وزيرة الثقافة تستعرض مع المشاركين أزمة البحرين من زاوية ثقافية
استكمالا لمشاريع ثقافية سابقة، قامت معالي وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد ال خليفة بزيارة إلى المملكة المغربية حيث التقت الوزيرة بعدد من المسؤولين المغاربة وكذلك عدد من الفعاليات الأهلية المهتمة بالشأن الثقافي.
وشاركت معاليها في جلسة حوار مستديرة اقامها اتحاد كتاب المغرب حول الحاجة لتعزيز مبدأ الحوار لمواجهة الاخطار المحدقة بالدول العربية نتيجة تدخلات بعض الدول الأجنبية في مسار المطالبات الشعبية بمشاريع الإصلاح الديمقراطي وتحويل مسارها بما يخدم أجندات لا تتفق مع مصالح الشعوب العربية وقد أثنى عدد من الكتاب والمفكرين المغاربة من المشاركين في الندوة على جهود معالي الوزيرة الرامية إلى تأصيل مفهوم الثقافة الشامل بوصف هذا التأصيل أنجع وسائل تحصين المجتمعات العربية وحمايتها من مساعي تثوير التناقضات الثقافية العربية والإسلامية لاستحضار النزاعات الطائفية والاثنية بنبش الكوامن التاريخية للنزاعات القديمة
وقد أثنى وزير الاعلام المغربي الأسبق والمؤرخ الصحافي محمد العربي المساري على جهود الوزيرة وثنى على قراءتها في الجزئية المتعلقة بالبحرين وحقيقة كون ربيعها الديمقراطي قد بدأ قبل الربيع العربي بعشر سنوات ورأى أن شعب البحرين شعب مثقف وصاحب حراك سياسي رشيد كما يستدل عليه من خلال مؤسساته البرلمانية وحراكه الثقافي الغني بالشعراء والكتاب والمسرحيين وقال: إن البحرين بلد يظلم من قبل الإعلام العالمي إذ يحمل ضريبة تثوير التناقضات الطائفية في المنطقة برمتها بسبب وضعه الجيوسياسي وتركيبته السكانية التعددية
من جانبها أشادت الوزيرة بدعم وتفهم المؤسسات الثقافية المغربية للبحرين منوهة في هذا الصدد بمقترح الكاتبة والمفكرة المغربية فاطمة المرنيسي التي كانت قد التقتها في اليوم السابق للندوة وناقشت معها مقترحها في شأن تشكيل تجمع نسائي عربي برعاية خليجية يعنى بمسالة الحوار الثقافي كما تتصوره المفكرة الغربية في كتاب مهم لها سيصدر قريبا ويتضمن دراسة تاريخية لدور المرأة العربية التاريخي في تغليب الحوار على الحرب والتصادم مستمدة حيثيات فكرتها ونماذجها من وقائع تاريخية مفصلية، سيتعرض لها الكتاب بالتفصيل.
من ناحية اخرى أشاد الاستاذ عبد الرحيم العلام رئيس اتحاد كتاب المغرب وعريف الندوة بالدور الذي تلعبه وزيرة الثقافة البحرينية في رفد الحراك الثقافي والاجتماعي العربي بما تنجزه من مشاريع ثقافية وما تقدمه كنموذج للمرأة العربية المستنيرة والمنفتحة على مراكز الثقافة الأممية عامة والعربية خاصة.
من جانبه قال الأديب والباحث المغربي مبارك ربيع ردا على تنويه الوزيرة بصغر حجم البحرين، ورعونة استهدافها، قد تكون البحرين رقعة صغيرة لكنها دولة عظيمة بمخزونها الثقافي العربي والإسلامي وهي مؤهلة أكثر لمشروع حوار ثقافي تصغر أمامه الوقائع السياسة اليومية العابرة.
من ناحيته قال الباحث والروائي والمؤرخ بشير القمري إن التاريخ أكبر معلم لنا وهو يقضي بأن يميل المحلل الحقيقي للنظر لما يدور في البحرين والدول العربية عامة نظرة عمودية وليس أفقية عبر بناء استراتيجية للحوار الثقافي بوصف الدين الاسلامي منهل الثقافة العربية الذي يفترض أن يكون أداة توحيد وليس تفرقة كما يريد له أعداء الأمة، وأضاف: "في الوطن العربي ينقصنا مؤسسات البحث العلمي (الثنك تانك) ما يجعل العلوم الإنسانية، تتراجع أمام تسيد الخطابات الدينية المقنعة التي لا تؤدي إلى طرق مفتوحة بل توصد مثل هذه الطرق، وكان الاستاذ محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي الأسبق وصديق البحرين الصدوق قد رفد وشجع ودعم إقامة هذه الندوة منوها، أثناء استقباله لمعالي الوزيرة في اليوم السابق، بأن إقامة مثل هذه الندوة في المغرب وغيرها من الدول العربية والاجنبية ضروري لتقديم الصورة الحقيقية للبحرين، ونقض الصورة التي شوهها الإعلام المعادي للبحرين ولهويتها العروبية.