بيوض الرواية المغربية تفقس في ساحة السراغنة

يوسف حبشي

بيوض الرواية المغربية تفقس
في ساحة السراغنة

على هامش المعرض الأول للكتاب القديم الذي تنظمه الجمعية البيضاوية للكتبيين بساحة السراغنة، ما بين 10 أبريل إلى 30 منه 2008، تحت شعار الكتاب في خدمة التنمية، وضمن برنامجها الثقافي، كان لزوار المعرض لقاء احتفائيا بالرواية المغربية في فضاء الحسين حوري حول كل من المصطفى غزلاني، نور الدين محقق، عبد الحميد الغرباوي، عبد القادر خلدون، ومحمد صوف، وقد ترأسه ميلود عثماني.

في البداية أعطى ميلود عثماني الكلمة ليوسف بورة رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين الذي أشار إلى أهمية هذا المعرض شاكرا كل المتعاونين على إنجازه، كتبيين ومثقفين واقفا عند المبدع الحسين حوري معرفا بروحه الإبداعية والتخييلية. وقد اعتبر، في الآن نفسه، أن فعاليات هذا اللقاء هو تكريم لروح هذا الفنان الصموت. ثم قدم ميلود عثماني ورقة مركزة عن الرواية المغربية ومسارها عبر نصف قرن من الكتابة والتجريب. معتبرا أن الرواية المغربية جد متشعبة وذلك في ما خلقته من علاقات بالواقع، وبالذات، وبالنص. مما أمكننا التوقف عند رواية الواقع، ورواية التذويت، ثم رواية الرواية.

وبعد ذلك أعطى الكلمة للمحتفى بهم فقدموا شهادات عن أعمالهم الروائية وكانت على التوالي:

1ـ الرواية وسيرة النار
في حديثه عن روايته بيض الرماد أكد المصطفى غزلاني أن بيض الرماد هي دار استعارة تقرر إسكانها كائنات الرواية، والاستعارة هي أسطورة صغرى، لذلك فكل الكائنات المستدعاة في الرواية هي أسطورية، لكن وبما أن هذا الملفوظ المتكرر مركب من بيض الاعتياد ومن رماد العادة، فلابد أن الأسطورة لن تكون مما فوق الطبيعة، بل مما قبل التحقق في انتظار الصفة المثلى.

2ـ من الساحة إلى الحي اللاتيني
اختار نور الدين محقق أن يتحدث عن المكان باعتباره رافدا تخييليا أسهم في بناء متنه وهوية كتاباته، معتبرا فضاء ساحة السراغنة مقاما يمارس فيه سعادته، ولعل هذا الاستحضار فيه من الارتباط والحميمية ما جعل روايته وقت الرحيل كناية كبرى عن لحظات جميلة؛ ترتبط بالحمام الزاجل، وبالسينما، وبالبحر. فالساحة عنده هي البدء والمنتهى.

3ـ الرواية والنقد
فضل الروائي والقاص عبد الحميد الغرباوي ترك راويته أحلام المرأة الزرقاء جانبا والحديث عن العلاقة بين الرواية والنقد معيبا على هذا الأخير عدم تتبعه ومواكبته لما يكتب ويصدر من إبداعات على الصعيد المحلي. وقد دعا إلى ضرورة التفكير في ندوة وطنية يكون محورها واقع نقد الرواية وطنيا. معبرا عن إرادة قوية في الكتابة والانفتاح على أجناس أخرى كتابية وتشكيلية كالقصة القصيرة جدا، والتصوير الفني والرقمي.

4ـ الحفر في الذاكرة
قدم الكاتب عبد القادر خلدون روايته وشم في الذاكرة باعتبارها سيرة تخييلية، وقد ركز على كون أحداث الرواية هي وقائع عايشها وانفعل وتفاعل معها، مبديا اعتبارا فنيا لموضوع الهجرة الداخلية والحلم بالضفة الأخرى. كما أشاد بما أسماه حفر في الذاكرة الإنسانية وتمثل للواقع المتأرجح بين الخيبة والحلم.

5ـ الرواية هم وعقبة كأداء
أشار محمد صوف إلى أن روايته يد الوزير خاصة والكتابة الروائية بصفة عامة يجب أن تصل إلى القارئ؛ فعلى الكاتب أن يبذل الجهد لتبليغ رسالته لاسيما في الظروف الآنية التي تعيشها القراءة. مبرزا صعوبات التلقي المتمثلة في رد فعل القارئ ناقدا كان أم قارئا عاشقا. وأمام هذه الصعوبات يجد الكاتب غربته في ساحة الكتابة وفي الحياة نفسها. وهي حالة متأتية من فراغ وهزيمة. فالكاتب كائن يعيش بدون قراء فهو إذن بدون ظلال.

وفي ختام اللقاء تم توقيع الأعمال الروائية التي يمكن القول أنها نفذت.