موسى حوامدة يحيي أمسيتين شعريتين في تركيا
بدعوة من اتحاد الكتاب الاتراك أحيا الشاعر موسى حوامدة الأسبوع الماضي، أمسيتين شعريتين في مدينتي أنطاكيا وهاربيا التركية، الأمسية الأولى التي قدمه فيها الكاتب التركي محمد قراصو رئيس اتحاد الكتاب في انطاكيا ومسؤول العلاقات الخارجية في اتحاد الكتاب الاتراك في انطاكية حيث بدأ اللقاء بحوار مفتوح شارك فيه عدد من الكتاب الاتراك تحدث فيه موسى حوامدة عن قريته الفلسطينية التي دمرت أمام عينيه عام 1966 منذ كان في السادسة من عمره إلى وفاة والديه في تلك البلدة عام 2003 دون ان يتمكن من رؤيتهما وتوديعهما. كان الشعور بالعجز هو السبب الذي جعلني أفر إلى التخيل والخيال وقراءة قصص ألف ليلة وليلة لأتحرر من عجز الجسد وإطلاق المخيلة لإعادة بناء البلدة التي هدمت، واستلاب مسقط الرأس الذي صار من الصعب الوصول إليه، ولعل هذا كان بداية الشرارة للكتابة ولعلها مقاومة من نوع ما للإحتلال الاسرائيلي. لكن ذلك لم يمنع صاحب أسفار موسى العهد الاخير التي ترجم الشاعر التركي متين فندقجي عدة قصائد منها للتركية من الانتقال من محاولة بناء بلدته المهدمة بالكلمات إلى اعادة بناء العالم من جديد حيث كتب (سلالتي الريح عنواني المطر) مستعينا بموروث انساني كبير لم يجعله الاحتلال والظلم الذي يعاني منه وشعبه من النظر للعالم نظرة إنسانية شاملة بلا تمييز. وقرأ موسى حوامدة عددا من قصائده من مجموعته الأخيرة سلالتي الريح، وحين قرأ قصيدته لأبيه ( للخديعة طعم الأبوة) علق احد الكتاب الاتراك بعد الترجمة بالقول نحن نفهم من القصيدة أنها رثاء للأب وللوطن أيضا وان حاول الشاعر الهروب من السياسة، والوطن لكنه يحمله في قلبه وشعره. وقد حضر الامسية التي استمرت ساعتين عدد من الادباء الاتراك الذين تبدى اهتمامهم الكبير ومعرفتهم الدقيقة لكل تفاصيل المعاناة الفلسطينية وللشعراء الفلسطينيين، وحين سئل موسى حوامدة عن التمرد على الآباء وإن كان يؤمن بالقطيعة مع الشعراء الفلسطينيين الذين سبقوه قال إنه يعترف بفضل الشعر الفلسطيني عليه وبدوره النضالي في حفظ الهوية الفلسطينة وانه لا يؤمن بنظرية قتل الأب في الأدب. وقال نحن لسنا امة فمنذ أقل من مئة سنة فقط بدأ يظهر أدب فلسطيني وقبل النكبة الفلسطينية لم يكن لدينا شعراء وكتاب معروفون، وعدد الشعراء الفلسطينيين الذين أرخوا للنضال الفلسطيني يعدون على أصابع اليد، لذلك فإن التمرد ليس عدلا ولا جديرا في ظل احتلال شرس مزق الشعب والأرض الفلسطينية. وفي سؤال عن معرفة العرب للأدب التركي قال حوامدة: إن ناظم حكمت معروف جيدا في العالم العربي ودواوينه مترجمة وله اصدقاء عرب من بينهم الشاعر العراقي عبدالوهاب البياتي ونحن نعرف جملة حكمت المشهورة لا أملك الا تفاحة حمراء هي قلبي اقدمه لوطني وقوله وضع الشاعر في الجنة فصرخ آه يا وطني، وله تأثير كبير في عدد غير محدود من الشعراء العرب بدءا بنزار قباني وحتى اليوم. وهناك معرفة بعزيز نسين وبروايات يشار كمال وبالتأكيد روايات اورهان باموك قبل حصوله على نوبل، ونحن نعرف مولانا جلال الدين الرومي والشاعر المتصوف يونس أمره من انطاكيا وروحنا واحدة وتاريخنا مشترك وجيرتنا أبدية والاحساس واحد رغم اختلاف اللغتين. في الأمسية الثانية التي جرت في جمعية هاربيا للثقافة والفنون والتي تخللها عزف بآلتي الساس (البزق) من قبل عازفين تركيين قرأ موسى حوامدة عددا من قصائده كانت واحدة بعنوان (غريبة عني حلب) من مجموعته الشعرية الخامسة (من جهة البحر) عن المتنبي الذي سأل أحد الحضور عن تأثيره في الشعر العربي، ودار حوار أيضا مع الجمهور العريض الذي جاء للتعبير عن حبه لفلسطين وللعرب وللشعر العربي والغناء العربي، وقرأ موسى (لا ندعي ورعا في الموسيقى) وبعض القصائد المختلفة. كما شكر اتحاد كتاب الاتراك وأهالي انطاكيا وهربيا على استتقبالهم وحبهم لسماع الشعر العربي، واختتمت الامسية بغناء تركي وعربي من قبل فنانين اتراك، تبين انهم يحبون الغناء العربي ويحفظون الكثير من أغاني فيروز ومن الفلكلور السوري والفلسطيني.