من موقع باب البحرين، وحيث سوق المنامة القديم، تستعيد العاصمة البحرينية حياتها الاجتماعية والاقتصادية، وتعيد توضيب حراكها وملامحها الإنسانية في سوق باب البحرين الذي ينطلق مساء يوم (الخميس) في أول لقاءاته ومقابلاته الحياتية في الساعة السادسة مساءً، لتبدو البيئة المدنية بهيئتها الطبيعية ولتسترد الأزقّة مواضيعها المعيشية الاعتيادية، ولكن بطريقة حداثية ومعاصرة، تحتفي من خلالها وزارة الثقافة بالمنامة عاصمة السياحة العربية للعام 2013م، وتستعين بالإرث الحياتي والحراك الطبيعي داخل المكان لرصد الثقافات الإنسانية والحيوية عبر سوق مفتوح، يفسح للمنتوجات البحرينية والسلع المبتكرة دكاكين ومحطات عديدة، كما يحوّل الفضاء الشاسع إلى مباشرة ثقافية تهتمّ باستحضار العديد من ورش العمل، المشاهد الثقافية والموسيقية، الصناعات التراثية والحديثة في آن وغيرها من الفعاليات والأنشطة.
وفي الأسبوع الأول لهذا السوق الذي يستمر حتى أواخر مارس، أعلنت وزارة الثقافة عن خطتها التي ستعبر بها المنطقة في أيام فبراير الأخيرة، منذ يوم غد الخميس وحتى السبت ما بين الساعة الرابعة والعاشرة مساءً، حيث شكّلت مسارها لتقصّي العديد من الابتكارات والمنتوجات المختلفة فيما يقارب 16 كشكًا، كل واحد منها يقدّم صياغة عملية أو حرفية مميزة، إلى جانب 5 محطات غذائية تقدّم ابتكارات منزلية، مخبوزات، أغذية عضوية، حلويات وغيرها. وحول طبيعة الأكشاك والدكاكين الصغيرة، سيتمكّن الجمهور في الأسبوع الأول من التوقّف أمام مجموعة فريدة من المعروضات والمواضيع، من بينها ما يتعلّق بنشر الوعي البيئي والتغيرات المناخية كما في محطة "المواطن العالم"، فيما تقوم محطة "لمعلوماتك" باختصار العديد من الالتقاطات بصورة بصرية عبر جدار فني مشكّل من مجموعة منتجات مختلفة كالقمصان والوسائد واللوحات وغيرها. كما يقدّم كشك "بابوشكا" لغة فريدة في عرض الأثاث القديم المُجدّد بطرق مغايرة ومعالجات فنية دقيقة. على الطرف الموازي، ثمة إبداعات أخرى تختصّ بتقديم الاكسسوارات، المجوهرات، المشغولات اليدوية، البطاقات الفنية، الملابس، الأدوات المنزلية، أدوات القرطاسية، دمى ولُعَب الأطفال وغيرها. بالإضافة إلى ركن "جي دي بي" الذي يمثّل استوديو تصوير لالتقاط الصور التذكارية والاحترافية.
خارج سياق العمليات التجارية واللقاءات الاقتصادية، يتمكّن العابرون والزوّار والسيّاح من معايشة فضاءات ثقافية متصلة، تفصح فيها العناصر الاعتيادية عن وجهات نظر مختلفة ومنظورات فريدة، تتجسّد في المرّة الأولى داخل معرض "إن تحدثت الجدران" الذي يقدّمه 11 فنانًا شابًا يعيدون اكتشاف عنصر الجدار على اختلاف مواده ووظائفه وعلاقاته بالتكوين البنائي والفراغي ولكن بصورة فنية مدهشة. ويستمر المعرض حتى 6 من شهر مارس المقبل، ويفكّك اللغة السرّ التي قد تحملها الجدران باعتبارها موجود حياتي يحيط بالإنسان ويومياته.
كما تنسلّ في ذات الفضاء اشتغالات مباشرة وتدريبات مبسّطة على شكل مجموعة من الورش العملية، من بينها: "دراجات أبريغو الهوائية"، والتي يقدّم فيها الفنان جورج راهي مشروعه الغريب، معتمدًا على إعادة استخدام المواد الخام والمستخدمة في تصنيع الدراجات الهوائية لاختراع آلات موسيقية، انطلاقًا من فكرة أن الموسيقى الحيّة تسكن كل الأشياء، وإنه بالإمكان إعادة تدوير الموسيقى في الأشياء المحيطة. أما الفنانة "زيي كسلر" فلها طريقتها الموسيقية الخاصة في "الحديقة الموسيقية"، التي ينطلق فيها المشاركون لبحث الأشياء واكتشاف أصواتها، ومن ثم إعادة هندستها وتركيبها كأداة موسيقية، وذلك اعتمادًا على الأدوات والمعدّات المتوافرة في السوق. كما تقدّم كسلر ورشة "دمى الظل" التي تصنع فيها العرائس الورقية وتعيد إيجاد ظلالها في حكايات فريدة.
ومن واقع مشاركته، يندمج كشك "بابوشكا" مع الجمهور عبر ورشتيّ عمل، في الأولى منهما يلفّ المشاركون في السوق لبحث الأفكار قبل التوقّف في محطة ما للقيام بتزيين صناديق المجوهرات وصناعة الأساور والأُطر. فيما يصنعون في الثانية قطع أثاث وديكور من المواد غير المستعملة والقديمة. وأخيرًا، تقوم كلٌ من جنة وحمرا علم بتقديم ورشة للأطفال لتعليمهم مهارات نقل المعرفة لأقرانهم.
ووجّهت وزارة الثقافة دعوتها للراغبين في المشاركة في ورش العمل بتسجيل بياناتهم عبر البريد الإلكتروني: babworkshops@moc.gov.bh.