هذه ملاحظات متفرّقة أملتها علي اللحظة، أرجو أن تتقبّلوها برحابة صدر، وبخاصّة البعض منها. يقول الشاعر الغزل نزار قبّاني في قصيدة غنّتها فيما بعدُ فيروز: «لا تسألوني ما اسمه حبيبي وهذا مثل آخر على الغزل «الصحيح» الذي لا يمكن أن نصفه بالجميل: «شربتُ الشاي، هذا الصباح، في الكوب الذي كنتِ تشربين منه ليلة أمس، بدون أن أَغسله... » أظنّ أنّ الرواية العربيّة بعامّة خرجت من نطاق ما يسمّى بالأدب الجميل. ثمّ إنّ هذه الصفة لم تعد بالضرورة شيئاً إيجابيّاً، أو رفعاً من قيمة الرواية. أعترف بأنني لستُ في جرأة هؤلاء الشباب. وهي كشف أيضاً، بما هي إنتاج معرفة بالذات الفرديّة وبالذات الجماعية. 5 ـ التاريخ والمطلق. قد يفاجئ هذا القول، ولكنّ القليل فقط من التأمّل يسمح لنا بأن ننتصر سريعاً على مفاجأتنا. وكان للواقعيّة بأشكالها كافّة حصّةُ الأسد في هذه الرواية. أحبّ هذا المقطع كثيراً. أحبّ هذا التشبيه. رغم أنّه يُظهر أنّ للسفور أثراً سحريّاً في إصلاح الواقع. ولأنّ الكثير من الروايات يهدف إلى الإصلاح، فإنّ الكثير من الروايات يفقد متعة القراءة. 9 ـ متعة القراءة أريد أن يتمتّع القارئ وهو يقرأ روايتي، ولا أريد أن أعظه ولا أن أعلّمه. وشكراً على هذه الدعوة الكريمة.
أخشى عليكم ضوعة الطيوب
والله لو بحت بأي حرف
تكدّس الليلك في الدروب»
والرواية في الثقافة العربيّة هي، بخلاف الشعر، انحياز إلى التاريخ لا إلى المطلق.
أقولها صراحة، لا أحبّ قراءة الرواية التي لا تمتّعني قراءتها. وبهذه الروحيّة أكتب.
محاضرة ألقيت بدعوة من مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث- البحرين، 29 اوكتوبر 2007
يطرح الروائي اللبناني هنا مجموعة من الأفكار والتأملات المثيرة للجدل والنقاش حول الرواية والشعر وموقف الكاتب من العالم، ويثير عبرها أسئلة شائكة ومقلقة
في الرواية وما حواليها
ملاحظات متفرّقة