ومع معده ومقدمه الشاعر ياسين عدنان
من منطلق دفاعه المستميت عن حضور الثقافة في الإعلام العمومي، بوصفها مدخلا ومـدماكا للتنمية بمعناها العميق والبعيد، ومن منطلق انخراطه في معركة الإصلاح الشامل ببلادنا، فإن اتحاد كتاب المغرب، وقد نما إليه خبر التوقيف المجحف للبرنامج الثقافي "مشارف "، الذي يعده ويقدمه الشاعر عدنان ياسين في القناة التلفزية الأولى، والذي يعتبر كوة ضوء، ورئة ثقافية وسط العتمة والاختناق، يشجب أي مساس بهذا البرنامج الثقافي المضيء، وقد أصبح مكسبا ومرجعا لكل المثقفين والكتاب والفنانين، داخل الوطن وخارجه، وليس منة ولا صدقة من أحد، ويلفت انتباه المسؤولين إلى أن قدر البلاد - هنا و الآن- هو الانخراط، ودون تلكؤ، في الورش الإصلاحي العام، مما يستوجب الإنصات والتنويه بكل الطاقات الإبداعية الذكية، وبكل المقدرات المتاحة في المجالات كلها، وعدم التضييق على العقل والإبداع والاجتهاد والإضافة النوعية .
من هنا، نطالب، في اتحاد كتاب المغرب، الجهات المعنية بالتعجيل برفع اليد على برنامج "مشارف" الذي أصبح مكسبا يعتز به إعلامنا المرئي، وتفخر به الطبقة المثقفة، والرأي الثقافي العام ببلادنا وخارجها.
واتحاد كتاب المغرب الذي دأب، منذ تأسيسه، على نشدان الحرية والديموقراطية والحق في التعبير والنقد الخلاق، يعتبر أن الإجهاز على برنامج "مشارف"، هو إجهاز على مكسب ثقافي شكل نقطة ضوء، والتماعة في بحر السنوات الأربع، بما راكمه هذا البرنامج من أسئلة وحوارات مؤثرة مع وجوه أساسية في ثقافتنا العربية، وبما سلطه من إضاءات جديدة حول مجموعة من المسارات والتجارب في مجالات الإبداع والفكر والرأي.
ومن ثم، فإننا في اتحاد كتاب المغرب، إذ نعلن تضامننا المطلق مع برنامج "مشارف"، نطالب، وبكل استعجال وإلحاح، واستحضارا للسياق السياسي والاجتماعي والثقافي الراهن، بإعادة "الأربعاء" إلى موعدها وتوهجها حتى لا تنقلب إلى "أربعاء الرماد" لإليوت.
المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب.