طنجة المشهدية 2008
اختتمت يوم 19 ماي 2008، بالمركز الدولي لدراسات الفرجة بطنجة. الندوة الدولية طنجة المشهدية 2008 في دورتها الرابعة. وفيما يلي نص الأرضية التي تناولت محاور ومقترحات الندوة: تعتبر ندوة طنجة الدولية هذه المدينة فضاء للتبادل الثقافي. وتأتي الدورة الرابعة امتدادا لمسابقاتها في الاهتمام والانفتاح على مختلف الفنون والثقافات التي طبعت تاريخ المدينة وميزت حاضرها وماضيها و هي تستشرف مستقبلها. إننا ندعو بصورة خاصة الى العناية بتلك الإسهامات التي تضيء التفاعلات الحيوية لطنجة في المجالات الثقافية والمكانية والمشهدية، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، والتي تجعلها مدينة تطرح، بصورة قل نظيرها، أسئلة التحول والاختلاف. ومن هنا فإننا نقترح أيضا متابعة النقاش الذي أنجز منذ الندوة الأخيرة - بناء على طرائق وتقنيات التفكيك الخلاق التي طبقها كل من خوان غويتيسولو واندرو هويسي على التشكل الحضري لباريس - للتفكير في الطريقة التي ينبغي أن يعاد بها اكتشاف طنجة، كي تصبح من عواصم العالم في القرن الحادي والعشرين. ففي ضوء رؤية تاريخية رحبة ندعو المشاركين الى رصد الأعمال المتميزة للكتاب والفنانين سواء الذين أقاموا في مدينة طنجة أو الذين جعلوها معبرا لهم، أمثال طاهر بن جلون ومحمد شكري ومحمد عز الدين التازي واحمد بروحو وسعاد باهشار ومومن السميحي ورشيدة مدني وفريدة بليزيد وأنور ماجد وجيلالي فرحاتي وزبير بن بوشتى ومحمد مرابط و عبد اللطيف اقبيب. ودون أن ننسى الرواة وفناني التراث الشعبي (ومنهم من ترجم له بول بولز) والرسامين التشكيليين المعاصرين لماتيس والكتاب الوجوديين على غرار بولز نفسه أو الكتاب المسرحيين مثل جان جنيه وصامويل بيكت وجماعة جيل البيتز (جاك كيرواك وويليامز بورووز والن غينسبرغ وآخرين) باختلاف مشاربهم. إليهم تنضاف الحركات الموسيقية التي استوحت الأثر الإفريقي والأندلسي والإسلامي في إبداعها، وبخاصة الجاز الأمريكي والبلوز، كما يشهد على ذلك التعاون المتميز بين دار غناوة بطنجة وموسيقى الجاز الشهير راندي ويسترن الذي يشرف الدورة الرابعة بحضوره. إن الندوة ترحب بالمشاركات التي تركز على الوجوه المميزة والأعمال التشكيلة والانتاجات السينمائية والمسرحية والأدبية والفرجات الخاصة بالمواقع، وكذلك المطارحات النظرية الدقيقة في التاريخ والثقافة عموما، استقصاء لكل المظاهر الحيوية وتجليات أدائها المتفرد وتفاعلاتها الثقافية والمكانية من منظور يصل الماضي بالحاضر والمستقبل معا في فضاء طنجة. لقد كانت الدورات الثلاث السابقة: كتابة طنجة، أصوات طنجة، طنجة المشهدية، حافزا لاقتراح موائد مستديرة مختلفة ، منها ما اقترح بخاصة الدعوة الى البحث في العلاقة التاريخية المثيرة بين شخصيات جيل البيتز وطنجة (إن مصطلح بيتز يقصد به، حسب جاك كيرواك، مجموعة أشخاص من طينة روحية خاصة لا يشكلون حلفا، بل هم كالنعاج القصية، ينظرون بثبات من خلال الكوة الجدارية الى حضارتنا الميتة) إن اختيار بول بولز أولا طنجة لإقامته، بعيد نهاية الحرب العالمية الثانية، جعلها تستهوي عددا من أفراد جيل البيتز رغم التعارض الشديد بين الرؤية الجمالية / الفلسفية. كما كانت ذات المدينة الفضاء الذي ألهم و. بورووز لجمع روايته الشهيرة الوليمة العارية بمساعدة ألن غينسبرغ والمكان الذي لجأ إليه مرات عديدة كل من: بريان غيسن وغريغوري كورسو وغيرهم من أعضاء الجيل للإقامة. هذا دون الحديث عن الذي لحقوا بهم متأخرين كايرا كوهن ومارك شليفر وارفينغ رسنثال وتشارليس وراديت والفريد هاكسبرغر. فإذا كانت قيمة طنجة عند كثير من المنتسبين الى تلك الحركة مدركة ومعترفا بها دائما، فإن الدور الذي لعبته هذه المدينة لم يستوعب و لم يفهم، لسبب بسيط، هو انه لم يعبر عنه بوضوح كاف. إن العمل على إثارة مثل هذا النقاش يمكن أن يوجه تفكيرنا مرة أخرى ، في هذه الظاهرة الأدبية والثقافية لنؤسس مقاربات نقدية جديدة قادرة على الفهم والتجديد الرؤية. ومن بين المحاور التي سنعرض لها بصورة مثمرة في هذا السياق يمكن أن نذكر مثلا: تأثير البيتز في طنجة - البيتز في سياق مرحلة استقلال المغرب - البيتز في سياق السياسة الأمريكية لمرحلة الخمسينيات- مكانة البيتز في الإطار التاريخي الواسع للعلاقات الأوربية والأمريكية والمغربية. ويمكن للمساهمات أن تتمحور حول الصور والنماذج المتميزة أو النصوص أو المشاريع النظرية البارزة أو الأسئلة التاريخية/ الثقافية الأكثر رحابة ، لذلك فإن المشاركين مدعوون للبحث في حدود هذا النموذج بتجلياته النظرية والواقعية والتجريبية.