لقد طالعتنا الصحف ووسائل الأعلام بالكتابة عن "الفيروس الأندونيسي الغامض" الذي أدي إلي وفاة الباحث المفكر الأستاذ الدكتور نصر حامد أبو زيد، وبكل أسف استفاد من هذا الغموض أعداء التفكير العملي الحر، لبثّ مزيد من الخرافات التي أمضي الدكتور أبو زيد حياته في محاربتها دفاعًا عن المعرفة في مواجهة الجهل، ودفاعًا عن الحرية في مواجهة الخوف، ودفاعًا عن الانفتاح علي الحياة ضد أولئك الذين يريدون إغلاق كل المنافذ لتأبيد سيطرتهم.
لذلك فإن زوجة الدكتور نصر أبو زيد، الدكتورة ابتهال يونس وعائلته، وأصدقاؤه ومحبّوه يوضحون أن الأستاذ الدكتور نصر حامد أبو زيد أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعتي القاهرة وليدن (هولندا) وأستاذ الإنسانيات في جامعة أوترخت (هولندا). أصيب بوعكة صحية أثناء رحلة علمية بحثية في أندونيسيا، ولأنه كان قد قرر قضاء العطلة الصيفية إلي جانب زوجتة وعائلته، فقد انتقل إلي مصر من أندونيسيا. أُدخل المستشفي بتاريخ 26/5/2010 حيث تبين انه مصاب بالتهاب في غشاء المخ. وعلي الرغم من كل محاولات إنقاذه، تدهورت حالته الصحية ونُقل إلي العناية المركَّزة بتاريخ 8/6/2010.
توفي فجر يوم 5/7/2010 بسبب هبوط حاد في عمل الجهاز التنفسي والدورة الدموية . دُفن في مصر التي أحبها، وفي قُحافة (طنطا) التي طالما تغني بانتمائه إليها، وبين أهلها الفقراء، البسطاء، الذين منحوه الطمأنينة. لقد شُيّع نصر أبو زيد كما أراد، من دون ضجيج، محتَضَنًا من أهله وزوجته وعائلته وجمع من الأصدقاء المقرّبين. يتم تقبل العزاء السبت العاشر من يوليو، في جامع عمر مكرم في ميدان التحرير - القاهرة