على إثر الأقوال التي وردت على لسان الفنان حسن مضياف في استجواب صحفي أجرته معه جريدة الخبر المنشور بعدد 378 بتاريخ 23 غشت 2012، والذي صرح فيه بعدد من الآراء والمواقف تمس النقابات الفنية والتعاضدية الوطنية للفنانين وقياداتها، فإن النقابة المغربية لمحترفي المسرح، إذ تعتبر أن التصريحات الواردة في هذا الاستجواب تنطوي على الكثير من الادعاءات والمغالطات والاتهامات الكاذبة، فإنها تتقدم للرأي العام الوطني عموما ولمكونات المشهد الفني خصوصا بالتوضيحات التالية:
أولا: لقد كانت النقابة المغربية لمحترفي المسرح أول من بادر إلى مساندة الفنان حسن مضياف في محنته الصحية، وواكبته أجهزة النقابة بواسطة أعضاء مكلفين من المكتب الوطني والفرع الجهوي للرباط والفرع الجهوي للدار البيضاء وعدد من الفنانين المنخرطين بالفرعين المذكورين، الذين تتبعوا جميعا حالته الصحية لحظة بلحظة، ابتداء من التنسيق مع إدارة التعاضدية الوطنية للفنانين مرورا بالتنسيق مع المصالح الطبية للمستشفى العسكري بالرباط إلى أن غادر المستشفى معافى.
ثانيا: بطلب من النقابة المغربية لمحترفي المسرح تفضلت التعاضدية الوطنية للفنانين مشكورة بقبول تحمل تكاليف علاجه بالمستشفى العسكري بالرباط رغم أنه لم يكن منخرطا بها. وبعد تسوية انخراطه، تم تسريع الوثيرة الإدارية والمسطرية لنقل الفنان على وجه السرعة للمستشفى وتتبع حالته يوما بيوم.
ثالثا: نظم رئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح، خلال شهر رمضان المبارك، بمنزله بمدينة سلا، فطورا احتفائيا بالفنان مضياف، بغرض مواساته وإشراكه الأجواء الرمضانية وإخراجه من رتابة المستشفى، ونظم فطور احتفائي آخر بمبادرة من الفنان عبد الكبير الركاكنة، عضو المكتب الوطني للنقابة، بمنزله رفقة عائلته وبحضور فنانين من الدار البيضاء وسلا والرباط، وذلك في إطار من المؤازرة الأخوية والتضامن الإنساني والمهني.
رابعا: بعد مغادرته المستشفى، فوجئت النقابة المغربية لمحترفي المسرح، ومعها الأوساط الفنية، بحملة تواصلية واسعة النطاق تستهدف تعبئة تبرعات مالية لتسديد عملية جراحية من المفترض أن يجريها الفنان مضياف، وهي عملية لم تكن في علم لا النقابة ولا التعاضدية.. وهنا يحق لنا أن نتساءل عمن يقف وراء هذه الحملة المنظمة، ومن له المصلحة في الإساءة إلى صورة الفنان والالتجاء إلى الخلط المفتعل والممنهج بين وضعه الصحي ووضعه الاجتماعي؟ كما يحق لنا أن نتساءل ما الداعي إلى هذا المسعى في الوقت الذي يحق للفنان حسن مضياف أن يعرض ملفه الطبي من جديد على التعاضدية الوطنية للفنانين؟
خامسا: بعد تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بإضفاء رعايته السامية على الفنان حسن مضياف والتكفل شخصيا بمصاريف علاجه، اعتبرنا في النقابة المغربية لمحترفي المسرح، على عادتنا، أن الأمر أصبح محسوما وأن الوضع الصحي لفناننا لم يعد في حاجة إلى المزيد من التدخلات ولا إلى متدخلين آخرين احتراما للمبادرة الملكية السامية التي نعتبرها فوق كل المبادرات، ليس لقيمتها المادية فحسب، بل لما تكتسيه أيضا من طابع التشريف وحسن الاعتبار للفنان المغربي عموما. وبهذه المناسبة، وإذ نتمنى الشفاء العاجل لزميلنا الفنان حسن مضياف، تتشرف النقابة المغربية لمحترفي المسرح أن تتقدم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بأصدق عبارات الشكر والامتنان المشفوعة بعميق التقدير والاحترام على تفضله برعاية زميلنا الفنان حسن مضياف وعلى كل ما يسديه من حسن العناية للفنانين والمبدعين المغاربة.
سادسا: بعد دخول فناننا حسن مضياف إلى المرحلة الثانية من العلاج بإحدى مصحات الدار البيضاء، تحت الرعاية الملكية السامية، انقلب خطابه رأسا على عقب، وصار فجأة يكيل اتهامات خطيرة للنقابات الفنية والتعاضدية وقياداتها، في الوقت الذي كان، قبل ذلك بأيام قليلة، يعترف بخدماتها ويشكرها ويثني على قياداتها في عدد من التصريحات الصحفية. الشيء الذي لم تنتبه له، مع الأسف، بعض وسائل الإعلام التي تعاطت مع الوضع الصحي لزميلنا بنوع من الإثارة المجانية.
وفي هذا السياق، ولأن تصريحات الفنان مضياف تشكل خطورة وتشويشا على كل ما تقوم به النقابات الفنية ببلادنا، وعلى رأسها النقابة المغربية لمحترفي المسرح، نعتبر أن كل ما قاله حسن مضياف في حق نقيبنا السابق الأستاذ الحسن النفالي، ونقيبنا الأسبق الأستاذ محمد قاوتي، كلام مرفوض ومدان جملة وتفصيلا، مهما كانت المبررات صحية أو اجتماعية أو حتى نفسية، لأنه لا يخدم في نهاية المطاف سوى مصلحة بعض الجهات التي تسعى جاهدة إلى زرع بدور عدم الثقة بين المنظمات النقابية وعموم الفنانين لتعطيل مطالبها وإضعاف قوتها التفاوضية.. وإننا إذ ننزه مناضلينا في القيادات السابقة والحالية من كل الاتهامات المغرضة التي فاه بها مضياف، نطالب الدوائر المسؤولة بفتح تحقيق في موضوع هذه الاتهامات، والأهداف من وراء هذه الهجومات على العمل النقابي الجاد والتي قد تأتي كغطاء لتبرير بعض السلوكات المتسرعة والحاطة من كرامة الفنان التي يقوم بها البعض على حساب البعض لمصلحة ما. ومن جهتنا فإننا في النقابة المغربية لمحترفي المسرح نحتفظ بحقنا في اللجوء إلى العدالة والقانون لإنصاف أجهزتنا ومناضلينا وقياديينا، ولفضح من يتستر وراء ضعف الناس لقضاء مصالحه الخاصة وكل من يسعى لإضعاف القوة التفاوضية للنقابة بإشاعة الاتهامات غير المسؤولة والمضرة بمصالح الفنانين وصورتهم أمام الرأي العام الوطني.
بناء على ما سبق، ومن أجل الانفتاح الجدي على الآفاق، تضعنا، اليوم، الحالة المزرية للفنان حسن مضياف، والتي أصبحت معروفة لدى الرأي العام، وحالات شبيهة لكنها غير معلومة، أمام السؤال الحقيقي والعميق والموجع، وهو السؤال المتعلق أساسا بالوضع الاجتماعي للفنان المغربي.
فإذا كان الفنانون والمبدعون المغاربة، بتضامنهم ومسعاهم الجماعي، قد حققوا مكتسبا تاريخيا بتأسيس التعاضدية الوطنية للفنانين التي تتكفل بالتغطية الصحية لسائر منخرطيها؛ فإن تأسيس هيئة تتكفل بالأعمال والمصالح الاجتماعية للفنانين أصبح أمرا ملحا واستعجاليا، هيئة تنكب على مقاربة ومعالجة القضايا الاجتماعية للفنانين بشكل جدي وتضامني وبدعم من الدولة بعيدا عن كل الأشكال التي تسيئ لكرامة الفنان وتخدش صورته أمام جمهوره، لأن صورة الفنان وكرامته هما رأسماله الحقيقي.