تكتب الشاعرة المصرية تجربة الفقد والغيرة ببساطة وعذوبة، فيشع اليومي والعادي في شوارع القاهرة، تحت وقع التناول الشعري، بالدلالات والمشاعر والأفكار.

قصيدتان

نجاة علي

الطريق إلى طلعت حرب                             

أظنه سيفرح الآن

حين يراها  لا تتعثر

عندما تبالغ  في الكذب

ستقول له

إن  قرينه أكثر براءة

منه

وإن التمزق الذى أصاب

ذراعها اليمنى

كان بفعل عربة

طائشة

صاحبها كان مخمورا

ستمتدح ـ دون سخرية ـ

نظرة أصدقائها  "التنويريين " 

للحياة

وستخبره أن الكراهية

فضيلة أيضا

وأن الألم ليس كله

شرا،

لذا قاطعته ستة شهور

كاملة

كتدريب أولي

على الفقد

لن يكون صعبا إذن

أن تقطع الطريق

وحدها

مرة أخرى إلى

"طلعت حرب"

حتى لو فاجأها

بوجهه الشاحب

فى وسط الميدان

سيبدو اسمها أكثر

إثارة

حين يناديها

بطريقته الرومانتيكية

"يا نجاة"

وستكتفي بأن تبتسم له

ابتسامة غامضة

وتمضي

دون  أن تكون مأزومة

من الشوارع التى

خذلتها

ولا من ظلها

الذى تراه كعدو

يلاحقها مازال

الغريمة                        

لم تكن تلعنها

أبدًا

على العكس تمامًا

تراها بائسة،

غريمتها الجميلة

التى تتأملها

على بعد سنتيمترات

بنظرات حادة

وتتهيأ لجولة جديدة

لاستعادة الصيد الثمين

كانت تشبهها فى

كل شىء

العينين العميقتين

الحواس التى خرَبها

الحب،

الجسد الذى أدركه

العمى

لكن على أية حال

غريمتها

كانت أقل شرًَا

منها

ولا تكتب الشعر