دعوة إتحاد الكتاب العرب إلى مقاطعة معرض تورينو للكتاب
الكلمة - المغرب
قام منظِّمو معرض تورينو الدولي للكتاب، الذي سيٌقام في الفترة 8 ـ 12 مايو/ أيار 2008، باختيار إسرائيل كضيف شرف في المعرض لهذا العام احتفاءً بالذكرى الستين لإنشاء دولة الكيان الصهيوني في فلسطين. وكذلك فعل منظمو معرض باريس الدولي للكتاب الذي أقيم في الفترة 14 ـ 18 مارس/ آذار 2008. ويزعم المنظمون أن اختيارهم هذا هو قضية ثقافية وليست سياسية. بيد أن الحقائق تتحدث عن نفسها: فقد نص البيان الرسمي لمعرض تورينو صراحةً على أن قرار اختيار إسرائيل كضيف شرف جاء بمناسبة الذكرى الستين لإنشاء دولة إسرائيل. كما أن الذكرى الستين لإنشاء إسرائيل التي يحتفي بها منظمو المعرض، هي نفسها الذكرى الستون لكارثة أليمة حلَّت بالشعب الفلسطيني في ذلك العام نفسه باحتلال وطنه من قبل الجماعات الصهيونية واقتلاع أبناء هذا الوطن من أرضه وطرد الفلسطينيين من منازلهم وقراهم ومدنهم وتهجيرهم إلى بلدان اللجوء المجاورة وفي الشتات. وهذا يعني أن القرار باختيار دولة الكيان الصهيوني كضيف شرف، على النقيض مما زعم المنظمون، هو اختيار سياسي صارخ ولا علاقة له بالثقافة. كما أنه قرار يتسم بالانحياز إلى طرف على حساب آخر من أطراف الصراع في منطقتنا، ويعتبر بمثابة مكافأة لإسرائيل على استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية وأراض عربية أخرى. ونظراً لإصرار منظمي المعرضيْن على المضي قدماً في تنفيذ قرارهم هذا، فإن اتحاد الكتاب العرب، وهو مظلة تنضوي تحتها اتحادات الكتاب في البلدان العربية، إذ يعلن مقاطعته للمعرضيْن، يتوجه إلى ضمائر جميع الكتاب والمثقفين والفنانين والأكاديميين وإلى الهيئات الثقافية والأدبية والفنية والأكاديمية ودور النشر في شتى أنحاء العالم، ولا سيما في إيطاليا وفرنسا وبقية بلدان أوروبا، لضم أصواتهم وقوتهم إلى الحملة العالمية لمقاطعة معرض تورينو إسوة بالمقاطعة الناجحة لمعرض باريس.