تحية طيبة لكل القراء وكل عام وانتم بالف خير
ونحن نعيش أيام شهر آب فلا بد لنا أن نتذكر حدثين مهمين الحدث الاول: 8/8/1988 يوم أنتصر العراق على الحلم المجوسي بالسيطرة على الدول العربية. والحدث الثاني: 2/8/1990، أعادة الكويت الى العراق . وقد تلاقت اسباب عديدة (وجيهة ومنطقية) للكتاب العراقيين للقيام بغضبة وطنية للدفاع عن العراق الجريح، العراق العظيم الذي أحتلته أقوى دولة بالعالم مسنودة بأرقى التقنيات الحديثة بالاسلحة وبأسلحة دمار شامل تم أستخدامها فعليا على ارض العراق، ولولا هذه القوة الرهيبة، التي سقط أمامها الاتحاد السوفييتي السابق، لما كان العراق اليوم محتلا. كان يجب أن نقوم بكل الجهد لملىء أفواه الضفادع الكويتية بالتراب، هذه المقالة هي عبارة عن معلومات مؤكدة وموثقة من شاهد عيان، عراقي أبت كرامته الا أن يدافع عن وطنه الجريح.
هذه المقالة ستُسبب إحراجاً كبيرا للعديد من الناس ومن ضمنهم من يحكمون دويلة الكويت اليوم، ولكنها أيضا سوف تسبب إزعاجا كبيراً لبعض الحركات السياسية وللحكومة العراقية الناقصة الاساس الذي أريد التأكيد عليه هو: أننا كعراقيين كل شيء ممكن أن يحدث بيننا، نختلف، نتواجه، نتصادم، لكن أن يمس العراق شيء فهذا ما لن نسكت عنه، سأترككم أخواني مع ما كتبه شاهد العيان وسوف أعلق على المعلومات بنهاية المقال:
الكويت
لأول مرة بعد 21 عاما ننفرد بنشر الاسباب والدوافع الحقيقية التي أجبرت (الرئيس صدام حسين) بإتخاذ قرار إحتلال الكويت!!! ومن هي أول جهة إقترحت عليهِ طرد الكويتيين ما بين سفوان والمطلاع بالقوة المسلحة !!! وكيف تغير الرأي إلى إحتلال الكويت كلها
أستعراض تأريخي:
في 19 حزيران 1961، أعلنت إمارة الكويت دويلتها بدون موافقة الدولة العراقية، مما سبّبَ قيام (الزعيم عبد الكريم قاسم) في تشرين أول 1961 بتحشيد قوة من الجيش العراقي شمال تلول المطلاع بستة كيلومترات لكونها أرض عراقية، وأعلن رحمه ألله بأن الكويت قضاء تابع للواء البصرة؛ إستنجد شيخ إمارة الكويت آنذاك (عبد ألله السالم الصباح) بجامعة الدول العربية و بريطانيا لإرسال قوة لحماية الكويت، وفعلا وصلت وحدات عسكرية من بريطانيا ومصر والسعودية والاردن والسودان وتونس، وإنتشرت مقابل الجيش العراقي وقامت بتسيير الدوريات الآلية للفصل بين الجيش العراقي وبين الاراضي الكويتية في تلول المطلاع؛
في 8 شباط 1963 حصل الانقلاب على (الزعيم عبد الكريم قاسم)، وكانت الكويت أول من قدّمَ التهاني على الانقلاب، وفي شهر العاشر (تشرين أول) من نفس العام 1963، زارَ العراق وفداً من حكومة الكويت لتقديم التهاني بنجاح الانقلاب وكان الوفد يتكون من الشخصيات التالية:
1 |
الشيخ صباح السالم الصباح |
ولي العهد الكويتي و رئيس الوزراء |
2 |
الشيخ سعد العبد ألله السالم |
وزير الداخلية ووزير الخارجية وكالة |
3 |
السيد خليفة خالد الغنيم |
وزير التجارة |
4 |
ألسفير عبد الرحمن سالم العتيقي |
وكيل وزارة الخارجية الكويتية |
وفي في يوم 4 تشرين أول 1963 تم عقد أتفاق بين الحكومتين العراقية (الجديدة) والكويتية، وكان هذا الاتفاق برعاية بريطانية وبأشتراك من جامعة الدول العربية، ونص الاتفاق على ما يلي:
يقوم الجانب العراقي بما يلي:
1. قيام العراق بالاعتراف بدويلة الكويت بحدودها في "المطلاع".
2. سحب الجيش العراقي من مناطق تحشّدهُ في تلول المطلاع.
3. أن يعتبر خط الدوريات المشتركة أي آثر عجلات الدوريات هي الحدود بين العراق والكويت.
في حين يقوم الجانب الكويتي بدفع مبلغ قدرهُ (30) ثلاثون مليون دينار كويتي للحكومة العراقية (!!!!)، وقد تم تسجيل المبلغ في الكويت على أنه (قرض إنمائي للعراق) (!!!!)، وتم استلام المبلغ بدفعتين، كانت الدفعة الثانية منه يوم 10 تشرين أول 1964، وأنني أتسائل: اذا كان هذا المبلغ هو (قرض إنمائي) فلماذا لم تـُطالب بهِ الكويت من 1964 لحد يومنا هذا؟! والجواب: لانه في الواقع (رشوة) تم تقديمها للثوار اللذين ثاروا على (الزعيم عبد الكريم قاسم) وقتلوه لتحسين مستواهم المعيشي!! اي كمكافأة لهم،
والاشخاص من الجانب العراقي اللذين وقعوا الاتفاق كـُـلَ مِن:
1 |
اللواء أحمد حسن البكر |
رئيس الوزراء |
2 |
الفريق الركن صالح مهدي عماش |
وزير الدفاع وزير الخارجية وكالة |
3 |
الدكتور محمود محمد الحمصي |
وزير التجارة |
4 |
السيد محمد كيارة |
وكيل وزارة الخارجية |
النتيجة أنه فعلا تم سحب الجيش العراقي إلى قواعدهِ الثابتة، في آذار 1965، وبعد إطمئنانهم من الحكومة العراقية لإستلامها الرشوة، باشرت الكويت بتسوية آثار خط الدوريات المُشترك بالقرب من المطلاع وإستحداث خط بديلاً عنهُ وذلك بتسيير عدد كبير من عجلات الشوفرليت البيكب ذهابا وإيابا ما بين الساحل المُطل على جزيرة بوبيان العراقية والواقع في منطقة الصابرية وشرقا بإتجاه منطقة أم المدافع، هذا الخط الجديد يبعد عن خط الدوريات المُشترك الرئيسي بعمق 45 كم داخل الاراضي العراقية وبجبهه 90 كم، وبهذا التجاوز سيطروا على بحيرة نفطية عراقية أنشأؤا فيها آبار نفطية سموها بحقول الروضتين والصابرية والبحرة و أم العيش وقاموا [وما زالوا] بسحب نفطنا العراقي منها وسيستمرون؛
في أيلول 1967 قامت الكويت بإحتلال مخفر الصامتة الحدودي والمطل على الخليج العربي وإحتلال جزيرتي وربة وبوبيان العائدة للعراق لتضييق الخناق على تجارة العراق وحرمانه من أن يكون من دول الخليج العربي؛ في شباط 1973 شرعوا في بناء مخفر (أم نكا) داخل الاراضي العراقية ما بين سفوان وأم قصر، إلا أن الحكومة العراقية أجبرتهم على التوقف وعدم إكمال بناءهِ وتم توقيع إتفاق وإعتراف بأن مخفر (أم نكا) يقع داخل الاراضي العراقية وذلك بمحضر موقّع من قبل وزيري داخلية البلدين (عزت أبراهيم الدوري) و (سعد العبد ألله)، في أيار 1982، وبعد إشتداد المعركة في المحمرة، إقترح (الشيخ جابر الاحمد) على (الرئيس صدام حسين) بزج (اللواء السادس - قوات حدود/ عراقي) والمُنتشر قبالة الحدود الكويتية في المعركة لاسناد إخوانهم في الجيش العراقي، مع قيام الكويت بدعم المعركة بالمال والسلاح والعتاد، وقيام القوات الامنية الكويتية بحماية الحدود بدلا عن (اللواء السادس - قوات حدود/ عراقي) (!!!) وفعلا صدر أمر حركة اللواء إلى الجبهه في المحمرة، وطبعا كان هذا المُقترح (مصيدة مغفلين) وقعَ فيها (الرئيس صدام حسين)، حيثُ قامت القوات الكويتية بعد حركة اللواء المذكور بالتقدم داخل الاراضي العراقية بعمق 25 كم وبجبهه طولها 80 كم ما بين مخفر (أم قصر) وبإتجاه (جبل سنام وغرب الجبل) بمسافة 40 كم و قيامهم بإستحداث خط دوريات مشترك جديد؛
في عام 1986 تعرّض (شيخ الكويت جابرالاحمد الصباح) لمحاولة إغتيال بأمر من المخابرات الايرانية الى عملائه من حزب الدعوة العميل، وإتصل حينها بـ(الرئيس صدام حسين) وتوسّل إليهِ بأخذ ثأرهِ، وتعهّدَ بإستعدادهِ لدعم المعركة بالمال والسلاح، فقام (الرئيس صدام حسين) بتلبية طلبهِ (وكأننا في مجلس فصل عشائري!!) وأعلنَ معركة (يوم الكويت) حيثُ فـُتحت نيران الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة والصواريخ والطائرات والقوة البحرية لمدة 24 ساعة وعلى طول جبهة القتال، وكان رد الجانب الايراني أقسى منهُ، حيثُ تعرضت بغداد العاصمة الحبيبة الى العديد من الصواريخ (أرض- أرض) الروسية الصنع متسببة بحالة هلع شديد بين السكان المدنيين، وتكبد الجانبين خسائر بشرية قُدرّت بربع مليون شخص عسكري ومدني بين شهيد ومعوق وجريح وتدمير أغلب المنشآت الحيوية للطرفين كل ذلك من أجل ماذا؟ (عيون جابر الاحمد الصباح)!!!
الدوافع لإحتلال الكويت
في 4 تموز 1988 قام (وزير الداخلية سمير الشيخلي) بتكليف المستشار العسكري للوزارة (المقدم غازي خضر الياس) بمهمة وهي زيارة كافة المخافر الحدودية المقابلة لسوريا والاردن والسعودية والكويت، لتقديم تقرير مُفصّل عن إحتياجات هذهِ المخافر مع تقرير إستخباري مصوّر ومـُــفصّل عن متغيرات الوضع الحدودي. في 20 تموز 1988 عادَ المستشار العسكري من مهمتهِ وقدم تقريريه للوزير، وكانت المفاجئة الكبرى على الحدود الكويتية، حيثُ تم تقديم صور فوتوغرافية توضّح قيام الجانب الكويتي بإنشاء ساتر ترابي بإرتفاع 4 أمتار ما بين (أم قصر) مرورا (بجبل سنام) وغربا بمسافة 40 كم تقريبا وأنشأؤا 9 آبار نفطية مائلة خلف الساتر لسرقة وسحب النفط من بحيرة (الرميلة الجنوبية العراقية)، مع إكمال بناء مخفر (أم نكا) الذي تم الاتفاق على عدم إكمال بنائه عام 1973 لكونهِ في الارض العراقية وتم رفع العلم الكويتي عليهِ ويشغلهُ عدداً من شرطة الحدود الكويتية، وقدّمَ المستشار أيضا بعض المعلومات التي تـُشير الى "إيقاف الكويت تصدير النفط من آبارها في الجنوب من حقول البرقان والمناقيش وأم قدير وعريفجان وأم حجول والوفرة"، للإحتفاظ بنفطهم كخزين إستراتيجي بعيد المدى وإعتماد دويلتهم على واردات النفط العراقي (((المسروق من الرميلة))) منذُ عام 1982 ولحد الآن ولا زالوا مستمرين بذلك لكون تدفق النفط في الرميلة العراقية سيستمر إلى ما بعد عام 2085 (!!!)
في 22 تموز 1988، رفعت وزارة الداخلية تقريرا إلى (الرئيس صدام حسين) مُعزّزا بالصور وشفافات الخرائط يوضح ما قامت به الكويت، ولغرض الحد من زحفهم اقترحت الوزارة إستحداث 7 مخافر حدودية مؤقتة بمحاذات الساتر الكويتي للحد من زحفهم مع نقل فوج مشاة من اللواء الاول حدود المكلف بمسك الحدود السورية في قاطع نينوى إلى حدود البصرة لإشغال المخافر المؤقتة وإسكانهم بالخيم والكرفانات مقابل الساتر الترابي الكويتي، وبعد يومين فقط في 24 تموز 1988 حصلت موافقة (الرئيس صدام حسين) على تنفيذ ذلك فورا وحسب الاحداثيات المُقترحة وبعد ثلاثة أيام فقط اي في 27 تموز 1988 تم تنفيذ الامر وشُكلت المخافر الوقتية في إحداثياتها وأُشغلت من قبل جنود الحدود ونُسّبَ (العقيد الحقوقي هادي حميد الشمري) مديرا لحدود البصرة. وفي صباح 31 تموز 1988 حضرَ وزير خارجية الكويت (الشيخ صباح الاحمد أمير الكويت الحالي) الى بغداد، وقابل (الرئيس صدام حسين) بحضور (وزير الخارجية الاستاذ طارق عزيز)، وعرضَ شكواه حول "قيام الداخلية العراقية ومستشارها العسكري بإستحداث مخافر عراقية داخل الاراضي الكويتية" !!!!! فضحكَ (الرئيس صدام حسين) بإستهزاء بسبب كذبهِ ونذالتهِ وأمر بإجراء لقاء في نفس اليوم بين (صباح الاحمد) ومرافقيه وهم كل من: (العميد محمود القبندي) و(العقيد فالح الحميدي) وبين (وزير الداخلية سمير الشيخلي) ومستشاره العسكري (المقدم غازي خضر الياس) وبحضور (وزير الخارجية الأستاذ طارق عزيز)، في مساء 31 تموز 1988 حصل أللقاء .. فبعد الترحيب والمديح المتبادل بين الوزراء دخلَ الجميع بالموضوع ودارَ الحديث كما يلي:
صباح الاحمد : يوبه أبو سمرة هذا هذا مستشارك العسكري جاب كرفانات وخيم وجنود وحطهم داخل أراضي الكويت !! تقبل؟
سمير الشيخلي: أرجوك إترك هسه مستشاري العسكري، وأسألك سؤال وأريدك تجاوبني بكل صراحة وصدق؟
صباح الأحمد: تفضل!
سمير الشيخلي : في عام 1973 ألم يتم الاتفاق والتوقيع من قبل (الشيخ سعد العبد الله) و (السيد عزت الدوري) حول عدم قيامكم بإكمال بناء مخفر (أم نكا)؟
صباح الاحمد : نعم تم التوقيع على ذلك لكونه في الاراضي العراقية، ولا زالت أساساته فقط!
سمير الشيخلي : إذا لماذا ألآن أكملتم بنائه ورفعتم عليه علمكم ويشغله عدد من شرطة الحدود؟
صباح الاحمد : الذي قال لك أن المخفر تم بناؤه ومشغول فهو يكذب عليك!!! حينها ، تغيرت ملامح (وزير الداخلية سمير الشيخلي) وتغيرت بشرة وجههِ من الاسمر الغامق إلى الأحمر القاني وبدى الشرار يخرج من عينيهِ كألأسد الجامح الذي يروم إفتراس ثعلب مكار وكاد أن يقفز عليه. إلا أنه إستغفر ربه وأجاب على صلافة (صباح الاحمد):
سمير الشيخلي : لم يـُخلق بعد الذي يكذب على سمير الشيخلي، بأم عيناي رأيت المخفر والعلم مرفوع عليه وألله يفقسهما إن كان كلامي هذا كذبا؟
فتمالك صباح الاحمد نفسهُ من الرهبة والخوف من صراخ (وزير الداخلية سمير الشيخلي) بوجهه وتعدّل على كرسيه لكونهِ إنحرف في جلوسه للحظات وقال بصوت خافت كالجبناء الرعاديد
صباح الاحمد : لا يوبه سلامة عيونك أخووي وسوف أتاكد من ذلك، وسوف أهدم المخفر بهاي إيدي بس لا تزعل علينه؟
ثم تدارك خوفهُ وجبنهُ ودعى ضباطهِ بعرض خارطتهم لبيان "التجاوز المزعوم" الذي حصل على حدودهم!! فنهضَ الجميع ووقفوا حول منضدة مستديرة تتوسط غرفة الإجتماع، فبسطَ (العميد محمود القبندي) الخارطة وقال للمستشار العسكري لوزارة الداخلية العراقية (المقدم غازي خضر الياس):
أليست هذهِ الرموز المؤشرة على الاحداثيات هي مخافركم الجديدة؟
فدققها المستشار العسكري لوزارة الداخلية العراقية بنظرة سريعة ولاحظ رسم خط الدوريات المشترك شمالها!! فما كان منه إلا أن أخرجَ قلم تأشير أحمر اللون من ذراعهِ الايسر وقال:
نعم إن جميع الإحداثيات صحيحة، إلا أن خط الدوريات المشترك خطأ
وبدأ يرسم خط الدوريات الصحيح بقلمه الاحمر الذي يبدأ من ساحل الخليج في منطقة كاظمة مرورا بالمطلاع وغربا بإتجاه منطقة الأبرق وقالَ وهو يرسم الخط: هذا هو خط الدوريات المشترك أيام الزعيم عبد الكريم قاسم! فثارت حفيظة صباح الاحمد عند سماعه إسم ألزعيم، وبرعونة وحقد ضربَ بكفهِ وبقوة الخارطة والمنضدة وأفزع جميع الواقفين وقال:
لا إتجيب إسم هذا المنبوش!!
فما كان من المستشار العسكري لوزارة الداخلية العراقية سوى أن أجابه فورا:
ألله يرحمة كان رئيسنا
ثم أدار (صباح الاحمق) ظهره للواقفين وتوجه إلى مقعده وهو يقول :
أنا لا أستطيع أن أتفاهم معكم!
ثم وجه كلامه إلى (وزير الداخلية سمير الشيخلي) بعد أن جلس الجميع وقال :
إني أدعوك يا أستاذ سمير بالحضور إلى الكويت للتباحث مع وزير الداخلية (الشيخ سالم صباح السالم) لكون المشكلة من إختصاصهِ
في 1 آب 1988 رفع (وزير الداخلية سمير الشيخلي) تقريرا إلى (الرئيس صدام حسين) يتضمن ما جرى في اللقاء من حديث ونقاش وملابسات وبالتفصيل الممل. في 4 آب 1988 حصلت موافقة (الرئيس صدام حسين) على قيام وزير الداخلية بزيارة الكويت مع لجنة عليا إختصاصية لإفهام حكومتهم بضخامة تجاوزاتهم على الاراضي العراقية وسرقتهم لنفط الشعب العراقي من حقول الرميلة الجنوبية، وعلى أن تضم أللجنة كل من
1 |
الأستاذ محمد الحديثي |
المستشار القانوني لوزارة الداخلية |
2 |
العميد طارق عبد لفتة |
مدير مكتب وزير الداخلية |
3 |
العقيد الحقوقي هادي حميد الشمري |
مدير حدود ألبصرة |
4 |
المقدم غازي خضر ألياس |
المستشار العسكري لوزارة الداخلية |
في 6 آب 1988 وصل الوفد إلى الكويت وجرت في نفس اليوم زيارة بروتوكولية إلى أميرها (جابر الاحمد) وولي العهد (سعد العبد الله) ولم يتطرق الوفد معهم بالحديث في أي موضوع، وفي المساء كانت هناك دعوة عشاء في دار ومضيف (وزير الداخلية الكويتي سالم صباح السالم) وحضر مع الوفد العراقي سعادة (السفير العراقي الاستاذ عاصم يعقوب) والقنصل (الاستاذ محمود الدفاعي)، ومن الجانب الكويتي 4 من وزرائهم وعدد من مسؤولي دويلتهم مع العديد من قادة وزارة الداخلية في 7 آب 1988 بدأ الإجتماع من الساعة العاشرة صباحا وحتى التاسعة مساءاً تخللها فترات إستراحة لتناول الطعام ومن أهم ما تمخض عنه الإجتماع هو: العناد والكذب والدجل والمكر و التهرّب من الاجابة والتمويه!!
ومنها عندما قال (سمير الشيخلي): إن احداثيات خط الدوريات المشترك التي أشّرها المستشار العسكري الآن على الخارطة لا تصدقون بها، فأقترح مفاتحة الجامعة العربية لتزويدنا بها من أرشيف وزارات الدفاع في مصر والسعودية والاردن وتونس والسودان، لكونهم تعايشوا في المنطقة وأخرجوا دورياتهم لأكثر من سنتين!
فأجابه (سالم صباح السالم): يا أخي سمير نحن نستطيع أن ندفع لرئيس الجامعة العربية والدول العربية التي ذكرتها 30 مليون دينار كويتي لكل منهم كهدية ليقدموا لنا إحداثيات الخط بالقرب من مدينة البصرة! وضحك بصوت عالي وهستيري. [وكان يقصد طبعاً الرشوة التي دفعت لثوار 1963 بعد قتلهم الزعيم عبد الكريم قاسم].
سمير الشيخلي : طيب نذكركم بحادثة لا تنسى وهي عندما إستطاع جندي عراقي بمفرده وببندقيته ألسيمنوف أن يأسر دورية بريطانية تستقل عجلة مدرعة نوع صلاح الدين مع طاقمها المكون من 6 جنود قرب المطلاع وداخل الاراضي العراقية وإحداثيات مكان الأسر مثبت لدينا ولدى أرشيف وزارتي الدفاع والخارجية البريطانية!
سالم صباح السالم : صحيح وأتذكرها ولا ننسى بطولات الجيش العراقي في حروب التحرير في فلسطين ومنعوا سقوط دمشق عام 1973 وهم ألآن حماة البوابة الشرقية للوطن العربي ويحاربون ويضحون بأرواحهم لحماية دول الخليج ووو. [وتهرب من الجواب على إحداثيات مكان أسر الجنود البريطانيين]!!
هنا تحدث المستشار العسكري لوزارة الداخلية العراقية
المستشار العسكري : معالي الوزير الكويت إعترفت بوثائق رسمية وإعلامية وبتصريحات كبار مسؤوليها منذ عام 1961 ولحد الآن بأن (الزعيم عبد الكريم قاسم) قام بتحشيد الجيش العراقي على تلول المطلاع وينوي إحتلال الكويت وجعلها قضاء تابع للواء البصرة ... ولم يُتهم الزعيم من قبلكم أو من قبل أية جهة بأنه دخل في ألأراضي الكويتية ولو مترا واحدا!!!! أي أن الحدود العراقية الكويتية كانت عام 1961 في المطلاع !!! فكيف وصلت الآن إلى شمال المطلاع بـــــــ90 كم؟؟ لم يستطع (سالم صباح السالم) من الرد على هذا السؤال المُقنع والمُحرج وتغيرت ملامح وجههِ وتلافى الموقف بنهوضه وتوجيه الدعوة للجميع لتناول طعام الغداء
في 8 آب 1988 قام الوفد العراقي بجولة إستطلاع مع الوزير الكويتي ومجموعة كبيرة من قادة ومسؤولي وزارته ما بين أم قصر والعبدلي.. وكانت مهزلة المهازل لما تضمنتها من أكاذيب ودجل وخبث ومراوغة وحقد وإمتناعه وبعصبية من التقرّب من الآبار التي تـُشاهد وهي طبعا الآبار النفطية المائلة التي تسرق نفط الرميلة الجنوبي ، وأدعى إنها آبار مياه إرتوازية!!! حينها قام (وزير الداخلية سمير الشيخلي) بنعتهِ بكلمات مسموعة لا نستطيع من ذكرها للقراء ولكنها تــُقال في باب الشيخ والفضل عند فقدان الاعصاب!
المقترح التاريخي القانوني الشرعي الصحيح
يوم 9 آب 1988 عاد الوفد إلى بغداد وتم إعداد تقريرا مفصلاً للـ(الرئيس صدام حسين) عما جرى وبالتفصيل ويوضح تعنّد الجانب الكويتي بالإعتراف بتجاوزاتهم المستمرة على الأراضي العراقية وسرقة نفطه من الرميلة الجنوبي وعدم جدوى ألإجتماعات الدبلوماسية أوالإختصاصية معهم ، وفي نهاية التقرير كان المقترح الآتي: ألأراضي العراقية المتجاوز عليها ما بين المطلاع وسفوان يجب أن تسترجع بالقوة العسكرية ... أو ما يراه سيادتكم يوم 20 آب 1988 وجه (الرئيس صدام حسين) شكرهُ وتقديرهُ لرئيس الوفد وأعضاء للجنة على ما قاموا به وقرر تأييد الرأي المقترح والترّيث في الوقت الحاضر
في كانون الأول 1988 طالبت الكويت بتسديد كافة ديونها جراء دعمها للمعركة!! مما أثار هذا الطلب حفيظة (الرئيس صدام حسين) لكونهُ يعلم أن نصف ميزانية الكويت هي من واردات النفط المسروق من بحيرة الرميلة العراقية. في حزيران 1990 حشّد (الرئيس صدام حسين) بعض الوحدات المدرعة والآلية من قوات الحرس الجمهوري ما بين أم قصر وجبل سنام لغرض طرد الكويتيين من الأراضي العراقية وإبعادهم إلى حدودهم في المطلاع، وهذا طبعاً كان رأي اللجنة التي زارت الكويت في عام 1988، في 25 تموز 1990، قابلت السفيرة الامريكية بالعراق (أبريل كريسبي) (الرئيس صدام حسين) وأبلغها: [بأن العراقيين قرروا أن يبعدوا أولاد عمّهم الكويتيين إلى حدودهم ألأصلية في المطلاع لتجاوزاتهم المتكررة ولسرقتهم نفط الشعب العراقي]!!!! فلم تـُبدي السفيرة أي إعتراض وقالت: [إنه حقكم القانوني وهم عرب إخوانكم و ليس لنا دخل في مثل هذا الموضوع]
القرار التاريخي الخاطئ
في 31 تموز 1990 فشل ألإجتماع الثلاثي في المملكة العربية السعودية وكان الوفد العراقي برئاسة نائب رئيس مجلس قيادة الثورة (عزت الدوري) والكويتي برئاسة ولي العهد الكويتي (سعد العبد الله)، حيثُ قامَ (سعد العبد الله) بشتم وإهانة النساء العراقيات بعد المُشادة الكلامية بينه وبين (عزت الدوري)، عاد الوفد في نفس اليوم وإجتمع مع (الرئيس صدام حسين) وأبلغوه بما قاله (سعد العبد الله) مما أثار أعصاب وحفيظة (الرئيس صدام حسين)، وفي نفس اليوم إجتمع الرئيس مع ضباط الدمج من أبناء تكريت وهم كل من (الفريق أول الركن عزت الدوري) بمنصب نائب القائد العام للقوات المسلحة و(الفريق الركن علي حسن المجيد) و(الفريق الركن حسين كامل) و(الفريق قصي صدام حسين) قائد الحرس الجمهوري، فزادوا الطين بلة وأبدوا إستعداد الحرس الجمهوري المتواجد على الحدود من إحتلال كل الكويت بدلاً من الوصول فقط إلى خط الدوريات المشترك في المطلاع والذي وافقت عليه الحكومة الامريكية بلسان سفيرتها.
إن هذه هي الحقيقة الصادقة، وكان علينا نشرها حيثُ لم تكن هنالك أية جهه دولية ورّطت (الرئيس صدام حسين) بدخول وإحتلال الكويت كما يكررها المحللين السياسيين وغيرهم لكون (الرئيس صدام حسين) في تلك الفترة كان بطلاً قومياً ودولياً بعد نهاية الحرب مع إيران ، ومن غير الممكن إقناعه بذلك ومن أية جهه دولية مهما كانت نحن نُحمّل المسؤولية الكبرى في إتخاذ قرار إحتلال الكويت على عاتق (سعد العبد الله) أولاً لرعونته في الإجتماع وعلى (عزت الدوري) وجماعته لتفاهتهم وجهلهم بالامور العسكرية والدبلوماسية والإعراف الدولية ثانياً وعلى (الرئيس صدام حسين) لكونهِ إعتمدَ على أقربائهِ فقط وإتخذ قراراً خطيراً وهو في حالة عصبية ثالثاً !!!!!
وأخيرا نودُ أن نطمئن الشعب العراقي بأن جميع الوثائق والإتفاقات والمحاضر والخرائط وغيرها المتعلقة بالكويت محفوظة الآن في مكان أمين ومصّور في مكان آخر، حيثُ قام إثنان من أبطال وزارة الداخلية السابقين بنقلها خارج الوزارة بعد يوم 10 نيسان 2003 وقبلَ دقائق من وصول الامريكان مع أدلائِهم من ضباط المخابرات الكويتية إليها لغرض حرقها وإتلاف محتواها ونقول لحكومة الكويت .. أسرعوا في إنشاء ميناء مبارك وجهزوهُ بأحدث المعدات والمكائن والرافعات، لكونهِ في أراضينا ويُمول من واردات نفطنا من الرميلة وسيؤول للعراقيين، ونعاهدكم بأننا سوفَ نبقي على إسمه (مبارك) ولكننا سوف نُــضيف قبلهُ كلمة (رمضان) ليصبح إسمه الكامل ... (((ميناء رمضان مبارك العراقي)))
لقد ولدَ القائد العراقي الشهم وسوف يقودُ الوطن عاجلاً أم آجلاً ولن يحتاج إلى تسليح الجيش العراقي بأسلحة متطورة لاستخدامها ضدكم، بل سوفَ يسمح لعشائر الجنوب في البصرة والناصرية وميسان أن يتقدموا سيراً على الاقدام لدحر فلولكم التي تحتل الاراضي العراقية وإرجاعكم إلى حدودكم في المطلاع ، مستخدمين أسلحتهم الشخصية والصيدية فقط والخاصة بصيد الثعالب والارانب لكونكم مكارين وغدارين كالثعالب وجبناء كالارانب
نحن ألآن بإنتظار القائد الشهم ليقول لنا .... هاااا خوتي هاااا عليهم
وإن غدا لناظره لقريب ......... ومن ألله التوفيق