القدس -معا-20-3-2012 بمناسبة اختيار الاديب والكاتب المقدسي جميل السلحوت للقب شخصية القدس الثقافية للعام 2012 أقامت وزارة الثقافة حفلا تكريميا له تحت رعاية وزيرة الثقافة سهام البرغوثي وبحضور محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني في مسرح جامعة القدس ببلدة أبو ديس .وأهدى الشيخ السلحوت هذا التكريم الى مدينتة العظيمة القدس وأهلها المرابطين مؤكدا ان القدس ليس مدينة عادية فهي عاصمة شعب عانى ويعاني منذ عقود طويلة وما هذا المحتل الا عابر لانة لم يميز حتى اللحظة ماذا تمثل القدس لاهلها وشعبها ولاحرار العالم وهم حتما المنهزمون .كما أهداه الى زملائة في ندوة اليوم السابع الذين وبالرغم من العوائق حافظوا على تاريخ في مدينة يسرق التاريخ بها .
وكان الدكتور حسن دويك نائب رئيس جامعة القدس قد رحب بالحضور منوها الى البعد الثقافي في المدينة المقدسة الذي يتمتع برونق خاص نابع من أحداث ومعطيات هذة المدينة العريقة .وأكد ان جامعتة تفخر باستضافة ورعاية الثقافة الفلسطينية مشيدا بأدباء وكتاب مدينة القدس ومباركا فوز الكاتب الشيخ السلحوت ابن جبل المكبر بشخصية القدس الثقافية للعام 2012 .
بدورة أعرب محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني عن فخرة واعتزازة بالالتقاء في جامعة القدس التي تعتبر صرحا اكاديميا شامخا موضحا انةليس من الغرابة ان نحتفي بالثقافة الفلسطينية في يوم الثقافة وبذكرى ميلاد شاعرنا العظيم محمود درويش ما يدلل ان شعبنا من أوائل من أحيا الثقافة وفلسطين كانت وما زالت تصدر الثقافة حيث اصولنا عريقة ومتجذرة في الثقافة .ونوة الى النقلة النوعية في المجال الثقافي الفلسطيني في السنوات القليلة الماضية والعائدة الى دور وزارة الثقافة والدور الفعال الذي لعبة أدباؤنا وكتابنا في هذا المجال مشيرا الى ان معركتنا الثقافية لا تقل في خطورتها عن معركتنا السياسية والجغرافية لان محاولات الاحتلال واجهزتة في طمس هويتنا الثقافية لا تتوقف مؤكدا انها في نهايتها يائسة وستذهب مع العابرين .وأوضح ان مدينة القدس بقبتها الذهبية المقدسة وتلاقيها مع كنيسة القيامة تجسد هوية هذة المدينة وواجهتها الثقافية وستبقى شامخة ، لكن معركتنا الثقافية بحاجة الى تظافر الجهود كي تبقى علما شامخا في سمائنا .
من ناحيتها اشادت وزيرة الثقافة سهام البرغوثي بدر الجندي للنشر والتوزيع والدور الذي تلعبة في رفع شأن كتابنا وخاصة المقدسيين وتكريمها لشخصية الشيخ السلحوت المقدسية الذي تنقلنا من خلال كتاباتة في أزقة وشوارع مدينة القدس .وأوضحت ان الثالث عشر من كل عام يحتفل شعبنا بيوم الثقافة الوطني ، تلك الثقافة التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا والتي تعبر عن هويتنا الوطنية والتي تضرب جذورها في الارض ، وما هذا التكريم الا تكريما لرواد الثقافة حيث انة يأتي في ذكرى ميلاد شاعرنا العظيم محمود درويش الذي ترك لنا ارثا علينا الحفاظ علية وعلى حراكة الثقافي وحراك كافة ادبائ شعبنا لانة يجسد وجودنا ، وشارك في استنهاض الحاضر ورسم المستقبل وأطر فية الديموقراطية والعدالة الغائبة عن شعبنا والتي عجزت ان تكسر قيود اسرانا البواسل الذين نتمنى الافراج عنهم وفي مقدمتهم المناضلة هناء الشلبي .واستعرضت البرغوثي مجموعة من ادبائنا وكتابنا الذين تم اختيارهم وتكريمهم في محافظات الوطن موضحة انة لولا الابداع المقدسي لطمست معالمنا الثقافية ، فمثقفينا المقدسيين ربيع بلادنا الدائم .
واعتبر الاديب والكاتب محمود شقير في كلمتة الشيخ جميل السلحوت حالة متميزة في واقع مدينة القدس الثقافي نابعة من دأبة المتصل على تعزيز الحياة الثقافية في القدس باشرافة على ندوة اليوم السابع منذ العام 1991 والاستمرار في عقد الاجتماعات لها اسبوعيا وعلى مدى زمني تجاوز العشرين عاما / مشيرا الى انة حينما كانت الثقافة الوطنية تجد متسعا لها في القدس ايام الانتفاضة الاولى وما قبلها حيث ترعرع المسرح والفن التشكيلي وانشطة ثقافية اخرى ، كانت ندوة اليوم السابع تخطو خطواتها الاولى في مناخ ثقافي صاعد من حيث مشاركة مثقفون من بقية المدن الفلسطينية الى جانب المثقفين المقدسيين ومن وراء الخط الاخضر ، وتألق كتاب مخضرمون وكتاب شباب اكتشفت الندوة مواهبهم ورعتهم ومنحتهم فرصا ىللتطور والانطلاق قدما على طريق الابداع .ويضيف شقير :" لم تتوقف ندوة اليوم السابع عن مواصلة اهتماماتها بالشأن الثقافي حينما انحسر هذا النشاط في مدينة القدس منذ اواسط تسعينات القرن العشرين لاسباب شتى من بينها الاحباط الذي رافق اتفاق اوسلو لما فية من نواقص وسلبيات ولعدم تنفيذ الاسرائيليين لاي بند من بنودة التي يمكن ان تؤدي الى اعتراف بحقوق الفلسطينيين في وطنهم ، اضافة اى الاجراءات الاسرائيلية في عزل القدس عن محيطها تمهيدا لتهويدها وتهجير اهلها عنها وغير ذلك من مظاهر اضعاف المشهد العربي الفلسطيني الاسلامي المسيحي في المدينة " .ويضيف :" رغم هذا كلة استمرت ندوة اليوم السابع في ممارسة نشاطها الثقافي من خلال حرص مشرفها العام الكاتب الشيخ جميل السلحوت عليها ، والتفاف عدد من الكاتبات والكتاب والمهتمين بالشأن الثقافي من حولها ، وإمدادها بما تحتاجة من فرص للبقاء ولحمل الرسالة النبيلة ومواصلة حملها ما جعلها مع الزمن معلما بارزا من معالم الحياة الثقافية في القدس ".
ويتابع :" وكان الشيخ السلحوت قد اعتنى بالمواهب الشابة التي كان من نتائجها ظهور كاتبات وكتاب شباب ، وكان قد ابتدأ حياتة الثقافية مهتما بالتراث الشعبي وبذل جهودا ملموسة في جمع التراث بما فية الحكاية والامثال الشعبية وقدم دراسات في التراث دللت على سعة اطلاع وقدرة على التحليل واصدار الاحكام ، ومارس في الوقت نفسة كتابة المقالة الادبية والسياسية الساخرة عبر من خلالها عن الكثير من الظواهر السلبية في مجتمعنا وناقدا لها ، ناهيك عن الكتابة للاطفال مقدما رؤيتة لما ينبغي ان يكون علية التعاطي مع عالم الطفولة وغيرها من اشكال الكتابة ".واعتبر شقير تكريم الشيخ جميل السلحوت كشخصية القدس الثقافية للعام 2012 يأتي في وقتة الصحيح وقد انتبهت وزارة الثقافة الية والى اجراءات تهويد القدس التي تسير على قدم وساق ، ومن دون شك فإن هذا التكريم انما يعني المدينة مثلما يعني الكاتب المثابر على انتاج ثقافة وطنية فيها تعبير عن حبة لمدينتة وفيها دفاع لا ينقطع عنها ، فإبن المدينة والمدينة هما المكرمان معا وهما الجديران معا بهذا التكريم ".ودعا شقير في ختام كلمتة السلطة الوطنية الى بذل المزيد من الجهود للعناية بالقدس وأهلها مذكرا ايضا اشقائنا العرب والمسلمين بهذة المدينة التي تكابد كل يوم ، بالنهوض بسؤولياتهم الوطنية تجاة المدينة المقدسة .