خلّان الليل يتسامرون
يتوسدون ريش الدُجى
عارياً من ظله
لا يتعبون
يتأبطون مشقّتهم
يقرأون باسم الوقت الراقد
فصول البياض
كي لا تشيخ أصواتهم
على عتبات التراب
يخلعون الخطايا
يعبرون من ارتعاش الرحمة
ويبحثون في مروج الليل
عن أرائك خضراء
وصفصاف الصلاة
سلام عليهم
يزرعون أهداب الأحلام
في ضلوع المسافة
يُسبّحون بأسرار العتمة
وبأسماء السنديان العتيق
يترقبون الوقت المشروخ
ووحشة الجدران المغلقة
تحت سدرتين
يتفكرون ببحور الضوء
تمخر نحو الله
يجمعون الدعاء في حلقات الذكر
وخلف دموعهم تتقلّب الرؤى
يسجدون متعبدين
آيات الله
يرتّلون كعادتهم
لفحة الموت
ويبتهلون
لتغفو قلوب الصغار
ينتظرون انشطار القرطاس
في مدافن الطيور
ويسربلون التراتيل
ثوباً من حجر
تترصد عيونهم
اختلاجات الاحتضار
خلف نقطة العزلة
يبكون ناي الكهوف
لا أنيس لهم
سوى المزمار الحزين
في الثلث الأخير
يغسلون وجه الخزامى
من اكتظاظ الفضة
على ساق القمر
في عمق الليل شهباً
لأخاديد الأنبياء
وشفاعة للمطر
في دروب الليل
خطى تائهة
عيون عطشى للخلاص
وأكف معلقة بالسماء..