تنشر (الكلمة) هنا أحدث قصيدتين للشاعر الفلسطيني الذي بلور قصيدته الفريدة ولغته الخاصة في دواوينه السابقة، ويواصل هنا تقطير عناصرها وإرهاف بنيتها.

قصيدتان

وليد خازندار

 

1. أبواب السهر

الصباح خاطف هنا.
الضوء يّروي، الصوت يكمل:
هاهو الأبديٌ في الشوارع
ذاهب في الزيارة القصيرة.

المراكب مّلأي من الأزلْ
والحبٌ يمكن أن تراه
عابرا، يدفع في الأفق أشرعة.

المجازات واسعة:
قصر الشوق، دار الهلال
عين الشمس، باب الخّلق­
من وادي الملوك، قريبا من هنا
ملك طفل، بابتسامةي قتيلةي
يدور الأرضّ، في مواكب الذهب
باحثا لعودة الروح عن مجاز.

حياة واحدة ليسّ تكفي إلا لنّخسرها
إلا لكي لا نّري اليدّ القريبةّ التي طّعّنّتْ
حينما استدرنا.
تلزم الحياة، ثانية

كي نسامحّ، في الأقل.
لا ينام الناس في هذي المدينة.
كأنهم في حراسة حتي الصباح.
علي سبعة عشرّ بابا يوزٌعونّ السهر­

ما أن يبدأ التوجس حتي يبدأ الغناء.
يصمتونّ طويلا بين المقاطع

ـ­ من أين تمكٌّنّ الحزن من المدينة؟
أمن ثغرةي في السور

أم في الأغنية؟
هنا، يمكن أن تراه
الطفل ليسّ في مهده
حافيا يشقٌ الليلّ والسديم:
أخبارْ، أهرامْ.
بابتسامةي عفٌّيةي يقاتل
يستردٌ العاصمة.

2. معابر
سماء علي بعد ذراعكّ
معدنية، وأرض قليلة­
حدٌقْ مباشرة في العيون حولكّ
ربما عرفتّ ما الخبيء.

الأضواء ليست كي تّرّي أو ترّي.
الغزاة يعبرونّ في مّرّحي نحو أبوابكّ.
الصيحة علي عتباتها

لم تعد تستوقف أّحّدا.
تغيٌّرّ الكلام، تغيٌّرتْ مذاهبه
وأنتّ حامل، لم تزل، مفاتيحكّ
في بلاغةي لم تعد تصل
في عّراءي فصيح.
أين الغنائيونّ الذينّ زيٌّنوا لكّ هذا
الكلاميونّ،
أطالوا فيه، ثم أسرفوا؟

أتظنٌ لأجلكّ يسرعونّ الآنّ إلي الردهات؟
إنٌّه النصف الثالث، لم يزل، من الليل
في المعابر الحصينة، بين المدن المعلٌّقة.
إحلمْ، إذا، صاحيا
بأبواب مفاتيحي أغلقتْ في وجهكّ الدنيا.
إطو ذراعكّ تحتّ رأسكّ
تحدٌّثْ إلي نفسكّ، ماشئتّ، في المنام
لكن علي نصف إغماضةي­
إنتبهْ إلي ما تبقٌي من وجودكّ اليسير