يحاول القاص المصري معالجة أوضاع قائمة في المجتمع كالفساد والرشوة وتجارة المخدات وفضح دور السلطة السياسية بإدامة الوضع القائم بخلق شخصية تقوم بالإستيلاءعلى أموال تاجر مخدرات وتوزيعها على المحتاجين ومرضى الإدمان، وكي يدين السلطة يجعلها تحاكم فيفضح المتهم دور السلطة في خراب المجتمع.

المغرّد خلف القضبان

إبراهيم أمين مؤمن

يتسم حمزة بحسن الخلق وذكاء حاد وبُعد النظر مع قوة الجسد ورباطة الجأش علاوة على ذاكرة ثاقبة وتحليل للأحداث منقطع النظير فهو أشبه بالإنسان الآلى المبرمج الذى لا يُخطئ أبداً .

حمزة يستعد للعملية الجديدة بعد نجاح عمليتيه السابقتين والتى استطاع من خلالهما إحراز أكثرمن مليون دولار أمريكى.

فخرج من منزله قاصداً مراقبة المعلم جرموزا الذراع الأيمن للمعلم أبو عسلة أكبر تاجر مخدرات فى منطقة الشرق الأوسط كله.

جلس حمزة ليلاًعلى أحد المقاهى الفاخرة القريبة من فيلا جرموزا يفكر كيف يصل إليه ويصاحبه ليُنفذ خطته.

وفى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل عاد جرموزا من ملهاه وكان يترنّح ويتمايل يميناً وشمالًا,هجم عليه رجلٌ تبدو عليه علامات الإدمان الشديد والرعشة فى جسده بسبب عدم وجود جرعة الهيروين,هجم عليه من الخلف ليقتله فيشفى غليله انتقاما منه,لكن حمزة كان أسبق إليه من وصول السكّين لظهرجرموزا فأخذها من يده ثم أوما للرجل أن يهرب .

وقال جرموزا الحمد لله ثم أداروجهه إلى حمزة وقال له "أنت راجل مجْدع"

فأحبه وأخذه إلى بيته.

وما تمر الأيام إلا ويزداد جرموزا حباً بحمزة ويتودد إليه,وهذا ما أراده حمزة.

عكف حمزة فى دراسة تطبيقى التجسس والاختراق ss7 protocol , zealspy لكى يستطيع مراقبة هاتف جرموزا.

علم حمزة من خلال تجسسه على هاتفه كل صفاته وعاداته ولاسيما حجم معاملاته فى تجارة المخدرات بل عرف حجم السموم التى دخلت البلدان العربية ولاسيما منطقة الشرق الأوسط .

ومن خلال أحد الإتصالات الواردة من أبو عسلة عرف ان معلمه أبو عسلة سيعقد صفقة مع الأمريكى ستيفن تقدر بخمسة ملايين دولار بعد حوالى ثلاثة شهور.

فبدأ يفكر ويضع الملابسات الأولى لقتل جرموزا وتسلُّم مال الصفقة من معلمه أبو عسلة بدلًا منه.

ذهب أولا إلى صديقه خبير التجميل الدكتور فادى ليخبره بالتأهب للعملية القادمة وهى زرع وجه جرموزا على وحهه.

وكان حمزة يقوم بعمل حميّة غذائية إستباقية ليصل إلى وزن جرموزا حتى إنّ جرموزا سأله لِمَ تفعل ذلك فقال له لأكون مثلك يا صديقى,فكذَبَهُ حمزة وهو صدوق .

ومن خطواته الإستباقية أيضًا دراسة عاداته وانفعالاته وتقليد حركاته ولهجته ومشْيته وتغيير نبرة صوته بترقيق حباله الصوتية عند خبيرأصوات فقد كان جرموزا رقيق الصوت أيضاً,وقد كان جرموزا يظن أنّ حمزة يحبه جداً بسبب ذلك فأزداد قُربا منه أكثر وأكثر .

ووضع حمزة اللمسة الأخيرة لقتل جراموزا .

وحانتْ لحظة الصفر وكانتْ فى بيته فاجتثّ رأسه وفصلها عن جسده ووضعها فى شوال ثم وضعه فى شنطة السيارة قاصداً صديقه الدكتور فادى خبير التجميل.

قام فادى بخلع وجه حمزة وزرع له وجه جرموزا ووضع وجه حمزة بعد تبريده الى 130درجة مئوية تحت الصفرفى سائل نيتروجينى درجة حراراته 196 مئوية تحت الصفر بعد حقنه بحقنة الهيبارين, وذلك لاستعادته مرة أُخرى.

 

أتصل أبو عسلة بجرموزا "المقتول "فرد عليه حمزة كأنه جرموزا وأخبره بأن يأتى إلى الفيلا .

فذهب إليه حمزة متقنًا دور جرموزا ببراعة وخاطبه بترتيبات الصفقة وأعطاه أبو عسلة خمسة ملايين دولار لإعطائهما ستيفن وإحضار الهيروين.

  • حمزة وعاد وكان معه رجال أبو عسلة فاستأذنهم لدخول دورة المياه,وتظهر هنا عبقرية حمزة إذْ أنه بنى أربع دور مياه بالقرب من فيلا أبو عسلة فى الإتجاهات الأربعة لتكون له ملاذاً ومهرباً لأنه صممها كلها بوجود باب خلفى.

هرب بالمال,وهكذا اختفى أيضا جرموزا المزيف بلا عودة.

هرب به قاصداً صديقه الحميم وشريكه أيضاً فى المشروع ليستردّ وجهه ,ذاك الوجه النبيل.

ذهب حمزة بالمال بعد ذلك إلى سبيله المعهود بعد كل عملية ناجحه قاصداً,المرضى فى المشاف ٍولاسيما المدمنين منهم لدفع نفقات علاجهم وإقامتهم ,والوقوف بجانب الشرفاء المزجوين بهم فى السجن ظلمًا,وكذلك دفع رشاوى كبيرة جداً لبعض اللواءات فى الداخلية للقبض على المتاجرين فى الأغذية الفاسدة وكذلك المتاجرون فى الأعضاء البشرية, وإيواءاللاجئين من سوريا وسائر بلاد العرب التى طالتها الحرب بسبب ثورات الربيع العربي الغير محسوبة.

ومرت السنون وما زال حمزة يقطن بيته الآيل للسقوط وما زال يُنفق من ال ستة مليون دولار التى لديه حتى جاء اليوم الأسود اذ قبضتْ عليه أمن الدولة من بيته , وكان معد له ملف من قبل من أحد اللواءات المرتشين الذي طلب منه مالًا مبالغاً فيه فلمْ يعطْه حمزة ,قبضوا عليه بتهمة محاولة قلب نظام الحكم وتلقىْ أموالاً من جهات أجنبية لنشر الإرهاب,وذكر فى الملف انه كان يتواصل مع خلاياه الإرهابية من خلال المستشفيات والمساجد بل وقيل فى التقرير انه بنى لهم أماكن إيواء.

قُبض عليه وأُودع فى السجن حتى حانتْ لحظة المحاكمة

«المحاكمة»

قال القاضى : حمزة يا حمزة أنت متهم بتلقىْ أموالاً أجنبية لنشر الإرهاب وقلْب نظام الحكم ,فما قولك ؟

وأين هيئة الدفاع الخاصة بك

بعد صمت طويل وقف حمزة فى شموخ وقال:

أيها القاضى أعترف بأنى أُريد قلب نظام الحكم أما الارهاب فأنتم الذين صنعتموه.

فقال له القاضى حاذرْ فى كلامك يا حمزة فالجلسة يتابعها الملايين فى وطننا العربي عبر شاشات التلفاز بل وخارج الوطن العربي.

وهل يا سيادة القاضى لم تصلهم رائحتنا العفنة حتى أصبحنا موضع سخرية العالم,

وهل وصلك رئيسهم الذى جاء ليبتزَّ أموالنا ,هل وصلتك فتنتهم التى يلقونها بيننا ليفرّقونا

وهل وصلك أنت وأنا وهو وهى نفاياتهم الذرية ,لحومنا أصبحتْ أرخص لحوم العالم.

فتلعثم القاضى ولجلج فى حرف الالف وقال له حمزة أأأُدخل فى الموضوع على طول

قال حمزة : نعم أيها القاضى أنا مجرم ... مجرم لأنى أردتُ قلب نظام الحكم ,أردتُ إصلاح ما أفسدتم ومعاقبة ما أصلحتم .

شردتم شعوبكم وأنا آويتُ

عريتموهم وأنا كسيتُ

جوعتموهم وأنا اطعمتُ

حبستموهم وأنا حررتُ

أردتُ قلب نظام الحكم فى التخلص من تجّار الأعضاء والجنس الأسود, أردتُ قلب نظام الحكم فى التخلص من تجار المخدرات وأصحاب الجنس الأسود .

أيها القاضى لقد قلّدتم المنافقين والفسدة الأوسمةَ وأصبغتم النعوت الحسنة على أصحاب الطغيان والسلطان.

وتكلم التافه وأُخرس المصلح .

قلتُ لكَ يا حمزة أُدخل فى موضوعك بس .. قال القاضى

قال حمزة : هذا هو الموضوع ولا تنسْ بعد أن تعدمنى أنْ تذهب إلى بيتى فهو آيل للسقوط فرممه,فالجهات الأجنبية لم يعد عندها مالاً

ايها القاضى يا ابن القاضى ابيك واعلم ان شر الرشوة هى المحسوبية يا حفيد القاضى.

الحكم بعد المداولة ..قال القاضى

********

وانى اتسائل واسال القارئ الم يحن بعد خروج حمزة ام سيظل حبيسا ؟