بالتوازي مع إقامة معرض "الهند عبر العدسة"، قدمت الفنانة والمصورة الفوتوغرافية كارين كنور المشاركة في المعرض، محاضرة بعنوان "حوارات متعددة الثقافات: عمل تصوير فوتوغرافيّ جديد"، وذلك في السادسة مساء الأربعاء الموافق 17 سبتمبر 2014 بمتحف البحرين الوطني. تناولت الفنانة أبرز ملامح علاقتها بالتصوير ومراحل تطور أعمالها وتشكل أسلوبها الفني،
بعدترحيب السيد رشاد فرج القائم بأعمال مدير إدارة المتاحف بالفنانة، وتعبيرها عن سعادتها بالمشاركة للمرة الأولى في عمل ثقافي في مملكة البحرين، وإعجابها بحجم المشاريع الثقافية المنجزة والتي قيد الإنشاء، وأمنياتها بأن تتاح لها الفرصة كي تعود وترى هذه المشاريع قد أنجزت بالفعل، قدمت كنور بطاقة تعريف سريعة استعرضت خلفياتها الثقافية المتعددة التي نتجت عن تنقلها للعيش في أكثر من مدينة وقارة حول العالم طوال حياتها، ما ترك لديها شغفا بفكرة الاختلاف والتعدد لدى البشر، مشيرة إلى أن علاقتها الأولى بالتصوير بدأت بالبحث في إيماءات الجسد، والإشارات والرموز والبحث في الأنثروبولوجيا والإنسان.
في مرحلة تالية صارت كنور تقرن النص بالصورة، فتضع الصورة وتذيلها بعبارات وحكايات يخبر بها أصحاب الصور ذاتهم، تقول كنور: "أنقل كلماتهم كما هي، لكني لم أكن أنقلها كما هي لأؤكد ما يقولونه، ولكن لأنقد ما يفكرون فيه وما يؤمنون به أيضًا"، صارت أعمالها في تلك المرحلة تنتقد وتسخر وتبحث في الاختلافات والتناقضات المخبوءة خلف أسطح الأشياء وظواهرها، متخذة من البيوت والنوادي الاجتماعية، الأماكن الخاصة والعامة، مواقع تصوير وأماكن بحث، معتبرة أن النص ليس إضافة للعمل وإنما علامة فارقة تؤثر في كيفية قراءتنا للعمل، وزاوية النظر والقراءة.
استعرضت الفنانة كنور بعدها مرحلة أخرى، تراجعت فيها الكلمة من عبارات مطولة إلى اقتباسات صغيرة ودخلت العناصر المضافة بتقنية الغرافيكس، ثم دخول الحيوانات كعنصر مضاف بتقنية الغرافيكس إلى المواقع التي تقوم بتصويرها، وذلك تحقيقاً لقيم جمالية وفنية وفكرية. الحيوانات كالطاووس والأسد والقرد والفأر وغيرها تحمل انطباعات وقيم فنية في كل مرة تضيفها للأعمال، معتبرة أن مخيلتها التي صارت تنمو حيال هذه الأفكار وحيال تعاطيها مع العناصر الفنية الأصلية والمضافة للعمل، إنما تستمد وتنمو من قراءاتها وبحوثها وخلفياتها الثقافية التي اكتسبتها طوال حياتها، أو تلك التي عبرت بها خلال سفرها وتنقلاتها.
الفنانة كارين كنور من مواليد فرانكفورت بألمانيا في العام 1954، نشأت في سان خوان في بورتوريكو، ودرست الفنّ في باريس ولندن. وقد استغلّت أعمالها عبر العقود الثلاثة الماضية كوسيلة لبحث سياسات التمثيل وعلاقتها بشتّى السياقات.
على مدى العقود الثلاثة الماضية حواراً نقديّاً مع التصوير الوثائقيّ باستخدام مجموعةٍ من الاستراتيجيّات البصريّة والنصّيّة، حيث تكشف أعمالها بشكلٍ مبدعٍ ومرحٍ عن مفارقاتٍ تغاضت عنها السياقات الثقافيّة التي اختارتها، وعلى الأخصّ استخدامها للنصوص التي تذيّل صورها لإضافة طبقاتٍ ومعانٍ جديدة عليها، قد تكون مرحةً أو غير ذلك، حين مشاهدة أعمالها.
سلسلتها التي تحمل عنوان "أغنية الهند" (2008 - الوقت الحاضر) عبارة عن مجموعةٍ من الصور التي صيغت بعنايةٍ في محاولةٍ لاستكشاف طبيعة التراث والموروث الاستعماري وأخلاقيّات الاستيلاء الثقافيّ والفروقات بين الجنسين، وذلك من خلال وضعها في سياقٍ هنديٍّ معاصر تقوم فيه بإدخال حيواناتٍ من أساطير وحكاياتٍ شعبيّةٍ محليّةٍ في مساحاتٍ معماريّة تقليديّة، مستجوبةً بذلك العلاقة بين ماضي الهند وحاضرها، وبين ثقافات راجبوت النخبوية و "الآخر".