يأتي هذا اللقاء بعد الثورات والحراك الاجتماعي والسياسي الذين شهدتهما المنطقة المغاربية والمشرقية في 2011، للمطالبة بالديمقراطية، والكرامة، والحرية، والعدالة الاجتماعية والمساواة.
ومن نتائج هذه الثورات والحراك وصول الحركات الإسلامية والمحافظة للسلطة عبر الانتخابات، إلا أن هذه القوى المحافظة انقلبت على مطالب الثورات والحراك الشعبي، مستغلة المرحلة الانتقالية وهشاشة البنيات المؤسساتية في بعض بلدان الحراك، لتحاول إقامة أنظمة تيوقراطية تنتهك الحريات، وتتعارض مع مطالب الثورات والحراك الشعبي المتجسدة في إقامة أنظمة ديمقراطية تحترم الحريات الجماعية والفردية، وحقوق الإنسان ببعدها الكوني والشمولي، كما عملت تيارات الإسلام السياسي التي وصلت إلى الحكم على إقصاء كل الآراء المخالفة تحت مبرر الشرعية الانتخابية.
يضاف لهذا تصاعد الخطابات التكفيرية، والعنصرية، ومحاولات تنميط الفكر وانتهاك الحق في حرية الاعتقاد، وغياب الأمن والاستقرار في بعض دول الحراك، مما جعل من طبيعة الدولة التي نريد في منطقة المغرب/مشرق والتي يجب أن تضمن لجميع المواطنات والمواطنين الحقوق والحريات، بغض النظر عن الدين أو الجنس أو اللون أو العرق، مركز قضية مركزية في النقاشات واللقاءات.
واعتبر العديد من التيارات باختلاف مرجعيتها الفكرية والسياسية أن الدولة المدنية تشكل جوابا منطقيا باعتبارها الضامن للتعدد والتنوع الفكري،والثقافي، والديني واللغوي والعرقي، إلا أن مفهوم الدولة المدنية أخضع لقراءات وأعطي مضامين مختلفة باختلاف المرجعيات والخلفيات، بل إن بعض التصورات للدولة المدنية وصل الاختلاف بينها حول المفهوم حد التناقض.
لدى و من اجل الوقوف على مفهوم الدولة المدنية، وأسسها الفلسفية، و طبيعة المؤسسات، والقوانين الناظمة للدولة المدنية، وتوفير فضاءات للحوار وتبادل الخبرات حول الموضوع، من اجل إعداد دليل للدولة المدنية من منظور الشباب.
وفي هذا الاطار نظمت الحركة الشبابية لمنتدى بدائل المغرب لقاءات محلية، وجهوية ووطنية للفاعلين الجمعويين الشباب والمفكرين والباحثين،
حيث نظمت هذه اللقاءات تحت شعار"الدولة المدنية بين الخطاب السياسي والحقوقي، أية رؤية للشباب". بكل من مراكش وزاكورة والناظور. وقد عرفت هذه اللقاءات مشاركة حوالي 500 شاب وشابة تبادلوا الآراء حول الدولة المدنية و أية دولة نريد بمنطقتنا.
ولتقديم حصيلة هذه اللقاءات وإغناء خلاصاتها تنظم الحركة الشبابية لقاءا وطنيا حول الدولة المدنية وب"كلوب ياسمين"بالهرهورة يومي 28 و29 دجنبر 2013 تحت شعار: " الدولة المدنية بين الخطاب السياسي والخطاب الحقوقي" بمشاركة مجموعة من الباحثين والفاعلين السياسيين والحقوقيين.
وستتمحورأشغال اللقاء حول:
- الدولة المدنية بين الخطاب الحقوقي والسياسي
- جدلية الدين والسياسة وإشكالية الدولة المدنية
- الحراك الاجتماعي وراهنية الدولة المدنية
- الربيع الديمقراطي وإشكالية الدولة المدنية.
سينطلق اللقاء يوم السبت 28 دجنبر 2013 على الساعة التاسعة صباحا بفندق "كلوب ياسمين بالهرهورة" وفقا للبرنامج رفقته.