أنماط الكتابة والرؤى. ولعل سعي الدار، ضمن استراتيجيتها منذ التأسيس (2017)، الى مزيد من ترسيخ الانفتاح على تجارب وحساسيات وأجيال، وأيضا الاحتفاء أكثر بالأصوات الجديدة واستنباث "ثقافة الشعر" عند الأطفال، والتي أمست مرجعا أساسيا للعديد من المؤسسات والتجارب، يؤكد هذا الأفق الذي يستشرف المستقبل، في أن تكون الدار، ومن مهد أيقونة المدن الكونية والحداثة الشعرية مراكش، "همزة وصل" بين الشاعر وقصيدته، بين الشاعر ومتلقي

ضمن فعاليات الدورة 27 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط

دار الشعر بمراكش تحتفي بالشعر المغربي وبأصوات تنوعه الثقافي

ضمن فعاليات الدورة 27 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، وبشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة، اختارت دار الشعر بمراكش أن تحتفي بشعراء مغاربة، ينتمون لشجرة الشعر المغربي الوارفة، ضمن ليالي الشعر والموسيقى، والتي أقيمت ضمن فعاليات المعرض في "رحاب مدينة الرباط، مدينة الأنوار وعاصمة المغرب الثقافية".

واحتضنت قاعة رباط الفتح، ليلة 11 يونيو، حفل اختتام ليالي الشعر بحضور معالي وزير الشباب والثقافة والتواصل السيد محمد مهدي بنسعيد، والسيد الكاتب العام بالوزارة عبدالإله عفيفي، والسيدة مديرة مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات لطيفة مفتقر، والسيد مدير قسم التعاون رشيد المسطفى، ووجوه تنتمي لعالم الثقافة والفن والإعلام وجمهور الشعر.

وقدم الشاعر مراد القادري، رئيس لجنة التحكيم جائزة الشعراء الشباب، والتي تتكون في عضويتها كل من الناقد والمترجم خالد بلقاسم والشاعر والناقد نبيل منصر، التقرير النهائي وإعلان المتوجين. وتسعى هذه الجائزة، والتي أطلقتهاوزارة الشباب والثقافة والتواصل، إلى اكتشافَ شُعراء جُدد، وتشْجيع المواهب الشّابة في مجال الكِتابة الشعرية، وتحْفيزها على ارتيادِ عالمِ الإبداع.وقد تم تسجيل 83 مشاركة شعريّةمثّلت مُختلف جهات المملكة، كما تضمّنت مُشاركةً من ليبيا وأخرى من سلطنة عمّان.

وقد حددت لجنة التحكيم الفائزين على النحو الآتي:الجائزة الأولى آلتْ إلى الشاعر الشاب إسماعيل أيتإيدار، من مدينة مراكش وأحد إشراقات "مشتل دار الشعر بمراكش"، عن قصيدة "قُبلة في أصيص"، الجائزة الثانية نالها الشاعر الشاب محمد أفاسي من مدينة تيزنيت، عن قصيدته "معراج القافية"، فيما آلت الجائزة الثالثة الى الشاعر الشاب يوسف كوزاغار من مدينة وارزازات.

واحتفت الليلة الأخيرة بالشعراء: رشيد منسوم، خديجة أبي بكر ماء العينين، عمر الراجي، وعبدالرحيم سليلي، ضمن فقرات سهرت على تقديمها الإعلامية المرموقة لطيفة بنحليمة، وشهدت حضورا جماهيريا. قرأ الشاعر رشيد منسوم قصائد من ديوانه، "وداعا أيها الدغل مرحبا أيتها الفأس" والصادر عن منشورات دائرة الثقافة بالشارقة 2021، فيما اختارت الشاعرة خديجة أبي بكر ماء العينين، إحدى رائدات الشعر في الجنوب المغربي، أن تسافر بين "الواحات". وعرج الشاعر عمر الراجي على قصائده، التي أمست تجد صداها الأثيري عند المتلقي، في حين اختار الشاعر عبدالرحيم سليلي أن يعود الى شالة وأجواء الرباط، ضمن قصائد تحتفي بالمكان.

وأحيت فرقة ألوان الغنائية الرائدة، الحفل الفني لهذه الليلة، بحضور عناصرها الأربعة المؤسسين لهذا المشروع الغنائي الحالم. دار الشعر بمراكش، وهي تعيد هذه الفرقة الى الغناء، تستعيد بعضا من الحلم المغربي لفرقة تأسست سنة 1973 (باسم المشاعل) وسافرت في التراث المغربي بأجمل الأغاني، وهي تمتح من الشعر المغربي والعربي بمضامين جديدة وأشكال موسيقية تواكب العصر..

وانطلقت ليالي الشعر بليلة السابع من يونيو، بقاعة رباط الفتح بفضاء المعرض، احتفاء بالتنوع الثقافي المغربي وبمشاركة شعراء وشاعرات ينتمون لشجرة القصيدة المغربية، في تعدد تجاربها وحساسياتها ورؤاها وأجيالها. في ليلة شعرية استثنائية، شهدت حضورا جماهيريا لافتا وعرفت مشاركة الشعراء: مصطفى ملح، يوسف الأزرق، النزهة أبا كريم، مليكة فتح الإسلام، الطاهر خنيبيلا، ورشيدة بوزفور، في افتتاح لهذا المشتل المتعدد للتجارب الشعرية المغربية. اصطحب الشاعر يوسف الأزرق "نوارس الصويرة" للمعرض، حين اختار أن يقرأ للمدينة وللشاعر، في حين أنشدت الشاعرة الأمازيغية نزيهة أباكريم، إنشادا وغناء، بينما قرأت الزجالة مليكة فتح الاسلام بعضا من ترحال الذات، وأسئلة امرأة هدها البوح.

واختار الشاعر الحساني الطاهر خنيبيلا "كافاته"، وهو يعرج بين مثون "لغنا" وأنهى مشاركته بقصيدة أهداها للوطن، وحط الشاعر مصطفى ملح، والذي سبق أن توج بجائزة المغرب للكتاب (صنف الشعر مناصفة 2019)، على أجنحة "تمارين لابد منها" في ترسيخ لخصوصية تجربة هذا الشاعر المغربي والذي انفتح على الكتابة للطفل. وأنهت الشاعرة رشيدة بوزفور ليلة الشعر بقصيدتين، أولى تهمس بأسئلة الكتابة والذات والثانية ضمن مشروع خطته بعناية لعبور الشعر الى الموسيقى العالمية.

وأحيت الفنانة المتألقة نبيلة معن ومجموعتها الغنائية برئاسة الفنان طارق هلال، الحفل الفني لهذه الليلة، في سفر بين "تراث الملحون" بزخمه الشعري والموسيقي، وأغاني تستحضر حضور القصيدة ومجازاتها في ليلة اختارت دار الشعر بمراكش أن تحتفي بالتنوع الثقافي المغربي. مشاركة تجارب شعرية مغربية تنتمي لأجيال وتجارب وحساسيات مختلفة، بانتماءاتهم الجغرافية المتعددة، صورة مصغرة لهذا الاحتفاء بشجرة الشعر المغربي الوارفة، والذي امتد من برامج دار الشعر بمراكش، وهي تعبر الجهات الست، من مراكش الى أقصى نقطة في الصحراء.. انتصارا لهذا التعدد الثقافي المغربي، والذي يعبر عن غنى الهوية المغربية وامتداداتها.