يا امرأةً مَرَقَتْ من قلبيَ كالسهمِ
فلم أعرفْ !.
كان السهمُ على عهديَ يتوسَّط تلَّ القلبِ ويرتكزُ.
فأحيط الجرحَ قليلاً باللهبِ فينخرزُ.
أما أنتِ ..
فسهمٌ نفذ إلى أعلى وإلى أسفل
واخترقَ غشاءَ القلبِ وجدرانَ التوبةِ
والسورَ المبنيّ على حَدِّ الحبِّ من اللاحبِّ
ولم أعرف!.
يا امرأةٌ طوفانْ !.
حين أراكِ، أرى بلقيسَ تزلزل فيَّ وقارَ القلبِ
وتكسِرُ لي خمرةَ ساقٍ في مرآةِ زجاج.
يا أحلى امرأةً أوشك قلبيَ أن يتلفَ بين يديها
فهربتُ، هربتُ ولكنْ أينْ ؟!.
لا الأرضُ تدورُ ولا برجُ العينْ !.
واقفةٌ أحوالُ الساعة واقفةٌ عندكِ
لا الهدهدُ يقسم لي خبراً
لا طرفٌ يرتدُّ فيأتيني من سبأ الماءِ فراتٌ عذبٌ.
ملحٌ وأجاجْ.
أرسلتُ وراءك حُلُماً
جَهْدُ المسكونِ بأمركِ
حسبيَ أرسلتُ وراءكِ حُلُماً
وظننتُ الحُلُمَ سيعصمني من وهمٍ حُلُمٍ
وعصافيرُ السلوانِ اللائي احتطتُ وخبَّاتُ اختبأتْ في جبلٍ مطوادٍ
فاحتسر السيلُ أصابعَ سلواها
فأضاءت قمتُهُ ورأيتكِ
هل مازلت هناك؟.
يا امرأة بَرَدَ الفنجانُ بكفيها حائرةً لا تشربُ،
لا تشْرَبْكِ الشطآنْ.
موجُ الشطآن أظافر من كدرٍ،
تدميكِ وتخدش زهرَ الليلك في عينيكِ
وموجيَ فتّانٌ فتانٌ فتان.
يا امرأةً أقرِيكِ اللحنَ
وأبذر في كفيك الموسيقى.
كوني شجراً وظلالاً من معنايَ
وكوني مزلاج العمر إلى الشمس الأبديةِ
واكسي أغصانَ التوبةِ عن عصيانيَ ثمراً حلواً،
تيناً معقوداً بالأنفال، ومشدوداً بالأرض المعروشة باسميَ
لا خيلٌ تمرح فيها، إلا مُهُرٌ من صُلْبِ سؤاليَ،
صُلْبِ سؤاليَ حين يُقوِّس هامتهُ فوق أزاهيركِ
بين يدي ركعتكِ الحبلى بجنونيَ قبل الشِّعرِ
وفي أثناء الشِّعر وبعد الشِّعرِ
وصُبِّي قهوةَ أحوالكِ لي ..
وحديَ من يعرف أين يكون الصمتُ وأين يكون المعراجْ.
وَقَفَ الحُلُم على أعتابكِ
قلتُ لهُ يا حلم تراودكَ اللحظةُ فابنِ لها تابوتاً والقِ به في اليَمِّ عسى ولعلَّ..
فألقى باليَمِّ على اللحظةِ فارتبك الكونُ قليلاً ...
فمضيتُ أعلمه: إلقِ اللحظةَ في التابوتِ
فألقى التابوتَ على اللحظةِ وارتبك الحلمُ قليلاً
فأخذتُ يدَ الحلم وقلت له اكتبْ:
يالحظةُ كوني أنتِ وكوني في التابوتِ وحُطِّي في طَرَفِ اليَمِّ
ويا يَمُّ اجْرِ بأمر الله إلى قصرٍ لا فرعونَ بهِ فجرى .
أو لم يجرِ !...
على أعتابكِ تتراعد أفراصُ الرهبةِ
تنسلُّ مواعيدُ الغَلَبَة هاربةً
مَن مثلُكِ؟!
يا امرأةً تطوي جنحَ الليل بإصبعها
وتَشُقُّ جدارَ الصبح بأينَعِها
وتُطلُّ على الماءِ فيندى خجلاً وجهُ الماءِ
وتروي ظمأ الغالبِ والمغلوبْ.!
شاعر من السعودية