احتفاء باليوم العالمي للشعر، نظمت جمعية أصدقاء المعتمد والمندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بشفشاون، وبشراكة مع الثانوية التأهيلية الوحدة الإفريقية بباب تازة، لقاء شعريا شارك فيه ثلة من الشعراء المغاربة، الذين يمثلون الحساسية الشعرية الجديدة، هؤلاء الشعراء الذين يراهنون على الهوامش باعتبارها فضاء شاسعا تولد فيه الأحلام وتكبر، والقصيدة هي حلم مسافر نحو أقاصي المجهول.
افتتح اللقاء القاص والباحث عماد الورداني مشيرا إلى أهمية الاحتفاء باليوم العالمي للشعر في بعده الرمزي، معتبرا أن القصيدة تدعونا للسمو والاحتفاء بالجمال، كما تدعونا للسلام والمحبة، كما بين أن القصيدة المغربية تحتاج إلى أفق يانع هو أفق المدرسة لتكبر وتتطور. أما في كلمة رئيس جمعية أصدقاء المعتمد التي ألقها الشاعر عبد الحق بن رحمون، فقد ربط الشعر بالحياة، والاحتفاء بالشعر هو احتفاء بالإنسان في تجلياته المختلفة، وعبر بوابة الحلم يمكن أن نحلم بعالم مغاير ومختلف، كما أشار إلى الرهان الأساس الذي انخرطت فيه الجمعية، والمتمثل في الاهتمام بالأصوات الشعرية التلاميذية، باعتبارها رافدا مهما يمكنه أن يغدي القصيدة المغربية، كما أشار المتدخل إلى عزم الجمعية تنظيم مهرجانها الوطني للشعر المغربي الحديث احتفاء بمرور نصف قرن على تأسيس هذا التقليد. أما كلمة المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بشفشاون فقد ثمنت المبادرة، وأكدت على أهميتها خصوصا أنها تستهدف الناشئة بهدف بث القيم النبيلة والاحتفاء بالجمال، وفي كلمة السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بشفشاون التي ألقاها بالنيابة الأستاذ عبد اللطيف الجوهري، حيث ركزت على ضرورة الاحتفاء باليوم العالمي للشعر بوصفه فعلا بيداغوجيا ساميا يتوخى دفع المتعلم إلى صقل قدراته ومهاراته، وتحسيسه بأهمية الشعر في تكوين ذائقة الإنسان، كما ثمن مبادرة الثانوية في عقدها لشراكات نوعية مع جمعيات المجتمع المدني، وانفتاحها على المحيط. أما كلمة السيد مدير ثانوية الوحدة الإفريقية الأستاذ عبد العزيز الحضري، الذي شكر الشعراء على حضورهم المشرق، مؤكدا على ضرورة ترسيخ فعل ثقافي هادف وجاد، يسعى إلى ترسيخ قيم السلام والتسامح والمساواة، مبرزا أهمية انخراط المتعلم في الفعل الثقافي باعتباره مكونا جوهريا في تنمية شخصيته، معبرا عن استعداد المؤسسة لاحتضان ودعم جميع الأنشطة الثقافية الجادة دعما ماديا ومعنويا.
بعد إلقاء الكلمات التي أجمعت على أهمية الاحتفاء باليوم العالمي للشعر، تناوب على المنصة شعراء مصابين بلوثة الشعر المزمنة، قرأت الشاعرة إيمان الخطابي نصوصا من ديوانها الجديد "حمالة الجسد"، ونصوصا من ديوانها الأول "البحر في بداية الجزر"، لتدهش الحضور باستعاراتها المسافرة التي تؤسس للسؤال. ثم قرأ الشاعر أسعد البازي نصوصا من ديوان "من يقبل خذ الفراغ" وهي نصوص جوانية خاطفة منفتحة على الواقع بتناقضاته. أما الشاعر محمد العناز، فقد قرأ نصوصا من ديوانه "جليد منتصف العمر" مشيدا بالعزلة، حيث حولها إلى نشيد شعري، يراقص رمال الصحراء، منتصرا للإنسان عبر بوابة فسيحة هي بوابة الأمل. أما الشاعر المعتمد الخراز، الشاعر المفتون بالماء والسفر والمكان، فقد حاور هذا الثالوث متوسدا استعاراته الطافحة بالحلم ، بينما الشاعر عبد الحق بن رحمون فقد تفاعل في نصوصه مع الهامش والعابر والمنفي والمؤجل، وفي نصوصه تقيم اللحظة الخاطفة المحرضة على البحث.
وبعد قراءات شعرية لهؤلاء الشعراء التي تفاعل معها الحضور المكثف، توالى على المنصة مجموعة من تلاميذ المؤسسة، الشعراء والشاعرات: رشيد السطي، آية الحساني، أشرف أصريح، أميمة العسري، بسمة السمين، فاطمة اللمطي، عبد النور العسري، ابتسام الجوشين، وفي ختام اللقاء تم توقيع ميثاق شراكة بين الثانوية التأهيلية الوحدة والإفريقية وجمعية أصدقاء المعتمد، هذا وقد أدار أطوار اللقاء القاص عماد الورداني.