معرض لآدم حنين
في قاعة أفق واحد بمتحف محمود خليل يقام معرض للفنان الكبير آدم حنين والذي يضم أحدث ما أنجزه من لوحات خلال عام 2006 ونماذج من منحوتاته توزعت تواريخها بين 52 إلى 2003. وعن أعمال آدم حنين كتب الناقد يوسف ليمود لوحات آدم حنين جميعها تجريدية، مع استثناءات ذات صبغة موضوعية أو تشخيصية، تؤكد تجريديته كفنان وكمتصوف، بالمعنى الفني لكلمة تصوف. على العكس من معظم إنتاجه الثلاثي البعد، حيث تكون ـ أو كانت - الانطلاقة من موضوع قلّصته الحلول التشكيلية إلى حدود بذرته الشكلية كجوهر لا يحتمل ثرثرة التفاصيل، فصار تجريدا فيه مسّ من تشخيص. فهل هي طبائع الخامة تفرض أشكال تناولها، أم أننا أمام فنان لا يُمسك؟ حين أبديت له، شبه مازح، ونحن أمام اللوحة التشخيصية الوحيدة، التي بدت كنزوة لاعبة، بين أخواتها المجردات، وتصوّر امرأة راقدة وسط رقة من مساحات وتنقيط ونسب ذهبية، ملحوظتي الأخيرة: أن الفنان كائن لا يستطيع أحد الإمساك به، أجاب بسرعة البديهة المازحة: حتى هو لا يقدر أن يمسك نفسه. وألمس خيط التطور والارتقاء في الأعمال التصويرية، يعيدني إلى استرجاع بردياته التجريدية الآسرة التي نفّذها في مرحلة متقدمة من إقامته الباريسية التي امتدت خمسة وعشرين عاماً، والتي بصم بأكسيدها الترابي على أوراق البردي روح المصري القديم القابع داخله بذهنية فنان عصري فهم أين يقف الفن اليوم. يستمر المعرض إلى 13 يناير.