يسعى الشاعر المصري في قصيدته هنا إلى أن يعيد للشعر إحدى وظائفه الأساسية، وهو أنه يخدم اللغة وهو يستخدمها من خلال تلك التاملات البالغة الخصوصية في طبيعة الشعر والحياة.

خدعة رخيصة

خالد السنديوني

 

«حيـاة»                                       

أنظر الى الهاء وهي تتنفس

لايوجد فرق كبير بينها

وبين الفم المفتوح

الذي خرج منه  للتو طائر الروح .

أنظر ولا تتعجــب

الى المعجزة

التي  لايقلل من شأنها

أن أصلها خدعة رخيصة

وإلا لما لم تدم إلى الابد،

أنظر إلى صورتك في المرآة

والمس وجهك

والشعرات البيض

واسألها عن رأيها في الحياة

قارن بين خيانة جسدك لك

وبين إخلاص المرآة للزمن

«مـــوت»

استمع

 إلى الصمت الذي يلي التاء

هو الأعظم

هو الذي ستدفن فيه البشرية لاحقا،

حين تجَّرد الموسيقى من أسرارها

ببساطة لاتصدق

والكلام كله

كل الكلام  تكفيه  "هش" واحدة كي يصمت الى الأبد

بينما تذبل الافكار العميقة

وتقف وحيدة

مثل ازهار لاتجد الشمس.

«حـب»

تذوق

طعمها الغريب

إنه نفس طعم الهواء

 فعادة ماتهرب تلك  الكلمة مسرعة

عذراء يظنها الحالمون

مخلصة يظنها الباكون

 وهي واثقة من سحرها

تعرف انها  خائنة

وإلا ماهربت من فم إلى فم

«ألـم»

لو تحركت تلك الكلمة

لمشت ببطء قاتل

لكن في ثقة

أنها ستصل قبل الجميع

في موكب الاحضان الفارغة

في مدينة  العيون الحمراء

أو حتى وحدها  في غياب الجميع

تمضي

تتألق كجوهرة .

«شعــر»

لم يكن لتلك الأحرف الثلاثة  الخرقاء

التي بقيت  بعد خلق العالم

أي علاقة ببعضها

عندما خرجت بصعوبة من فم الإله،

مما أثار غضبه

فحكم عليها أن تنزل الى بركة الوهم  وتبقى فيها إلى الابد

ولأنها تجيد التحايل

فقد جاء من يقول إنها فراشة

وجاء من يقول إنها سمكة

وجاء من يقول إنها طائر وقع من السماء

وجاء من يقول إنها دودة سوداء خطرة

إذا لدغت الجد نزف  أنف الحفيد

إلا الشاعر قال إنها خدعة رخيصة

لكنني سوف أصطاد بها روح العالم .

Kelsendyoni@hotmail.com

شاعر مصري مقيم بالسعودية