الإسكندرية في 25 أغسطس– قام مركز دراسات الكتابات والخطوط بمكتبة الإسكندرية بنشر أهم النقوش والكتابات الأثرية بسوريا للمرة الأولى في إطار مشروع "المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط"، حيث قام الفريق البحثي بالمركز بتوثيق ما يزيد على 400 نقشًا كتابيًا من النقوش الأثرية بدمشق وحواضرها.
وتسرد هذه النقوش تاريخ هذه المدينة المشّرفة، وتبين أهم أعمال الملوك والسلاطين الذين أولوا اهتمامًا كبيرًا بتجديد وإصلاح وتشييد العناصر المعمارية المختلفة بالشام بصفة عامة، وداخل وخارج دمشق بصفة خاصة. ويعد من أشهر هذه المساجد المسجد الأموي في حلب، ومسجد بلال بن رباح في درعا، ومسجد خالد بن الوليد في حمص، وغيرها من المساجد والمعالم الإسلامية التي تؤرخ لفترات متتالية من الحضارة الإسلامية العريقة.
وانطلاقًا من دور مكتبة الإسكندرية الرائد في حفظ التراث والثقافة الإنسانية، خاصة في ذلك الوقت الذي تم فيه تدمير عشرات المساجد والمعالم الإسلامية في سوريا كليًا أو جزئيًا، فقد حرصت المكتبة الرقمية وفريق العمل بها على توثيق هذه النقوش ونشرها نشرًا علميًا لتوثيق تلك الروائع الفنية ذات القيمة الرائعة.
وقد تم في هذا الإطار توثيق نقوش أسوار حلب؛ ذلك السور الاثري الذي يعود إلى العهود الإسلامية ويمتاز بأبراجه الدفاعية وأبوابه الكثيرة المحصنة ولا يزال قسم من هذا السور قائمًا مع عدد من الأبواب مثل: باب قنسرين- باب النصر- باب الحديد- باب انطاكية. أما قلعة حلب فتعتبر من أكبر قلاع العالم وأقدمها، وهي من أجمل وأضخم عمارات حلب الأثرية، وهي تقف شامخة وسط المدينة القديمة على هضبة يزيد ارتفاعها عن 40 مترًا، وفيها آثار تشير إلى الحضارات التي تعاقبت على حلب على مر العصور. وتعتبر قلعة حلب واحدة من أهم الصروح العربية الإسلامية من حيث طرازها المعماري الفريد الذي يجمع الصرامة والجمال، وهي تضم أبراجا رائعة التصميم.
كما تم توثيق نقوش الجامع الأموي الكبير وهو من أكبر جوامع المدينة التي تحوي ما يقارب ألف جامع وتمثل 14 قرنًا من تاريخ الفن الإسلامي. وقد بُني الجامع الأموي في عهد الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك ويتميز بمنارته الجميلة والمربعة الشكل ومنبره الرائع المصنوع من خشب الأبنوس والمطعم بالعاج ومحرابه المصنوع من الحجر الأصفر.
يُذكر أن المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط http://inscriptionslibrary.bibalex.org تعد سجلاً رقميًّا للكتابات الواردة علي العمائر والتحف الأثرية عبر العصور. وتهدف المكتبة إلى إتاحة دراسة النقوش والخطوط والكتابات في العالم عبر العصور، منذ عصور ما قبل التاريخ حتي العصر الحالي، وتهدف إلى الحفاظ على التراث الحضاري والتاريخي للآثار، وإتاحة وتوثيق النقوش الكتابية الأثرية المختلفة عبر العصور داخل مصر وخارجها للعلماء والباحثين.
ويسعى المركز إلى تطبيق أحدث التقنيات في توثيق التراث الثقافي وتنفيذ برنامج التوثيق الخاص بخطة العمل واستخدام أحدث تقنيات تكنولوجيا المعلومات التي توفرها المكتبة. ويأتي هذا المشروع على رأس أهداف مركز دراسات الكتابات والخطوط والذي أخذ على عاتقه نشر النقوش والكتابات المختلفة؛ وعلى وجه الخصوص النقوش التي خلفتها اللغات والكتابات المختلفة التي مرت بمصر وخارجها وإتاحتها للعلماء والباحثين والهواة في محتوى رقمي مبسط عبر الموقع الإلكتروني.