الشجن الجريح هو ما يقدم الشاعر العراقي هنا في قصيدته، محاولا استعادة نبوءة أفضت به الى تلمس سمات وطن تكالبت عليه الجراح والطعنات والمآسي، صدى أوجاعه وصدى الحلم في أن تكون بغداد أقرب الى الفينيق ينبعث من جديد.

نبوءة ... ولحن حزين

ناجح فليح الهيتي

 

لالا لن أكون

لا لا لن أكون

فأنا حاضر وغائب

وغائب وحاضر

فكيف أكون؟

إن ما حدث وما يحدث الاّن

كان يجب ألا يكون

لا لا لن أكون

لأن عندي ما يكون

عندي حروف وقلم

وحب وعشق للإنسان

وناي أبث فيه أشجاني

وخيمة أعطتها لي أمي

تقيني الحر والزمهرير

سألتهاً ماذا تقولين؟

قالت يا ولدي

لقد سرقت مياهنا

كما سرقت أموالنا

نحن شعب مسكين

واصبحت عماتك عجائز

فلا رطب جني يتساقط

ولا(يا خير ما أجنت الأغصان والكُثُبُ)

بمقام الدشت الحزين

ولا شذى ورود الأمل ولا عطر ياسمين

سألت نفسيً:

هل أصبحت أمي متنبئة في الستين؟

قالت يا ولدي:

ستعيش متنقلاً ترعى الإبل

فلا أور ولا بابل ولا اّشور

ولا هيت التي( أخذوا منها هبل

وحملوها وسارت بالهوى الإبلُ)

ولا أبا نؤاس :

(وهاتها خمرة صهباء صافية

منسوبة لقرى هيت وعانات)

نهارنا ليل مدقعاً مقفراً

لا قمر فيه ولا نجوم

وليلنا نهار فيه جنون

فلا طيف يمر ولا حلم يكون

ستبقى تبث أشجانك في الناي

وتعزف لحنك الحزين

سترثي نفسك حين تموت

و لم يكن قبراً لك

لِأَنَك بلا وطن وليس لك نشيد

و سَيُعَمَرُ ما أنت فيه الاّن

سيبنى بعد موتك

لأن فيه ما يكون

وفيه ما يزيد

ويكون وطنًاً للجميع

وتكون بغداد من جديد