"اللطائف المصورة" في ذاكرة مصر المعاصرة

الإسكندرية في 18 ديسمبرصرح الدكتور خالد عزب؛ رئيس قطاع المشروعات المركزية بمكتبة الإسكندرية، أنه في إطار توثيق مكتبة الإسكندرية لتاريخ مصر الحديث والمعاصر، من خلال مشروعها الرائد ذاكرة مصر المعاصرة  modernegypt.bibalex.org على شبكة الانترنت، فقد انتهى فريق الذاكرة من توثيق وأرشفة ما يزيد عن المائة عدد من الأعداد النادرة لمجلة "اللطائف المصورة" المصرية وإتاحتها على موقع ذاكرة مصر.

ويمكن الاطلاع على المجلة من خلال الدخول على الموقع والبحث عن كلمة "اللطائف المصورة"،  ومن هذه الأعداد العدد 99 الصادر بتاريخ 1 يناير سنة 1917، والعدد 100 الصادر بتاريخ 8 يناير سنة 1917، والعدد 101 الصادر بتاريخ 15 يناير سنة 1917، والعدد 102 الصادر بتاريخ 22 يناير سنة 1917.

ويضيف عزب أن اللطائف المصورة كانت من أوائل المجلات المصورة في مصر وكان لها طابع فكاهي تاريخي منذ أسسها إسكندر مكاريوس عام 1915، وكانت تعنى بمشاهير رجال العالم والأحداث الجارية آنذاك.

ويؤكد عزب أن اللطائف تعد من أهم مصادر التاريخ التي وثقت لتاريخ مصر خلال الفترة التي صدرت فيها،  وهي بحق اسم على مسمى، فهي لطائف ومصورة، وفي حينها كانت الصورة المطبوعة حدثا فريدا يشكل ثورة في عالم الطباعة والتصوير، مدون عليها: مجلة "اللطائف المصورة" مجلة أدبية فكاهية علمية تاريخية، تنشر أخبار الحوادث الجارية ومشاهير رجال العالم، مركز إدارتها بباب اللوق في القاهرة بلصق محطة حلوان، نمرة التليفون 818 بستان.

وكانت المجلة تطبع 17 ألف نسخة كل أسبوع، وبعد عام 1929 صارت تطبع بالألوان وظهرت بحلة زاهية، وكان ثمن الاشتراك عن سنة هو 50 قرشا ولا تقبل الاشتراك عن مدة أقل من سنة شرط ان يكون الدفع مسبقا.

ويضيف عزب ان المجلة كانت تنشر رسوما تحاكي الواقع وأخرى كاريكاتيرية، لكنها اعتمدت على رسوم تظهر في الصحف الأوروبية يتم ترجمتها الى شروح بالعربية وكانت رسوماتها معبرة عن قضايا سياسية واجتماعية بخطوط واثقة وتعبيرات جادة.

ومن المعلومات التي لا يعرفها الكثير أن الفنان عبد السلام النابلسي عندما جاء إلى القاهرة عمل بالصحافة الفنية والأدبية في أكثر من مجلة كان منها اللطائف المصورة وكان يذيل كتاباته باسم ممثل.

وقد ظهرت هذه المجلة في خضم أحداث الحرب العالمية الأولى ولذا نجدها ظلت طوال سنوات الحرب تركز على نشر صور من ميادين القتال في مصر وأوروبا ودول الشرق مثل العراق وسوريا وغيرها من البلدان التي دارت على أرضها المعارك.

ويستشعر المطالع لهذه المجلة زيادة تركيزها على القضايا الخارجية لاسيما في التغطيات المصورة، وفي حالة تناولها لأحداث داخلية فكانت تتعلق غالباً بزيارات الملك والحاشية وجولاتهم وزيارات رئيس الحكومة للمنشآت والمصالح المختلفة داخل البلاد.

ومنذ العدد الأول ظلت مجلة اللطائف المصورة تصدر يوم الاثنين من كل أسبوع حتى توقف عن الصدور، وقد استمرت في الصدور بضع عشرة سنة، بدأت اللطائف في الصدور في 14 صفحة انخفضت أحياناً إلى 12 صفحة. وكانت المجلة تعتذر لقرائها على تخفيض عدد الصفحات كما في العدد 102 الذي قدمت فيه المجلة اعتذارها للقراء عن صدور هذا العدد في 12 بدلاً من 14 صفحة على أنه كان أمراً اضطرارياً، وتطورت المجلة وازداد عدد صفحاتها حتى بلغ 32 صفحة عام 1927.