بمبادرة نصف شهرية، تعقد مساء السبت مباشرة عبر تطبيق زوم لرابطة الكتّاب الأردنيين بالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكتّاب الفلسطينيين انطلقت يوم السبت الماضي الموافق 09.01.2021 فعالية (أسرى يكتبون) دعمًا للحركة الأسيرة الفلسطينيّة وكتاباتها، وخصص اللقاء الأوّل لانطلاق المبادرة ومناقشة أعمال الأسير كميل أبو حنيش وأعماله، وخاصة روايته الأخيرة الصادرة عن دار الآداب في بيروت "مريم/ مريام".
أدار الأمسية الأديب أحمد أبو سليم الذي أعلن بدورة عن سلسلة ندوات تحت عنوان "أسرى يكتبون" حيث أن مثل هذا النشاط يُحدث ثقبًا يدخل منه النور ليضيء عتمة زنازينهم.
تخلّلتها كلمة للشاعر أكرم الزعبي/ رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين، الذي تحدّث بدوره عن أهميّة مثل هذا النشاط وضرورته، وأهميّة التعرّف غلى أدب السجون الفلسطيني، وشكر المبادرين وأثنى على دورهم لإحراج البرنامج إلى حيّز التنفيذ وسعادته باحتضان الرابطة للمشروع.
تلاه الشاعر مراد السوداني/ رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتّاب الفلسطينيين، الذي شكر بدوره المنظّمين وقال إن هناك مانديلات في كلّ قرية ومدينة ومخيم تنحاز للوفاء، الأسرى يواصلون كتابة التراجيديا الفلسطينيّة بما يتخلّلها من بطولات ليؤكّدوا أنّ شعب فلسطين لن يرفع الراية البيضاء.
بعدها كانت الكلمة للأستاذ رشاد أبو شاور الذي حيّا بدوره الأسرى وراء الزنازين وعّبر عن اعتزازه بهم وهو يقرأ كتاباتهم، فنحن كما قال أبو شاور نتلهّف باستمرار على ما ينتجوه لنتعلّم ممّا يكتبون ونستفيد، يكتبون ما لا نستطيع كتابته وما لا نعرف. "واجبنا أن نقرع الجدران ونحمل منجزاتهم الأدبيّة ونقدّمها للقارئ العربي. لستُم وحدكم! نستمدّ منكم ما يُلهمنا ويقوّينا".
ثم تحدّث المحامي الحيفاوي حسن عبادي عن مبادرته "من كلّ أسير كتاب"، ومن خلالها بدأ بإرسال كتب الأسرى إلكترونيًا إلى كلّ من يرغب بقراءتها ويطلبها من العالم العربي، ليصير هناك حراك ثقافي عربي حولها، والأمسية وليدة هذه المبادرة التي تحقّق حُلمَ أسرانا في الانطلاق نحو الحريّة المنشودة وأصبح حُلمهم بالتواصل يتحقّق؛ أسرانا يكتبون رغم عتمة الزنازين، فالكتابة متنفّس لهم، واختراق كلمتهم للزنازين وأسوار السجون حريّة لهم".
شارك الشاعر صلاح أبو لاوي بقصيدة بعنوان "ثلاث أغنيات لأشجار الزنزانة" مهداة للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال جاء فيها:
"ثمة مَنْ بالنيابة عنا يجوعون حتى فناء الزنازينِ
لا يشربون سوى ملح أجسادهمْ
بالنيابة عنا يقيمون في كل زنزانة وطناً للكرامةْ
ويشيدون أبراجهم للسماء علامةْ
يا إلهي ألم تنتهِ المعجزاتْ
كيف صار الأسير نبياً ومن جوعه تنبتُ المكرماتْ "
كانت المداخلة الرئيسة للروائي مصطفى عبد الفتاح متناولا رواية كميل أبو حنيش "مريم مريم"، واصفا الرواية بأنها: "ليست مجرد رواية، أبطالها يعيشون الواقع، يبحثون عن ذواتهم المعذبة والمهددة، يبحثون عن الانسان في داخلهم، يبحثون عن هويتهم القومية والوطنية والمدنية، فيتوهون في لجج الحياة، يبغون حياة دافئة مطمئنة فيزداد ضياعهم، إنّها كتاب مفتوح على قضية شعب، بكل تفاصيلها الدقيقة، وبكل تشعباتها، الكبيرة والصغيرة".
واختتمت الأمسية بكلمة الأسير، ألقاها بالنيابة عنه شقيقه كمال أبو حنيش، وجاء فيها: "نشد على أياديكم وأنتم ترفعون لواء الثقافة والأدب وتذودون عن هذه القلعة في ظل محاولات الطمس والاستلاب الثقافي التي يسعى إليها أعداء الأمّة ونحيي مثل هذه الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تحاول إبراز أدب السجون وتسليط الضوء على إبداعات الأسير الفلسطيني الذي يتعرض للتنكيل المستمر من قبل مصلحة السجون الصهيونية بهدف إفراغ الأسير من محتواه الوطني والإنساني والحيلولة دون تمكينه من الإبداع الثقافي الذي من شأنه أن يفضح ممارسات السجان اللا إنسانية".
من الجدير بالذكر بأن الأديب محمد مشّة يركّز هذا المشروع، واللقاء القادم يوم السبت 23.01.2021 سيتناول كتاب "رسائل إلى قمر" للأسير حسام زهدي شاهين.