رسالة الأردن
«كتاب في جريدة»: شعر و احتجاج ووظائف!
ما أن خرج «كتاب في جريدة ـ ديوان الشعر العربي في الربع الأخير من القرن العشرين ـ فلسطين والأردن » الذي صدر أول شباط الحالي ضمن سلسلة مكرسة للشعر العربي، حتى خرجت ردود فعل كثيرة تنتقد المختارات الشعرية التي تضمنها الكتاب، وما إذا كانت قد عكست حقيقة المشهد الشعري في "فلسطين والأردن" أم لا.. بالإضافة إلى اتهامات كثيرة، تراوحت بين المبطنة والصريحة، وجّهت إلى مدير القسم الثقافي في صحيفة الدستور "فخري صالح" والشاعر "امجد ناصر"، اللذين قاما بالإعداد والتقديم للمختارات الشعرية التي تضمنت 27 شاعراً من الأردن وفلسطين. تمحورت تلك الاتهامات حول المعايير التي اعتمدها المعدّان في اختيار أسماء الشعراء، حيث غابت عن "كتاب في جريدة" أسماء شعراء اعتبرها البعض، أكثر أهمية من كثير من الأسماء المختارة، والتي غلب على معظمها الطابع الوظيفي، كون الجزء الأكبر من الشعراء الذين تم اختيارهم هم من موظفي المؤسسة الثقافية الرسمية في الأردن.. كما ألمح البعض إلى علاقات تربط بعضهم باللجنة التي اختارت الأسماء. هذا بالإضافة إلى سيطرة الطابع الصحفي للشعراء المختارين أو حتى معدي المختارات، فالشاعر أمجد ناصر مدير تحرير القسم الثقافي في صحيفة "القدس العربي" اللندنية وفخري صالح مدير تحرير القسم الثقافي في صحيفة "الدستور" الأردنية، حيث شعر البعض أن ذلك قد انعكس على لائحة أسماء الشعراء الذين وقع عليهم الاختيار، والتي انقسمت بين (موظفي مؤسسات ثقافية ) و (صحفيين). ردود الفعل المعترضة على "كتاب في جريدة" جاءت من فلسطين والأردن على السواء، فكتب حسن البطل في صحيفة الأيام الفلسطينية (الجمعة 8 شباط) مقالا تحت عنوان «حاولتُ التصفيق؟.. حاجزٌ بين كفَّيْ!» اعترض فيه على قلة الأسماء التي جاءت من داخل فلسطين: "أخونا أمجد ناصر نصب جسر شعرٍ فوق الأردن. تمترس بزميله زكريا محمد، أو تعلّل بإشراف زكريا على "مختارات الشّعر الفلسطيني/ العدد 14 سنة 1998، كتاب في جريدة"؛ وبذلك أشرف مع فخري صالح على الإصدار رقم 6 من سلسلة "كتاب في جريدة" العدد 114 شباط 2008، وجعل حصّة شعراء الأردن ضعف حصّة شعراء فلسطين، ووزّع نصف النصف بين شعراء الضفة وغزة والجليل!هل عذرتموه؟ أنا لا..". بينما كتب نضال القاسم في صحيفة الرأي مقالا تحت عنوان "كتاب فـي جريدة:علينا أن نقولها" ـ السبت 9 شباط الجاري ـ يقول "من المؤسف حقاً أن تكون النتيجة التي وصلنا إليها أخيراً في إعداد هذه الوثيقة مخيبة للآمال حقاً، وأن يكون مشروع (كتاب في جريدة) قد حقق أهدافاً نفعية بطريقة غير حضارية بعيدة عن الموضوعية، ومن المؤلم أن نرى نحن الشعراء على امتداد الساحة الشعرية في الأردن وفلسطين مختارات شعرية تعتبر وثيقة مهمة لا تمثل واقع الحركة الشعرية لا في الأردن ولا في فلسطين، وليست إلا عملاً متسرعاً يتسم بالفجاجة والسطحية. نعم، النتيجة مؤلمة، وبالضرورة لابد من وجود صرخة احتجاج عالية على هذه الطريقة العشوائية في الانتقاء". سعود قبيلات رئيس "رابطة الكتاب الأردنيين" قال في اتصال مع "الكلمة" أن : "الرابطة تلقت الكثير من الاعتراضات حول انتقاء الأسماء ومستوى الشعراء الذين أدرجوا في (كتاب في جريدة) ،وتم تشكيل لجنة من قبل الرابطة لفهم طبيعة تلك الاعتراضات والنظر في الموضوع، وسينتج عن هذه اللجنة تقييم واضح، وستبدي الرابطة رأيها في المختارات بكل صراحة". "فخري صالح" وفي حديث معه عن رأيه بردود الفعل التي خرجت، قال إن "هناك بعض الأشخاص اعترضوا على المختارات الشعرية واغلب تلك الاعتراضات تندرج تحت المشكلة الشخصية، هناك أناس يعتبرون أنفسهم شعراء وهم حقيقة ليس لهم علاقة بالشعر، وعليهم ان يتوقفوا عن كتابة الشعر، و أولائك الأشخاص أبدو اعتراضهم على المختارات، ومن جهة أخرى، فإن المقصود من المختارات الشعرية التي صدرت في "كتاب في جريدة" شباط الماضي، إعطاء فكرة للقارئ عن المشهد الشعري الشاب، وهنا نقصد الشعراء الذين ظهر شعرهم في فترة الثمانينيات وما بعدها، ولذلك استبعدنا جيل السبعينيات وما قبله، وحتى الشعراء الذين تم إدراجهم ممن ولدوا في العام 50 وربما قبلها بقليل، فإن معيار إدراجهم اتكأ على كون تجاربهم قد ظهرت في الثمانينيات والتسعينيات، أما فيما يتعلق بالقسمة ما بين الشعراء الفلسطينيين والعرب، فقد تساوى العدد تقريبا خصوصا أن بعض الشعراء هم من أصول فلسطينية، إضافة إلى أن "كتاب في جريدة" كان قد خصص في عدد سابق للشعراء الفلسطينيين فقط، وكان "زكريا محمد" من قام بالإشراف عليه. وقد استبعدنا كل اسم ورد في المختارات الفلسطينية السابقة، حتى لا يقال أننا نكرر الأسماء، كما وحاولنا إعطاء المجال للأسماء غير المكرسة، والشابة التي تعطي فكرة عما يحصل الآن في الشعر العربي المعاصر، وربما لاحظ الكثيرون أن ما يقارب نصف المختارات تنتمي إلى قصيدة النثر، لأن معظم الشعراء الشباب الآن يكتبون تلك القصيدة. بالإضافة إلى أن المختارات كانت محدودة، وطلب مني ومن امجد ناصر أن يكون هناك 27 شاعرا فقط، وان يكون لكل شاعر صفحة كاملة،فلك أن تتخيل العذاب الذي سيعاني منه المعدون لاختيار الشعراء في مساحتين شعريتين، تغصان بكتاب الشعر". "الكلمة" اتصلت أيضا بالشاعر الفلسطيني نجوان درويش ـ أحد الذين ظهر شعرهم في المختارات ـ وقال: "أنا لا أرى أن مشكلة هذه المختارات تكمن في "ترجيح الشعر الأردني على الشعر الفلسطيني" أو "أن حصة الشعراء الفلسطينيين أقل من حصة أشقائهم الأردنيين". مع احترامي للأصدقاء الذين طرحوا كلاما كهذا وإدراكي لحسن نواياهم، فأنا أعتقد أنه كلام خاطئ معرفياً. اللغة والتاريخ يقولان أننا شعراء عرب من الأردن وفلسطين ننتمي لجغرافيا شعرية واحدة ولولا الاستعمار واحتلال فلسطين لما كان كل هذا التقطيع الهوياتي بين البلاد العربية. شخصياً أؤمن أننا في الأساس شعراء عرب أبناء لغة واحدة ولسنا شعراء أردنيين أو شعراء فلسطينيين مع احترامي لمن يرون في هويتهم الأردنية أو الفلسطينية شيئاً متمايزاً. بالنسبة لهذه المختارات أظن أن السؤال الحقيقي هو عما تحتويه من شعر أو لا شعر وعن مدى نجاحها أو إخفاقها في تقديم المشهد الشعري في الأردن وفلسطين الان.. وتقديم المشهد ليس بالضرورة تقديم أسماء مكرّسة محلياً ومتداولة لأسباب غير شعرية، وهو ما وقعت فيه هذه المختارات إلى حد ما. برأيي أن هذه المختارات لم تمتلك ما يكفي من الجرأة لتناول ما هو خارج التكريس المحلّي والمؤسساتي. جرأة الانتخاب أمر ضروري لانجاز مختارات شعرية جيدة. هناك تجارب شعرية في الأردن وفلسطين لم تحضر في المختارات كانت ستضيف شعرياً، أكثر من أسماء كثيرة حضرت ولا قيمة شعرية لما تكتبه من استرجاعات مملة للغة مستهلكة. وليكون المرء منصفاً فهذه المختارات تقع في المنطقة الوسط، فلا هي ممتازة كما كنا نأمل بسبب كون شاعر بمستوى أمجد ناصر أحد معديْها، ولا هي فضيحة كما ذهب البعض... النقد ينبغي أن لا ينصب على هذه المختارات وحسب وإنما يجب أن يشمل كل ظاهرة المختارات والأنطولوجيات في الثقافة العربية اليوم. لا مفر من أن نكون نقديين وأن نحتكم للشعر وليس لاعتبارات اجتماعية لا قيمة لها كمواقع أصحابه والمناصب التي يشغلونها. في العالم العربي اليوم ظاهرة "المحسوبين على الشعر" الذين يتمترسون بمؤسسات رسمية ووظائف وجرائد دون رصيد شعري حقيقي في المقابل. نحن بحاجة إلى نقد جريء ونزيه يعيد بعض التوازن للحال الشعري والثقافي عموماً". وكانت مختارات "كتاب في جريدة" موضع الجدل قد ضمت قصائد لكل من: زليخة أبو ريشة، سعد الدين شاهين، عبدالله رضوان، راشد عيسى، محمد مقدادي، جريس سماوي، حبيب الزيودي، حكمت النوايسة، عاطف الفراية، عثمان حسن، موسى حوامدة، محمد العامري، عمر أبو الهيجاء، زياد عناني، محمد عبيدالله، موفق ملكاوي، حسين جلعاد، غازي الذيبة، وليد السويركي،خالد جمعة، رانة نزال، نضال برقان، مها العتوم، بشر شلش، نصر جميل شعث، نجوان درويش، وأحمد الزعتري.
ما أن خرج «كتاب في جريدة ـ ديوان الشعر العربي في الربع الأخير من القرن العشرين ـ فلسطين والأردن » الذي صدر أول شباط الحالي ضمن سلسلة مكرسة للشعر العربي، حتى خرجت ردود فعل كثيرة تنتقد المختارات الشعرية التي تضمنها الكتاب، وما إذا كانت قد عكست حقيقة المشهد الشعري في "فلسطين والأردن" أم لا.. بالإضافة إلى اتهامات كثيرة، تراوحت بين المبطنة والصريحة، وجّهت إلى مدير القسم الثقافي في صحيفة الدستور "فخري صالح" والشاعر "امجد ناصر"، اللذين قاما بالإعداد والتقديم للمختارات الشعرية التي تضمنت 27 شاعراً من الأردن وفلسطين. تمحورت تلك الاتهامات حول المعايير التي اعتمدها المعدّان في اختيار أسماء الشعراء، حيث غابت عن "كتاب في جريدة" أسماء شعراء اعتبرها البعض، أكثر أهمية من كثير من الأسماء المختارة، والتي غلب على معظمها الطابع الوظيفي، كون الجزء الأكبر من الشعراء الذين تم اختيارهم هم من موظفي المؤسسة الثقافية الرسمية في الأردن.. كما ألمح البعض إلى علاقات تربط بعضهم باللجنة التي اختارت الأسماء. هذا بالإضافة إلى سيطرة الطابع الصحفي للشعراء المختارين أو حتى معدي المختارات، فالشاعر أمجد ناصر مدير تحرير القسم الثقافي في صحيفة "القدس العربي" اللندنية وفخري صالح مدير تحرير القسم الثقافي في صحيفة "الدستور" الأردنية، حيث شعر البعض أن ذلك قد انعكس على لائحة أسماء الشعراء الذين وقع عليهم الاختيار، والتي انقسمت بين (موظفي مؤسسات ثقافية ) و (صحفيين).
ردود الفعل المعترضة على "كتاب في جريدة" جاءت من فلسطين والأردن على السواء، فكتب حسن البطل في صحيفة الأيام الفلسطينية (الجمعة 8 شباط) مقالا تحت عنوان «حاولتُ التصفيق؟.. حاجزٌ بين كفَّيْ!» اعترض فيه على قلة الأسماء التي جاءت من داخل فلسطين: "أخونا أمجد ناصر نصب جسر شعرٍ فوق الأردن. تمترس بزميله زكريا محمد، أو تعلّل بإشراف زكريا على "مختارات الشّعر الفلسطيني/ العدد 14 سنة 1998، كتاب في جريدة"؛ وبذلك أشرف مع فخري صالح على الإصدار رقم 6 من سلسلة "كتاب في جريدة" العدد 114 شباط 2008، وجعل حصّة شعراء الأردن ضعف حصّة شعراء فلسطين، ووزّع نصف النصف بين شعراء الضفة وغزة والجليل!هل عذرتموه؟ أنا لا..". بينما كتب نضال القاسم في صحيفة الرأي مقالا تحت عنوان "كتاب فـي جريدة:علينا أن نقولها" ـ السبت 9 شباط الجاري ـ يقول "من المؤسف حقاً أن تكون النتيجة التي وصلنا إليها أخيراً في إعداد هذه الوثيقة مخيبة للآمال حقاً، وأن يكون مشروع (كتاب في جريدة) قد حقق أهدافاً نفعية بطريقة غير حضارية بعيدة عن الموضوعية، ومن المؤلم أن نرى نحن الشعراء على امتداد الساحة الشعرية في الأردن وفلسطين مختارات شعرية تعتبر وثيقة مهمة لا تمثل واقع الحركة الشعرية لا في الأردن ولا في فلسطين، وليست إلا عملاً متسرعاً يتسم بالفجاجة والسطحية. نعم، النتيجة مؤلمة، وبالضرورة لابد من وجود صرخة احتجاج عالية على هذه الطريقة العشوائية في الانتقاء".
سعود قبيلات رئيس "رابطة الكتاب الأردنيين" قال في اتصال مع "الكلمة" أن : "الرابطة تلقت الكثير من الاعتراضات حول انتقاء الأسماء ومستوى الشعراء الذين أدرجوا في (كتاب في جريدة) ،وتم تشكيل لجنة من قبل الرابطة لفهم طبيعة تلك الاعتراضات والنظر في الموضوع، وسينتج عن هذه اللجنة تقييم واضح، وستبدي الرابطة رأيها في المختارات بكل صراحة".
"فخري صالح" وفي حديث معه عن رأيه بردود الفعل التي خرجت، قال إن "هناك بعض الأشخاص اعترضوا على المختارات الشعرية واغلب تلك الاعتراضات تندرج تحت المشكلة الشخصية، هناك أناس يعتبرون أنفسهم شعراء وهم حقيقة ليس لهم علاقة بالشعر، وعليهم ان يتوقفوا عن كتابة الشعر، و أولائك الأشخاص أبدو اعتراضهم على المختارات، ومن جهة أخرى، فإن المقصود من المختارات الشعرية التي صدرت في "كتاب في جريدة" شباط الماضي، إعطاء فكرة للقارئ عن المشهد الشعري الشاب، وهنا نقصد الشعراء الذين ظهر شعرهم في فترة الثمانينيات وما بعدها، ولذلك استبعدنا جيل السبعينيات وما قبله، وحتى الشعراء الذين تم إدراجهم ممن ولدوا في العام 50 وربما قبلها بقليل، فإن معيار إدراجهم اتكأ على كون تجاربهم قد ظهرت في الثمانينيات والتسعينيات، أما فيما يتعلق بالقسمة ما بين الشعراء الفلسطينيين والعرب، فقد تساوى العدد تقريبا خصوصا أن بعض الشعراء هم من أصول فلسطينية، إضافة إلى أن "كتاب في جريدة" كان قد خصص في عدد سابق للشعراء الفلسطينيين فقط، وكان "زكريا محمد" من قام بالإشراف عليه. وقد استبعدنا كل اسم ورد في المختارات الفلسطينية السابقة، حتى لا يقال أننا نكرر الأسماء، كما وحاولنا إعطاء المجال للأسماء غير المكرسة، والشابة التي تعطي فكرة عما يحصل الآن في الشعر العربي المعاصر، وربما لاحظ الكثيرون أن ما يقارب نصف المختارات تنتمي إلى قصيدة النثر، لأن معظم الشعراء الشباب الآن يكتبون تلك القصيدة. بالإضافة إلى أن المختارات كانت محدودة، وطلب مني ومن امجد ناصر أن يكون هناك 27 شاعرا فقط، وان يكون لكل شاعر صفحة كاملة،فلك أن تتخيل العذاب الذي سيعاني منه المعدون لاختيار الشعراء في مساحتين شعريتين، تغصان بكتاب الشعر".
"الكلمة" اتصلت أيضا بالشاعر الفلسطيني نجوان درويش ـ أحد الذين ظهر شعرهم في المختارات ـ وقال: "أنا لا أرى أن مشكلة هذه المختارات تكمن في "ترجيح الشعر الأردني على الشعر الفلسطيني" أو "أن حصة الشعراء الفلسطينيين أقل من حصة أشقائهم الأردنيين". مع احترامي للأصدقاء الذين طرحوا كلاما كهذا وإدراكي لحسن نواياهم، فأنا أعتقد أنه كلام خاطئ معرفياً. اللغة والتاريخ يقولان أننا شعراء عرب من الأردن وفلسطين ننتمي لجغرافيا شعرية واحدة ولولا الاستعمار واحتلال فلسطين لما كان كل هذا التقطيع الهوياتي بين البلاد العربية. شخصياً أؤمن أننا في الأساس شعراء عرب أبناء لغة واحدة ولسنا شعراء أردنيين أو شعراء فلسطينيين مع احترامي لمن يرون في هويتهم الأردنية أو الفلسطينية شيئاً متمايزاً. بالنسبة لهذه المختارات أظن أن السؤال الحقيقي هو عما تحتويه من شعر أو لا شعر وعن مدى نجاحها أو إخفاقها في تقديم المشهد الشعري في الأردن وفلسطين الان.. وتقديم المشهد ليس بالضرورة تقديم أسماء مكرّسة محلياً ومتداولة لأسباب غير شعرية، وهو ما وقعت فيه هذه المختارات إلى حد ما. برأيي أن هذه المختارات لم تمتلك ما يكفي من الجرأة لتناول ما هو خارج التكريس المحلّي والمؤسساتي. جرأة الانتخاب أمر ضروري لانجاز مختارات شعرية جيدة. هناك تجارب شعرية في الأردن وفلسطين لم تحضر في المختارات كانت ستضيف شعرياً، أكثر من أسماء كثيرة حضرت ولا قيمة شعرية لما تكتبه من استرجاعات مملة للغة مستهلكة. وليكون المرء منصفاً فهذه المختارات تقع في المنطقة الوسط، فلا هي ممتازة كما كنا نأمل بسبب كون شاعر بمستوى أمجد ناصر أحد معديْها، ولا هي فضيحة كما ذهب البعض... النقد ينبغي أن لا ينصب على هذه المختارات وحسب وإنما يجب أن يشمل كل ظاهرة المختارات والأنطولوجيات في الثقافة العربية اليوم. لا مفر من أن نكون نقديين وأن نحتكم للشعر وليس لاعتبارات اجتماعية لا قيمة لها كمواقع أصحابه والمناصب التي يشغلونها. في العالم العربي اليوم ظاهرة "المحسوبين على الشعر" الذين يتمترسون بمؤسسات رسمية ووظائف وجرائد دون رصيد شعري حقيقي في المقابل. نحن بحاجة إلى نقد جريء ونزيه يعيد بعض التوازن للحال الشعري والثقافي عموماً".
وكانت مختارات "كتاب في جريدة" موضع الجدل قد ضمت قصائد لكل من: زليخة أبو ريشة، سعد الدين شاهين، عبدالله رضوان، راشد عيسى، محمد مقدادي، جريس سماوي، حبيب الزيودي، حكمت النوايسة، عاطف الفراية، عثمان حسن، موسى حوامدة، محمد العامري، عمر أبو الهيجاء، زياد عناني، محمد عبيدالله، موفق ملكاوي، حسين جلعاد، غازي الذيبة، وليد السويركي،خالد جمعة، رانة نزال، نضال برقان، مها العتوم، بشر شلش، نصر جميل شعث، نجوان درويش، وأحمد الزعتري.