رسالة ماجستير عن "النزوع الأسطوري في قصص سناء الشعلان"

 

نوقشت في جامعة سكيكدة في الجزائر في قسم اللغة العربية  رسالة ماجستير  في الأدب العام والمقارن عن التجربة القصصية للأديبة الأردنية سناء الشعلان بعنوان:" النزوع الأسطوري في قصص سناء شعلان: دراسة نقدية أسطورية". وقد قدّمتها الباحثة وناسه مسعود علي كحيلي بإشراف الدكتور وليد بوعديلة، وعضوية نقاش د.نظيرة الكنز، ود.أحسن مزدور.

   وتتكوّن الرسالة من مقدمة ومدخلاً تعرض فيه مفهوم الأسطورة والسّرد والعلاقة بينهما،ثم لمحة عن المبدعة سناء الشعلان، وبعد ذلك تقع الدّراسة في فصلين: الفصل الأوّل: هو فصل نظري يتناول المرأة العربية، والنزوع نحو الأساطير، وذلك وفق المخطط التالي: أولاً : يتم التعرض إلى المرأة في المجتمع العربي من خلال التطرق إلى الوضعية التي كانت عليها في الجاهلية  والإسلام ثم في المجتمعات الحديثة.ثانياً: الولوج إلى عالم المرأة المبدعة من خلال خصوصية الإبداع لديها وعلاقتها بقضايا الراهن العربي. ثالثاً: يتم التحدث عن النزوع الأسطوري في السرد النسوي العربي بالتطرق إلى الأسطورة في إبداع الأنثى ومرجعيات وبواعث التوظيف بنوعيها العربي والأجنبي . الفصل الثاني: هو فصل تطبيقي نقرأ فيه نماذج من نصوص المبدعة سناء شعلان قراءة أسطورية نقدية، مثل قصة عينا خضر ،أوديسيوس مرة أخرى ،دقلـة النــور، المارد ،المواطـن الأخير وبحيرة الساج. ثم تأتي الخاتمة، وفيها النتائج المتوصل إليها،متبوعة بقائمة المصادر والمراجع التي تمت الاستعانة بها في الدراسة، وأخيراً فهرس الموضوعات.  وتقول وناسة الكحيلي في رسالتها إنّها اختارت أن تدرس الأسطورة في التجربة القصصية عند سناء الشعلان لما لها من ظهور عميق في تجربتها.واختارت لهذه الدراسة المنهج الأسطوري والمنهج السيميائي والتاريخي  أداة لتفكيك هذه التجربة. وتقول وناسة الكحيلي:"  إنّه من خلال دراسة نماذج لسناء شعلان التي دارت قضايا  مواضيعها في عوالم الحب بأنواعه ،نجد خصوصية التمحور حول الذات والحديث عن الحب والوطن ،لكن الكاتبة على عكس ما أشيع عن كتابـات المرأة، إذ نجد المرأة في قصصها ضحية ومذنبة ،عاشقة ومعشوقة ،محبة للحرية وللوطن ،فسناء لم تلـــق اللوم على الرجل فيما تعانيه المرأة، بل جعلته هو كذلك يعاني من الحرمــان وضحية لألاعيب الأنثى فجعلته بحاجة إليها كما هي في حاجته ،فرغم ذكائه وقوته وثروته يبقى بحاجة إلى الكائن الضعيف المسمى أنثى كما انه رغم ذكائها وجمالها وتكبرها تبقى في حاجة إلى ذاك المسمى رجلا، فكلّ منهما في حاجة الآخر، ولا تكتمل الصلة بينهما إلا بعطاء الذات الذي يستوجب الاختلاف.

     وقد سعت سناء شعلان إلى توظيف الأسطورة في القصة القصيرة التماساً منها لنوع جديد ومختلف عن القصة القصيرة القديمة معتمدة بذلك على التجريب . وقد تجلى هذا التوظيف في: توظيف المكان الأسطوري ،الزمن الأسطوري ،الشخصية الأسطورية ، الكائن الأسطوري ،الموجودات الأسطورية ، الحدث الأسطوري والرمز الأسطوري
      وقد تلجأ الكاتبة إلى التوظيف الكلي أو التوظيف الجزئي ، وقد توظف أكثر من عنصر في قصة واحدة وقد توظف العناصر كلّها في النص الواحد.

   وتمكنت الكاتبة ببراعة من الفصل بين الشخصية الأسطورية في الأسطورة والشخصية الدينية في القصة الواحدة دون إحداث الخلط رغم مزجها بين الأسطوري والتاريخي والديني في النص الواحد. كما تمكنت من إخراج بعض المعتقدات الأسطورية إلى النور بعد أن كانت حبيسة البيئة والأناس الذين يعتقدون بها مثل أسطورة (دقلة النور)الإفريقية  .وقد اعتنت بجميع العناصر الأسطورية والمكونات الميثولوجية كما نجحت في إسقاطها على واقعها المعيش كأنثى من جهة، وكمواطنة عربية من جهة أخرى، إذ حاربت سراب الأفكار السوداء الذي أشعــل نار الحرب بين المرأة والرجل دون داع سوى أنهما لم يقفا بعد عند المعنى الأسمى لاختلافهما، وان هذا الاختلاف هو أساس الاتحاد والداعي إليه . كما أشارت إلى فساد الأنظمة السياسية و الاستبداد وفساد السلطة ونوم الضمائر عن محاربة الظلم، وأن الحل يكمن في المواجهة لا الانسحاب و في الصراخ في وجه الظلم لا وضع الأيدي على الأفواه".