يتوزع اللاجئون الفلسطينيون في سوريا ضمن خمس عشر مخيم، وضمن تجمعات فلسطينية في المدن. خـاصة مدن: دمشق وحلب، حيث غلبت في بدايات النكبة نزعة اقامة أبناء البلدة أو القرية أو الواحدة في المخيم الواحد أو الحارة الواحدة. وتتمتع هذه المخيمات بالبناء الإسمنتي العادي، والإسمنتي الجيد في مخيم اليرموك وبعض المخيمات الأخرى، وأغلبها 85 % يتصل بشبكة مياه صحية، و 87 % من سكان المخيمات يتمتعون بمرافق صحية ([i]) .
وتقع أغلب المخيمات في منطقة دمشق، وهي :
1. مخيم اليرموك الواقع جنوب مدينة دمشق الذي يمثل اكبر تجمع فلسطيني في الشتات، ويضم بحدود ربع مليون لاجئ فلسطيني من أصول: مدنية /فلاحية /من مدن وقرى صفد /حيفا /يافا /عكا /الناصرة /اللد /طبريا /القدس /نابلس /غزة /بيسان.. وبنسبة أقل من أصول بدوية أو تنتمي الى منطقة غور فلسطين (غوارنة).
2. مخيم السيدة زينب (مخيم قبر الست) جنوب شرق مدينة دمشق على طريق محافظة السويداء، وأغلبية سكانه تعود لأصول بدوية.
3. مخيم جرمانا جنوب شرق مدينة دمشق على طريق المطار الدولي، مخيم خان دنون جنوب مدينة دمشق على طريق أوتوستراد دمشق/درعا، وأغلبية سكانه تعود لأصول فلاحية من غور فلسطين ومنطقة الحولة.
4. مخيم خان الشيح ([ii])غرب دمشق على طريق القنيطرة/هضبة الجولان . ويعتبر أقرب مخيم فلسطيني في سوريا الى الأرض الفلسطينية حيث لايبعد عن أقرب نقطة من فلسطين سوى 60 كيلومتر، وأغلبية سكانه تعود لأصول بدوية من منطقة الناصرة وطبريا من عرب : الصبيح (من منطقة الناصرة)، الهيب، الوهيب (من قضاء طبريا : وادي الحمام، ناصر الدين)، السياد، السمكية، الشمالنة، التلاوية، الزنغرية، المواسي (من قضاء طبريا: الوعرة السوداء، ياقوق، مزقة حطين، سيبانه)، الخوالد (قضاء طبريا : سرجونيا)..
5. مخيم الحسينية أقصى جنوب شرق مدينة دمشق. ومعظم سكانه كانوا سابقاً من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم جرمانا.
6. مخيم السبينة جنوب دمشق، ومعظم سكانه من أصول بدوية ومن مواطني المناطق المعزولة للسلاح (عرب القديرية، كراد الغنامة، كراد البقارة، عرب العتامنة، ...).
7. مخيم الرمدان شرق دمشق على طريق بغداد، ومعظم سكانه من النازحين الفلسطينيين الذين نزحوا من هضبة الجولان بعد احتلالها عام 1967، وكانوا أساساً قد لجؤا الى الجولان من فلسطين عام النكبة.
8. إضافة إلى تجمعات داخل مدينة دمشق من مدن وقرى صفد /حيفا /يافا /عكا /الناصرة /اللد /طبريا.. خاصة في أحياء : ركن الدين، دمر، حي الآمين (حي اليهود - الاليانس)، باب شرقي، مشروع دمر (الشام الجديدة)، ومنطقة دوما، كفرسوسة، جوبر، المزة القديمة، القابون، برزة (مخيم حطين)، تل منين، وتوزع متناثر ضمن أحياء مدينة دمشق وضواحيها المحدثة (الجديدة، قدسيا، صحنايا، حرستا، المعضمية ...)، وبعض قرى غوطة دمشق (داريا، كفر بطنا، زملكا، عربين، حمورية، يلدا، المليحة، ببيلا...) . ولا تعتبر وكالة الاونروا مخيمات: اليرموك، الرمدان، الحسينية من مجموع المخيمات على الرغم من أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين داخلها تتعدى 45 %، لكن الاونروا تقدم لها كامل الخدمات التعليمية والصحية وخدمات الإغاثة والتأهيل المهني ([iii]).
وفي شمال ووسط سوريا والساحل يتركز وجود اللاجئين الفلسطينيين من أبناء مدن وقرى صفد/حيفا/يافا/عكا/الناصرة/اللد/طبريا..
1. ففي حلب مخيمي : النيرب، حندرات (مخيم عين التل) .
2. وفي مدينة حمص يوجد مخيم واحد (مخيم الوليد) .
3. وفي حماه مخيم العائدين.
4. وفي اللاذقية مخيم الرمل الفلسطيني(غالبية سكانه من قرى حيفا ويافا).
أما في جنوب سوريا فيقيم اللاجئون الفلسطينيون في مدينة درعا ومخيمي : درعا، مزيريب، فضلاً عن مخيم درعا للطوارىء، وتوزع لعدة مئات من العائلات الفلسطينية في قرى منطقة حوران جنوب سورية (جاسم، جلين، داعل، كفر ناسج، مزيريب، الشيخ مسكين، صماد، اليادودة، تسيل، تل شهاب...). وتشير المعطيات إلى أن المخيمات تضم نحو 59% من اللاجئين في دمشق، ونحو75.9% من إجمالي اللاجئين المسجلين في كامل المخيمات الفلسطينية فوق الأراضي السورية . وفي المقابل يقطن 6 % من مجموع اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي درعا والمزيريب بواقع 22981 لاجئ، و 4.7 % في حمص ومخيم حمص بواقع 17844 لاجئ، و 2 % في مخيم حماه بواقع 7538 لاجئ، 2.2% في مخيم الرمل باللاذقية بواقع 10019 لاجئ . أما في حلب فيقطن 7.3 % من إجمالي اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، أي نحو 27502 لاجئ بينهم 73.3% في مخيمي النيرب وحندرات بتعداد 201160 لاجئ ([iv]). وهناك عدة عشرات من العائلات الفلسطينية (المدنية) الحيفاوية واليافاوية تقيم في مدن طرطوس وجبلة وبانياس على الساحل السوري، وثلاث عائلات تقيم في جزيرة أرواد المقابلة لمدينة لمدينة طرطوس وتعمل في أعمال البحر قبل الخروج من فلسطين والى حينه (الصيد، بناء السفن ..) ([v]). كما وتقيم بعض العائلات في بلدات : منبج، والباب، وتل رفعت شمال مدينة حلب وتعود في أصولها إلى قرية عين غزال قضاء حيفا. اضافة لمدينة ادلب، حيث تقيم عدة عائلات فلسطينية تعود أصولها لمدينة حيفا. وبشكل عام فان واقع العمل والحياة المهنية جعل من التوزع الفلسطيني يتناثر فوق عموم الأراضي السورية بقصد العمل وظروف التوظيف الحكومي من أقاصي الجزيرة في محافظة الحسكة وصولاً إلى محافظة السويداء جنوب سوريا . ويغلب على هذا التناثر الطابع المؤقت بحكم ارتباطه بالعمل المهني، وفي حالات قليلة قد يتحول عند عدد من العائلات الفلسطينية إلى وجود شبه دائم.
على كل حال، لا تعترف الاونروا بجميع المخيمات الفلسطينية في سوريا وتعتمد فقط عشرة منها، بينما تقدم لجميعها الخدمات الصحية والتعليمية وخدمات الإغاثة الإجتماعية وتنتشر مدارس الأونروا في كل مواقع التجمعات والمخيمات وداخل مدينة دمشق على حد سواء . والمخيمات غير المعتمدة هي : (اليرموك، الرمدان، الحسينية) في دمشق، حندرات في حلب، الرمل في اللاذقية . وبالنتيجة فان 29 % فقط من اللاجئين الفلسطينيين يقيمون داخل المدن في سوريا، والنسبة الأكبر 71 % تقيم داخل المخيمات بما في ذلك مخيم اليرموك، علماً بأن مخيم اليرموك في حقيقة الحال أصبح جزءً إداريا تابعاً بالكامل لمدينة دمشق (أي لمحافظة دمشق وليس لمحافظة ريف دمشق) . ويتركز التجمع الرئيسي لللاجئين في منطقة ومدينة دمشق بنسبة 67 بالمائة، وفي درعا 8 بالمائة، وفي حلب 8 بالمائة، وفي حمص 5 بالمائة، وفي حماه 2 بالمائة، وفي اللاذقية 2 بالمائة، وباقي النسبة 8 بالمائة تتركز في المناطق التابعة لسجلات محافظة القنيطرة . ويعتبر الفلسطينيون المسجلين في سجلات محافظة القنيطرة لاجئون ونازحون في آن واحد . فقد لجؤا بعد النكبة إلى محافظة الجولان التي نزحوا عنها من جديد بعد العام 1967 إلى منطقة دمشق ومحافظة درعا جنوب سوريا (مخيم قبر الست، مخيم الرمدان، مخيم المزيريب، مخيم درعا، مناطق من مدينتي دمشق ودرعا) ([vi]).
كاتب فلسطيني/دمشق
هوامش:
(المادة مقتبسة ومختصرة من كتاب اللاجئين الفلسطينيين في سوريا : الصعود نحو الوطن، دار المنارة دمشق، تأليف علي بدوان)
([1]) - أنظر : تقرير المفوض العام ـ ص 6 ( مصدر سبق ذكره ).
(2) - يطلق أبناء مخيم خان الشيح ولجان دعم الانتفاضة والدفاع عن حق العودة على مخيمهم اسم مخيم العودة .
(3) - تم تحديد المخيمات و مواقع الانتشار الفلسطيني في سوريا، بناءً على العمل الميداني المباشر، فضلاً عن الاستعانة بالمواد الإعلامية الصادرة عن وكالة الأونروا .
(4) - الأرقام الواردة أعلاه حتى نهاية العام 1995 . كما يمكن العودة إلى : اللاجئون الفلسطينيون في سوريا والعراق من الاقتلاع إلى العودة ـ علي بدوان ـ دار الميزان ـ دمشق 2001 + دراسة مركز شمل للاجئين (مصدر سبق ذكره) .
(5) - جزيرة أرواد على بعد أربع كيلومتر من شاطىء مدينة طرطوس المقابل لها .
(6) - المصدر السابق + البحث الميداني المباشر .