استضافت الجمعية الثقافية للشباب والطفولة في العاصمة الأردنية عمان الأديبة الأردنية د. سهى فتحي في محاضرة بعنوان "إنّما الإنسان لسان"، وذلك ضمن فعاليات ورشة تعقدها الجمعية تحت رعاية دولة العين الدكتور فايز الطراونة. وقد استضافت الورشة كذلك كلاً من د. عدنان الطوباسي الذي قدّم ورقة عمل عن سيكولوجية التفكير الابتكاري، والفنان عبد الكريم القواسمة الذي تحدث عن تجربته الفن التمثيلي والتفكير الإيجابي، كذلك تحدث خليل الشوبكي عن دور الإعلام في تنشيط التفكير الابتكاري، فضلاً عن حوار مع دولة العين الدكتور فايز الطراونة رئيس مجلس أمناء جامعة آل البيت. وهذه الورشة تأتي تحقيقاً لأهداف الجمعية التي تسعى إلى الارتقاء بالشباب الأردني عبر ثقافة جادة متصلة، تواكب الحاضر، وترفع من شأن الأولويات الكبرى للأمة والحضارة العربية الإسلامية، وهي ورشة موجهة للشباب الأردني في مراحله الجامعية المتعددة، عبر جميع تخصصاته في كلّ أنحاء المملكة في كلّ جامعاتها.
وقد قدّمت د. سناء الشعلان د. سهى فتحي قائلة:" ضيفتنا في هذا اللقاء روح جميلة قبل أن تكون أستاذة جامعية مبرزة يطول الكلام عنها وفيها، ولكن يكفي أن أقول لكم في إطلالة فضولية مسروقة سريعة:"د. سهى فتحي نعجة تحمل درجة الدكتوراة في اللغة العربية في حقل النحو والصرف والمعجميات من الجامعة الأردنية حيث عملت فيها ولا تزال حيث تبوّأت الكثير من المناصب الإدارية والتدريسية فضلاً عن خبرتها الطويلة في التدريس في مدارس التربية والتعليم. وإضطلاعها بالكثير من المهام الأكاديمية المتنوعة، ولها فيض من الأبحاث العلمية المحكّمة المنشورة والكتب المتخصصة ، منها على سبيل الذكر لا الحصر الذي يضيق المقام بذكرها:بنية الكلمة العربيّة بَيْن الثبات الدّلالي والتغيّر الصوتيّ، و رحلة ابن سعيد المغربي إلى الشرق، وإشكالية التعريب في ضوْء الإمكانيّة التوليديّة للعربيّة.
سأضرب صفحاً عن التورّط في الحديث عن منجزها الأكاديمي، كي لا يسرقني في حديث يطول لساعات عنها، ولكنّني سأنير دربكم نحو روحها المتعالية على التعاظم؛فهو أقلّ منها، لأقول لكم إنّكم أمام إنسانة تجيد أن ترسم الحياة، وأن تتفيء ظلال الأمل، وأن تمتد أيدياً تهدي السعادة والمحبة لكلّ من تعرف ولا تعرف، هي امرأة منارة، وهذا قدرها، أن تكون سارية وهادية وبغية وسبب سفر وارتحال مقدّس نحوها، تتقن الحياة والمحبة والفضل والعون، ولذلك هي جديرة بالحياة والامتداد والتفّرع والتجذّر والإثمار والخلود، هي امرأة امرأة، وسنديانة امرأة، وحلم امرأة، ولذلك تحمل كلّ الأسرار، وعذوبة البوح".
وقد تحدّثت د. سهى فتحي في اللقاء عن علاقة التفكير الإيجابي بالمرأة، وأشارت إلى أنّ الإسلام خاطب المرأة بخطاب التكليف والتقدير والاهتمام شأنها شأن الرجل، في حين نجد صورة المرأة في الأدب العربي تختزل في غالب الأحيان في محاور الجهل والحمق والتعتيم على أدوارها الثقافية والإبداعية ، وعلّلت ذلك بأنّ من كتب التاريخ هم من الرجال لا من النساء. وأشارت د. سهى إلى دور المرأة البارز في دفع عملية التفكير الإيجابي عند الرجل وعند نفسها ابتداءً، منوهة إلى خصوصية معجم المرأة، وخصائص الوظيفة اللغوية عندها، وعلاقة معطياتها النفسية والاجتماعية والمعاشية بأدائها اللغوي. وقد دار حوار مطوّل بين الحاضرين من الشّباب ود. سهى فتحي حول علاقة لغة المرأة بالتفكير الإيجابي، إذ أشار كلّ من محمد شهوان، ومصعب الشوابكة، ورجاء حمّاد، ونورهان البشتاوي، وهنادي قضماني، ومروة العقاد، وعبير النجّار، وسهام شعبان، وناجي أبو لوز، إلى جدلية التواصل والتفكير الإيجابي عند المرأة في ظلّ كثير من المحددات الملبسة، والتواترات الاجتماعية المغلوطة، والخصائص الجندرية للمرأة، وملكاتها الخاصة في التطوير والبناء.
وقدّم د. عدنان الطوباسي في نهاية اللقاء درع الجمعية لكلّ من د. سهى فتحي، ود. سناء الشعلان مثمّناً جهودهم في التواصل مع الشباب الأردني عبر برامج الجمعية الثقافية للشباب والطفولة.