« واضح – غير واضح » معرض مفاهيمي للفنان العريبي في الرواق

« واضح – غير واضح » هو عنوان المعرض الجديد  للفنان الشاب جعفر العريبي، الذي يفتتح مساء الأثنين الــ 20 من أكتوبر الجاري، في « مساحة الرواق للفنون » بالعدلية، و برعاية من سعادة الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة الرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية.

يضمّ المعرض أعمالاً تشكيلية و تنصيبية جديدة للفنان العريبي، تتقصد البحث في منطقة فنية مختلفة من اشتغاله الفني، تكون أقرب للبحث المفاهيمي، متكئاً على فكرة إحداث خلخلة لتلك البنى الثقافية التي تحكم سيطرتها على أفراد مجتمعاتنا العربية، لا بل يتجاوز حدودها وصولا لما هو إنساني، في محاولة منه لتغيير النظرة السائدة للثابت والمتحول، منحازاً لفكرة التغييروالنهايات المفتوحة، التي تتصل في وجودها بفكرة الخروج على كل شيء والتحرر من كل شيء يمكنه أن يكرس فكرة جامدة أو تقليد  تفرضه المجتمعات على أفرادها  «فاتباع التقاليد لا يعني أن الأموات أحياء، بل أن الأحياء أموات» كما يقول ابن خلدون عبد الرحمن بن محمد أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي.

يوظف الفنان العريبي مفهومي «الزمان/المكان» واستثمار حقيقة التحول والتبدل المستمر فيهما، فيقوم العريبي باستعارة العنصر الإنساني غالبا في عكس بعض المفاهيم العادية المؤثرة إلى حد بعيد في خلق المزاج العام للمجتمع– الرجل والمرأة - على حد سواء.

 ليلجأ بعدها لخلخلة ما هو عادي وسائد ومتكلس، وذلك بتناوله لحالة العادي بصورته الواضحة جدا والمباشرة والحادة في آن ،مما يترك مساحة من الشك لقراءات مختلفة لا تؤدي إلى إجابات بقدر ما تعطي الفرصة لقراءة الثوابت بأشكال جديدة معاكسة في طريقة إستقرائية لردود فعل متوقعة شائعة لمفاهيم مجتمعية أخذت اتجاهات واحدة أو متعاكسة أحيانا بشكل موروث.

عن طريق  « الواضح و غير الواضح »  يقوم بالتحقق من ردات فعل مباشرة تذهب إلى خصائص الإنسان بصفته مخلوق يقوم باختيار الخطأ الأسلم بنسبة معينة في كل الأحوال _ وفقا لقراءته - ، مما يترك المجال مفتوحا لتفرعات لا تكون متوقعة غالبا، حيث أنها تتفاعل مع المحيط بشكل فوري ، مما يعطيه المجال للتفكير في معالجات بديلة لا تتفق زمنيا أو مكانيا معه، وواقعا هو يقوم فقط بإعطاء الفرصة للتوقف قليلا لعمل مراجعة سريعة جدا تبحث في الذاكرة البعيدة في شكلها الماضي وقد تذهب أكثر من ذلك في انتقالة مستقبلية سريعة ومتوقعة لبدايات أو نهايات متخيلة وفق قوانين ثابتة محيطة غير متخلخلة مجتمعيا على المدى القريب.

« واضح – غير واضح » سلسلة من الأعمال الفنية « لوحات - كتابات – وتنصيبات في الفراغ » محاولة للتحقيق في مفهوم الثابت مجتمعيا بالبحث في محفزات ذكورية أو أنثوية تم تناولها كسلوك غير مقنع في أحيان كثيرة وأقرب إلى حالة من المحيط غير الثابت داخليا بالنسبة للفرد ،ويظهر ذلك في أشكال قابلة للتشكل الحاد والمرن في آن عند الفنان وذلك باستعانته بمعالجات فوضوية في مقابل مساحات خفيفة في تضاد واضح بين القوة والهشاشة . هي انعكاسات مقترحة لحالات عادية تخضع لسلوك متوقع لم يعد قادرا على الإقناع الشخصي على أقل تقدير.