عن عملها التشكيلي الذي يسعى لاكتشاف عواقب وفوائد حاجة الفرد لأن يكون عنصرًا فاعلًا في المنظومة الاقتصادية، الموسوم ب "الحضّانة"، حصدت الفنانة البحرينيّة عائشة المؤيد جائزة "الدانة" التي يمنحها معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية في نسخته الواحدة والأربعين، الذي افتتحه صاحب السموّ الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقّر، صباح الأربعاء الموافق 4 مارس 2015م، بمسرح البحرين الوطني.
تحكي الفنانة المؤيد عن بداية العمل على الفكرة قائلة: "بدأ هذا المشروع كتجربة، هدفت في الأساس ليكون موضوعها حيواناً أكبر من ذلك بكثير، ولكن لكي أفعل ذلك احتجت إلى بعض الحيوانات الصغيرة ذات تكلفة أقل لأجرب الأمر، وللأسف عادة ما تقع هذه المسؤولية على عاتق الفئران، حيث يضحى بها بالآلاف لتطوير المنتجات في مختبرات الفحص. وسرعان ما أدركت أن أسلوب إنتاج عملي قد بدأ يحاكي ذات الأساليب التي لطالما انتقدتها. وسرعان ما أصبح الاختبار بحد ذاته موضوعاً مشوقاً بالنسبة لي وبدأت أطوره إلى مشروع قائم بحد ذاته".
التجربة التي قادت الفنانة إلى حالة من التماهي مع ما كانت تنتقده، وخلق لديها حالة مشوّقة من الاكتشاف والرغبة في مزيد من التجريب والبحث، لتصل بها إلى تصوّر حول عملية الانتاج الضخمة، المتمثلة في عمل الشركات متعددة الجنسيات وآلتها التسويقية بقولها: "إن الرهبة والحسد التي نحس بها تجاه الشركات متعددة الجنسيات أمر مبرر، فاستراتيجيات التسويق تسعى لخلق هالة مقدسة حول المنتج نستمتع بكوننا جزءاً منها، فهم يجيدون ما يفعلونه وعلى نطاق واسع. وهذا العمل يستكشف ما نضحي به إزاء حاجتنا لكي ننتج بكفاءة، وكذلك ما نكتسبه من خلال كوننا جزءاً من شيء ما أكبر منا."
وعن كيفية صناعة العمل تقول الفنانة: "لإنتاج هذا العمل، أخذت بعض الجرذان الميتة وصنعت منهم قالباً مربع الشكل، ثم كررت العملية بقوالب الجص لبناء هيكل أكبر".
عمل الفنانة عائشة المؤيد، يعد واحدًا من بين 54 عملًا تشكيليًا هم قوام معرض البحرين السنوي للفنون التشكيليّة لهذا العام، تتنوع ما بين التصوير الزيتي، التصوير الفوتوغرافي، الأعمال التركيبيّة والنحت، تم انتقاؤها من بين أكثر من 170 عملًا تقدم بها الفنانون للمشاركة في المعرض، وذلك عبر لجنة اختيار مكونة من نقاد وأكاديميين وتشكيليين، لتكون الأعمال المختارة للمشاركة في المعرض هذا العام، منتقاة بشكل موضوعي وعلميّ.
أمّا جائزة الدانة التي حصدتها الفنّانة فتمنحها هيئة البحرين للثقافة والآثار لأفضل عمل تشكيليّ، وقد شُكلت لها لجنة تحكيم خارجية، قامت باختيار العمل الحاصل على الجائزة لهذه النسخة من المعرض. جدير بالذكر أن الفنان خليل الهاشمي هو من قام بتصميم مجسّم الجائزة لهذا العام.