إلى امرأةٍ تقودني كضريرٍ فأرى ما لا يُرى وأسمعُ ما لا تسمعون (1) أَهُوُجٍ* 9. 12. 15. 16. 18. (2) يُوُهٍ* 7. 10. 11. 13. 14. 17. 19. 20. 23. (3) هلَهلَت* 7. 9. 13. 15. 16. 19. 21. 22. (4) دَوسَم* 5. 8. 11. 13. 14. 15. 18. 19. 20. 22. 23. 26. 28. 29. 32. 39. 41. 45. 49. 55. 56. وكان مساءٌ (5) حَوسَم* 1. 2. 3. 4. 5. 6. 7. 8. 9. 10. 11. 12. 13. 14. 15. 16. 17. 18. 19. 20. 21. 22. 23. 24. 25. (6) أَوَاهٍ * 1. 2. 3. 4. 5. 6. 7. 8. 9. 10. 11. 12. 13. 14. 15. 16. 17. 18. 19. 20. 21. 22. 23. (7) أَيزَامٍ* 1. 2. 3. 4. إشارات أَهُوُج رابعة العدوية نشيد الإنشاد عائشة بنت جعفر الصادق يونان/ العهد القديم يوهِ من أنشودة آتونيه نشيد الإنشاد النفري التوحيدي (مقابسة 99 المقابسات) نشيد الإنشاد هلهلت (النسخ في الوحي محاولة للفهم/ د. سيد القمني) دوسم "لحن الصباح" محمد ناجي نشيد الإنشاد "بطاقة هوية" خوان غويتيسولو حبقوق/ العهد القديم التوحيدي التوحيدي التوحيدي التوحيدي من شعر الحلاج ديوان شعري/ حلمي سالم مدن لامرئية/ إيتالو كالفينو مائة عام من العزلة/ ماركيز كائنات مملكة الليل/ أحمد عبد المعطي حجازي مدن لامرئية/ إيتالو كالفينو مدن لامرئية/ إيتالو كالفينو لحن الصباح/ محمد ناجي حوسم نشيد الإنشاد حبقوق/ العهد القديم ديوان/ سعدي يوسف نشيد الإنشاد. من كتاب "ماها بهارتا" أواهٍ النيل في الأدب الشعبي/ د. نعمات فؤاد نشيد الإنشاد 10. رأى أن حكام الشرق كانوا يأتون ليلا للنوم تحت من قصيدة سفر كتبته باليد اليسرى/ ميلاد زكريا مائة عام من العزلة/ ماركيز اسم قصيدة/ جمال القصاص أبو العلاء المعري من شعر الحلاج نشيد الإنشاد الأسد/ باب الألف إيزام ابن عربي من أنشودة آتونيه
فريد أبو سعدة
* من أسماء الله في اللغة السوريانية بمعنى الواحد الأحد
أعلمُ أنك إلهٌ رءوفٌ ورحيمٌ، بطيءُ الغضبِ،
ونادم على الشّرِ أهوجٍ
حَبكتْ حول ردفيها القميص وهي تعبر
الشارع، كانت خائفة من احتكاك العتمة بها.
لستّة أيام تبكي وتصلّي، انتفض الهدهد وتخبّط
في سقف الغار: المعجزة المعجزة
الدموع ترتق أعضاءه، ثم ترفو النسيج، رأت
جسدًا أحدًا يتمدّدُ فوق الرخامِ فلا هو حيٌّ
ولا ميَّتٌ
مياهٌ كثيرةٌ لا تستطيع أن تطفئ المحبّة، والسّيول
لا تغمرها
* من أسماء الله في اللغة السوريانية بمعنى الأول والآخر
ليقّبلني بقبلات فمه، لأن حبَّه أطيبُ من الخمر
وارني عن اسمي وإلا رأيته ولم ترني
الدولُ تتساقطُ كأصابع مجذومٍ، والجثثُ تتابعُ الذين
يحفرون القبور بعيونٍ كفّوهات البنادق
شاردًا، كان يتفقّدُ عمره من أعلى مثل منطقٍة
منكوبة
طرقعتْ بإصبعين فاختفت جالسةً في نومِ الربّ،
تسمعُ وترى
قلتُ للأسماكِ التي تثبُ وتغمز ضاحكةً: سوسنةٌ
بين الشوكِ حبيبتي بين البنات
قم يا سيّد القمحِ والكروم
أيها النائم
والنيل يجري بين ساقيه
قم أيها العاشق بحق ياهٍ يوهْ
من سمع الغناء على حقيقته مات، وأنا أسمعك
فأشعرُ أنني أستيقظ مرتين في لحظةٍ واحدة
كان يصيح من الحر في بطنه، ومن
البرد في ظهره، بين يديه الثلج وخلفه
النار
* من أسماء الله في اللغة السوريانية بمعنى الباسط
الرقصُ آيةُ الجسد
الحركة التي تخدش الفراغ أبنيةٌ ومجازات
شعرُها دخان ظلمة تفرِّقهُ الرياح
أتعقّبُ كل امرأة وشباكي الكلماتُ
فإن آنستُ امرأةً فيها شيء منكِ أضأتُ
أغويتُ وعرّيتُ، لكل امرأةٍ سردابٌ بين غواياتٍ،
أخرجُ مهزومًا: ليست هي
عمّرتُ بأجسادٍ عددا، لا أعرفُ أيّ امرأةٍ ليست منكٍ
فأيّ امرأةٍ ليست لي
الزمان ذكرٌ
والمكان الذي لا يؤنّثُ لا يُعوَّلُ عليه
رأت الوعلَ نائمًا على بابِ الغارِ، وعصافير
ملوّنة تصدحُ على قرونه المشتبكة
كنتُ وَعْلا وشجرتي على رأسي
تثمرُ كل ما أشتهي
وأنامُ في ظلّها الظليل
* من أسماء الله في اللغة السوريانية بمعنى الرحيم
اجعلني كخاتمٍ على قلبك
كخاتمٍ على ساعدكَ
لأن المحبّةَ قويّةٌ كالموت
كان يعرف أن النواميس سُلَّمهُ للسماءِ فماذا إذا
طيّرتهُ المواجيدُ
رأى النوافذ مضاءةً، وفي كل نافذةٍ مرأةٌ تمشّط
شعرها
رأى ببّغاء على الفرع يعلنُ أن البلاد التي
كشطتها السيولُ مؤهلةٌ لقدوم المحبين
رأيتك تزاحمين الرهبان على السّلمِ في أيقونة
العروج
وسّع نفسه كالهاويةِ وصرخَ فصرختْ الأحجارُ
وراءه:
هل على الأنهار حُمّى يا رب؟!
أغربُ الغرباءِ من صار غريبًا عن قلبه
والله لولا أني أخافُ الشهرة لدخلت في النار
وخرجت مائة مّرة فلا أحترق
لكلّ طائرٍ صائدٌ ولكل قلبٍ هوى
إنني أنفتحُ كوردةٍ ليليةٍ، فإذا طرتَ فقع عليّ
شيخٌ على التختِ سكران ينشدُ:
أنا من أهوى
الرغبات ذكرياتٌ، وفي صباحٍ جميلٍ كهذا
تستيقظُ رغباتك كلها وتحيط بك كقطيع من
الذئاب
يعرف أنه منذ الآن سيمضي باتجاه ماضٍ
آخر من مواضيه
كل امرأةٍ تأخذ شكلها من الصحراء التي تقابلها
كنت أهبطُ لك، فإن لم أجدك صعدتُ على
شكل عصفورةٍ، وأظلّ محلّقةً لأرى أين تهبطَ
يا كلَّ كلَِّى
اهدئي قليلا
لا تتجولي هكذا بقلبي
فالأوراق تصفُّر بين يديّ وتشتعلُ فجأة
أنا إلهُ الجنسِ وآخرُ الذكور
لا تنظروا إليّ كثيرًا فالوعول تتآكلُ من كثرةِ
النظر إليها.
يحدث أن رجلا يتخذُ له مكانًا في حياتين أو
أكثر في وقتٍ واحد، فيصبح هو هو طاغيةً
وخادمًا ونبيًّا
رأت أربعة ببّغاءات ينشدن بألسنةٍ مختلفةٍ
كلَّي لكِ لكِ
كلُّكِ ليَ ليَ
هوذا يحمل ماضيه كلّه، حيواته كلها، كما يحملُ
الحلزونُ بيته
وكان صباحٌ
يومًا رابعًا، الأربعاء
* من أسماء الله في اللغة السوريانية بمعنى الرحمن
كان العاشقُ نائمًا، وكانت جالسةً تشاهدُ
أحلامه، عندما ظهر لها رجلٌ من القصدير،
انحنى أمامها ثم دار حول العاشقِ بعصاه
وخزهُ بين ثدييه ثلاث مرّات وفي سُرّته مرّة وبين
فخذيه مرّة ثم نفخ عليه فكأن الريح تتخطفُ
خصلاتِ شعره وقال: أنا خادمُ الخميس واسمي
شمهورشَ
أرسلني الملاك لأستأذن
قالت: وأين شهدائيل
أشار، فوجدت قبّةً من نور أبيض وأخضر، ولها
بابان، على كل بابٍ ثلاثةًُ أعوان وستةُ ألويةٍ
بستة ألوانٍ، وعلى يسار القبّة مَلَكًٌ طويلٌ جدًا
هو صلحائيل رئيس الأعوان
قالت: تبارك المشتري، والسّاكنُ بفلكه، الآخذُ
بناصيةِ خُدّامِ يومه: الحاءُ، الآنك،
الباردُ الرطبُ السعدُ المحضُ
وخرجت فأفسح لها شهدائيلُ وجلست بجواره
على الكرسيّ
قال: مُري أفعل
قالت: هوذا حيٌّ يذكرني ولا يتشهّاني
قال: فهذا صلحائيل معك.
ثم أشار فاختفى
ورأت نفسها نائمةً على النافذةِ وموكبه يدرجُ
في السحاب، ورأت هدهدًا يتنحنحُ ثم يلقي
السلام
قامت وأشعلت البخور، وحوّم الهدهدُ في سقفِ
الغار
يقرأ: فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ.
الغار
فتح العاشقُ عينيه فرأى الظلمةَ ظلمةً وعرفها
ورأى النور نورًا وعرفه فصرخ
: ما أجملكِ وما أحلاكِ أيتها الحبيبة بالذات
في الليل، سقط شيء هائل، صانعا حفرة
عميقة في الأرض
ظلت الناس تتحدث وتتأول
قال بعضهم: إنها يد
وقال بعضهم: قدم
وأقسم الجميع أنهم رأوا الأصابع تتحرك.
وحدها راحت تتحسس صدره وتبتسم
"تمامك في نقصانه"
أجلساه في الطست أمام الطعوم، عن يمينه
المشموم وعن يساره الملموس
ثم أطلقت البخور وراحت تصلَّي، دار حوله
صلحائيل بعصاه سبعًا ثم نخسه بين
ثدييه فغاب برهةً وصبّت عليه من الماء
النائم فانتبه وقال: طعم العالم في فمي
ثم فعل به مرةً ثانيةً وفعلتْ فانتبه وقال:
كل شيء برائحته
وفعل به مرة ثالثة وفعلت فشهق وقال:
العالم جسدي
الرّطبُ واليابسُ، والحارُّ والباردُ،
اللّذةُ والألمُ
وانتفض مشتعلا بحواسه، يتقافز ويتمرغ في
العشب يصرخُ:
العالم أَمَتى
والطبيعة لا تعي نفسها إلا بي
اصقليني بجنونك لا بفارة النّجار هذه
قالت: الغيرةُ قاسيةٌ كالهاوية والمخاصمةُ ترفع
نفسها في القلبِ مثلَ الحّيِة
أحيانًا أسألُ نفسي
هل تحتاج حقًا إلى صورتها
صورتها فقط!!
لماذا إذن
تمسك بأصابعكَ
في اللحظة الأخيرة
قبل أن تصل إلى شعرها؟!
ولماذا
هذه اليد نفسها
تعاتِبكَ كلما غادرتها؟!
لماذا تكلّمها وكأنك طفلٌ
يخفي وراء ظهرهِ كارثةً
كلَّمْها
كما يليق بمقامرٍ
يراهن بآخر أصابعه.
دعْها تسترسلْ في الضحكات
واصعدْ ببطءٍ في الهواءْ
وعندما تتفكّك مثل غيمٍة
وتتساقطُ أعضاؤكَ
كطيورٍ متعبةٍ
ساعتها فقط
تستطيع يدك الحّرةُ؛
يدك التي عذّبتها كثيرًا
أن تلمس شعرها
وأن تتأكد بنفسها
أن الملاكةَ أطولُ قليلا من شعرها
ويمكنها
أن تجمع أطرافَكَ من الجهاتِ الأربعِ
وتنفخُ فيك من بهجتها
تُرى من رآهُ؟!
ترى من سيعرف أن استدارةَ فخذين سوف
تجرجرهُ في الشوارع مثل أسيرٍ
وتلقي به هكذا
فائرًا كالظهيرةِ، ممتلئًا بالعصافيِر
هذا صباحٌ خفيفٌ
وهذا هو البيتُ
يشعرُ أن على كتفيه عيونا، وأن على ظهره الآن
سربًا من النمل، أن الأصابع سوف تشير عليه،
وأن النوافذَ ليست بتلك البراءة، لا!!!
ربما كان خلف الستارة سيّدةٌ، يتجعّدُ صهدٌ
على حلمتيها، وتعرف أن الذي يصعد السّلّم
الآن، مرتبكًا عائقٌ
وتخمّن أين تكون العشيقةُ؟!
تكمشُ سُرّتها، وتغبّش سطحَ الزجاج بتنهيدةٍ؛
يختفي العاشق المتسللُ،
عشقٌ قديمٌ يطلُّ، ويركصُ عريان فوق المرايا،
تفورُ، وتنهدُ ضائعةً في رمادٍ من الشهواتِ
القديمةِ
تصغي
وتفرزُ شجو العصافير، ثرثرةَ الماء بين الأواني،
الخصوماتِ بين الثياب، فهل تمسك العاشق
المرتبك؟!
وهو يصعدُ في خفّة النور، لا.. شيء غير
حفيفِ الفراشات، والسّلم المتواطئ يغمزُ
مبتسمًا وسعيدًا، فتخمشُ سّرُتها وتغيبْ
احذريني.
في خريفٍ كهذا..
بعد قراءةِ خذْ وردة الثلج
بعد حفنتين من العنبِ وقليلٍ من البانجو
بعد التلصصِ، من أعلى، على النساء في
الشرفات
بعد نظرةٍ على خرائبِ بولاق،
حيث تطفو فيروز مع الطائراتِ الورقيّةِ
أستطيعُ أن أكون غيري
احذريني
سيكون في مقدوري
أن أطاردَ الملائكةَ من النافذةِ
وأُلقى بخطّافي عليكِ
احذريني
فقد حوّلتُ في خريفٍ كهذا
كثيرًا من النساء إلى ملائكةِ
وآن لي أن أفعلَ العكس!
في خريف كهذا
أكونُ خفيفًا
ويمكن لامرأةٍ أن تكرمش قلبي كورقةْ
أنا بعد قراءةِ خُذْ وردةَ النارِ
بعد حفنتين من شجن
وقليلٍ من الوحدةِ
أستطيعُ أن أكون غيري
فأتربّص بكِ من النافذةِ
وأنا أجلو خطّافي!!
هو الآن يصعدُ، مرتبكًا، أوّلَ الدرجاتِ
رأتْ أن لونَ الهواءِ تغيّرَ، ثم رأتْ نفسها وكأنّ
ملائكةً تتنزّلُ من سقفِ غرفتها ثم تعلو بها
كيف أمكن أن تستمرَّ محلّقةً هكذا، وترى من
علٍ جسمها يتقلّبُ في وبرٍ دافئٍ،
كلما لمستْ وردةً من نسيجِ الفراشِ صَحَتْ ثم
شبّتْ
المرايا تكررّها في اندهاشٍ، وتنوي إذا جاء
عاشقُها
أن تُسِرَّ له بكنوزٍ مخّبأةٍ، وتقودَ يديه إلى جسد لم
يبحْ بعدُ، سوف تقولُ له إنها، منذ كوَّرها اللهُ، لم
تتوضأْ بماء أنوثتها، سوف تعلن أن الزمان مضى
في انتظاركَ كيما تضيء، وتمحو بماءِ الذكورةِ
ما ظلّ من طين سُرّتها
سوف تندسُّ بين حوار المرايا، وتهمسُ: لا بد
أني صعبتُ عليه، وأن يديه تقدّستا أطلقت
عاشقًا من زمانِ الوعولْ
كان يستعيد ما حدث
ويرتّب المشاهد بلذّةٍ حقيقيّةٍ
كيف أوقعتْ به
كيف قرّبتهُ من صدرها وانحنتْ عليهِ
وكيف رأى عينيها من هذا القرب
وفي اللحظة التي أوشك أن
كانت يدها المليئة بالخواتم
تنهي كل شيء
وتمسحُ السكينَ من دمهِ الطافر
كان يستعيد ما حدث
في المسافة التي قطعها بدون رأس
ودّ للحظةٍ
أن تتعكّر عيناها بدمعةٍ
لكنه، على أيّة حال
ظلّ سعيدًا
فقد كان متأكدًا
أنه عندما يُبعثُ مرةً أخرى
سيكون بين يديها
وتحت سماء عينيها
هكذا
هكذا تمامًا
ودون قتل!
هو الآن يصعد سُلّمها، مثل وردٍ، بخاٌر من
الفضّة الآن يصعد من حَلْمتين ويمرح في
سقف غرفتها وهي تنظرُ
هل صار كل الهواء مرايا
وهل سوف تبقى بها وجوه الذين تفتّق عنه
سديمٌ قديمٌ من الشهوات؛ قطيعُ الذكور الذين
رأوها، وهم طينة في يد اللهِ، ثم اشتوها وظلّوا
طيوفًا تحوّم حول بخار يجيء من القبّةِ المستديرةِ،
يحترقون ويستبدلون جلودًا ليحترقوا
امرأةٌ أم نساءٌ مخبّأٌة
أم تراها ستولد من نفسها كل آنٍ كأنْ لا نساء
سواها. تعشّقها الله، خبّأ فيها كمال الأنوثةِ، ثم
تراجع ينظر مندهشًا ليديهِ
هي اللذّةُ الموتُ، قبّلها وتلكأ أن تهبط الأرض؛
يعرف أن لها جذبةً أشدّ من الموتِ
يعرف أن الذين يمّرون بين سماواتها يسقطون
فراشًا ووردًا، وأن الذين تغنّوا بها يصبحون طيورًا
ورهطًا من الحاسدين يصير أرائك أو يُمسخون
هواءً تحرّك فيه الجميلة أعضاءها
ظلّ لثلاث ليال
يتحدث عن امرأة تأتي من النافذة
وكلما رأى الإشفاق في عيونهم
كان يصرخ:
أقسم أيها الكلاب
أنها تأتي في الفجر
تعبر الخضرة والرمل
وتظل تحدثني حتى تختفي ببطءٍ
في ضوء النهار
هكذا ظل يهذي
قبل أن يأخذوه عنوةً إلى غرفةٍ أخرى ويغلقوا
النافذة
لكنهم في الصباح
كانوا يجدونها مفتوحة
ويجدون المسافة بين النافذةِ والباب
آثارًا من الرمل والخضرة!
رأى الله يطلق سرب صقورٍ
فأدرك أن الجميلةَ تسبحُ في عريها
وأدرك أن سماءً على وسعها
تضيق إذا رقصتْ
سيقول اعطني أيها الربّ قدرة موسى وعيسى أنا
العاشق المرتبكْ
تقّربتُ لكْ
فما أرحمكْ وما أعدلكْ
أضئ لي سبيلي
فأنت ملاذي
وأنت الضياءُ بهذا الحَلَكْ
وتعلم أن النساء التصقن بأبوابهنّ، ويعْددن ما
ارتقى من سلالم كيما يخمّنّ من ستكون الملاكة
من بينهن
أعطني أيها الربّ شكل الغمامةِ
واجعل لخطوي صوتَ الهديلْ
كنت قد تخيّلتُ المشهد هكذا
هي على مكتبها
وأنا أدندن في الممر الطويل
ثم أقف عند الباب
تبتسم
وأنا أعبر إليها غابة المكاتب
وعندما تمدّ يدها لتصافحني
سأرفعها بغتةً إلى فمي
هكذا رتّبت المشهد
ومضى كل شيءٍ كما قدّرت
فقط
عندما قبّلتُ يدها
وجدت نفسي أحلّق في سماء الغرفةِ
وكانت تضحك
وكلما حاولت الاقتراب
أصطدم بزجاج شفّاف
لا بد أن لعنةً ما
قسّمت المكان هكذا
بحيث أصطدم بالزجاجِ كلما ظننتهُ الفضاء
الغريب
أنها ظلّت تضحك
وأنا أُتلف رأسي
ويتساقطُ ريشي في المكان!
أعرفُ أنك بعضي
وأنك مأخوذةٌ من كمالي
تتمّةُ روحي
وكل سؤالي
يا لها من قرية سعيدة، لم يتجاوز فيها أحد
الثلاثين عامًا ولا مات فيها أحد.
أنا العاشقُ المستجيرُ
رأيت يد الله تأخذُ من طينتي وتكوّر نهديكِ
تأخذ من طينتي وتدوِّر فخذيكِ
تأخذ من طينتي وتقِّببُ سُرّتكِ
انتبهي
ثم رحتُ أصلصلُ من ولهى، وأكاد أهمُّ
من الطين حين رأيتك بين يديه حليبًا يفور
فقلت: هي امرأتي
قال: تخرج من نسلها كلّ أنثى
وراح يحكّكها، وملائكةٌ بمناقير يلتقطون النثار
الذي يتساقط منها
ويرمونه في الجهات، يصير زهورًا ملّونةً،
وعصافير، غزلان، حتى إذا ما شهقت وفتّحتِ
عينيك من نفخة الربَّ فيكِ تنهدَّتِ عن
سحبٍ ونسيمٍ
وقلَّبت عينيك صارتْ بروقًا
فأرعدتُ: صِلْني بها
قال: بل ستعاني.. وتمضي وحيدًا
ستلتقيان بأزمنةٍ عددًا، وبلادٍ بُعادٍ، فلا
تتعرفها
ثم حين تشفّ من الوجد أكشفُ عنكَ
غطاءك حتى تراها فتذكر كم مرّةٍ في
الزمان التقيت بها
ثم ضيّعتها
قلتُ: يا ربّ حملتني بالجبال فما نؤتُ
حمّلتني بالعذاب أضأتُ
ولكن هذا الهوى قاتلي
قلتُ: يا عدلُ.. يا رحموتُ
أنا قمرٌ وهي محض فَلَكْ
أنا كالطريدةِ وهي الشَّركْ
أنا ناقصٌ وهيَ ناقصةٌ
فصلني ببعضي
تقدّستَ يا أرحم الراحمين،
وبلّلتُ بالدمع عرشًا على الماءِ رقّ
لحالي
وودّ اكتمالي
فأنهضني من يديّ وقال:
هي الآن لك
الكارتّةُ
تحملُ عاشقين إلى عشقهما
وكان ثلاثةٌ من الفراعين يعضون شفاههم
وهم يراقبون المشهد؛
كيف تحركت الأصابعُ
وراح الواحد يتلمّس الآخر مثل ضريرٍ
كيف مالت العاشقةُ على العاشقِ
ونظرت إليه فجأة
فشعر في قلبه برفسةِ فرسٍ
آه
كان هذا يكفي
مع قليلٍ من خطوات حصانِ على الأسفلت
ورملٍ في الجهات
وأهراماتٍ صغيرةٍ تخرج في التوّ
نعم كان هذا يكفي
فلماذا جاء المطُر الخفيفُ
هل لأن الله رآنا وأحبّنا
هل كنا جميلين إلى هذا الحدّ
فبلّلَ يديهِ بماءٍ ونترها علينا
هل كنا فاتنين هكذا
ليتنّهد ثلاثةٌ من الفراعين وهم يتلصّصون علينا
من الثقوب
فيكون هواء دافئٌ ويكون مطرٌ خفيفٌ
ويكون أن تختفي العاشقةُ في العاشق
السلالمُ تعرفُ رائحةَ الصاعدين
وتعرف خطو المقيمين والزائرين، ولكنها
في صباحٍ جميلٍ كهذا
رأتْ وردةً تتهجّى بهاء المكان
وتحبو على الدرجاتِ
رأتْ سيّد العاشقين
فظلّت تفتش: هل مرّ يومًا بها
مثل هذا الحنين
وهل تتنفّض ذاكرةُ الدرجاتِ من العالقين بها
ليظلَّ بها، وحده
طافرًا كالبراءةِ
يبقى بها أول العاشقين
ستبقيه بعضًا من الوقت كي تتأمّلَ:
شكلَ الغيومِ على قدميهِ
وهذا الهديلَ الذي يتسّرب من شعرهِ ويديهِ
له نكهةُ البنِّ والياسمين
له أن ينادي الهواء بأسمائه وله
أن يغيَّر شكلَ الصباحِ
تراقبه وهو يصعدُ
يصعدُ من خلفه الوردُ
والقططُ العاشقاتُ
وسربُ العصافيرِ
تنظر كيف يكلَّم عاشقةً بلغاتٍ
ويطفر أزمنةً
سترى كيف يولدُ من نفسه،
يتحوّل حشدًا من العاشقين
وكيف يؤولُ إلى نفسهِ
عاشقًا مفردًا
واحدًا أحدًا
سوف تعلن عن نفسها
وتقبّلُ رجليهِ:
اصعدْ
كما شئت
لسنا رخامًا
ولكننا
محبّون منهزمون
مُسخنا إلى حجرٍ ورخامٍ
ولمسةُ رجليك تعويذةُ البعثِ
يا سيّد العاشقينْ
كان جسدي خفيفا ونزقًا
يثرثُر ببلاغةٍ
ويندهُ عليكِ
كنت تقتربينِ وتبتعدين ضاحكةً
بينما يتقدم مادًّا يديهِ
مثل ضرير
الطيور تخلَّص ألوانها من شراك المرايا
فضاءٌ يضيق ويمتدُّ، ينهج مثلي
ونورٌ خفيفٌ يحطُّ ببطٍء على جسدين، ويلمس
مندهشًا
نهدَ عاشقةٍ
فيصير دفوفًا وحشدًا من الذاكرين
فهل تحت هذا الغطاءِ شعوبٌ تصلّي
وهل تتناسلُ أزمنةٌ
وتثوب إلى رشدها مدنٌ
قام خفيفًا من نومه
ويده تطاردُ فراشةً من حلمه الأخير ارتدى قميصه التركواز
وهبط السّلم ثلاثًا ثلاثًا
يستعيد العبارة التي سيقولها،
وهو يتفادى الليمون
ليلمس خاتمها،
"إلى متى يا مريم نظلّ بين جحيمين"
ياه
الشارع كله سيارات واقفة
والناس دُميً في هيئات
هل هو الموت
قرقرةُ المواتير وحدُها
وزقزقةُ العصافير
ثم لا شيء!
راح يعدو مندهشًا
رأى غرابًا على صدر امرأةٍ يغني
وببغاء
يقرأ قصائده للجالسين على محطّة الأتوبيس
رأى الوعل يركض فوق أسقف السيارات
ووراءه سرب من الغزلان
راح يعدو مذعورًا
هل ضلّ في مدينة مسخوطة؟!
اصطدم برجلٍ فاختفى الرجل فجأة
وتصاعد منه غبارٌ وأنّ أنينا
كان يصرخ "مريم مريم" فيجيبه الصوت
المعدني
"هذا الرقم غير موجود بالخدمةِ".
الساعات كلها واقفة
وتشير إلى جهٍة غامضٍة
وعندما وصل أخيرًا
أدهشه أن كلَّ شيء حيّ
الجرسونات يتحركون برشاقةٍ
والعشّاق يتهامسون
والطيور تغيّر ألوانها في كل لحظةٍ
وكانت هناك!
اندفع مادًّا يديه
يتعثر بين الطاولات
"مريم مريم"
لم تلتفت
وظلّت في كامل فتنتها
تنظر باتجاه الباب
وغبارٌ خفيفٌ
يتصاعدُ من أصابعها!!
أنا نائمةٌ وقلبي مستيقظ، افتحي يا حمامتي
يا كاملتي لأن رأسي امتلأ بالكوابيس
زمّليني أنا العاشق المرتبك
دثَّريني وخلّي نهودك تحرث قلبي بنصلين من
وبرٍ، افتحي لي، وهشّي الصقور التي تحت
جلدي، الصقور التي فوق جلدي، الصقور التي
تتحلَّقُ حول مياهي، وعضّي على شفتيّ، على
كتفيّ، وميلي عليّ كمرجٍ من السوسنِ
الجبليّ، اتركي فوق صدري أظافرك الحمرَ
مرشوقةً مثل ألويٍة، ربما يتفصّدُ هذا الدَم المتولَّهُ
عن غابةٍ، تحتها يتكور جسمان مشتبكان،
ويندلعان على العشب، يغرز فيها نتوءاته فتقول:
اجعلني كخاتم على قلبك، كخاتمٍ على
ساعدك لأن المحبّة قويةٌ كالموت.
أطفأ النور
وجلس في الظلام مثل فهدٍ، حتى إذا هدأت
الرِّجْلُ تسلل يرتب كنزه
يبدأ بمجموعة الاعترافات الضمنية النادرة،
وينتهي محمومًا إلى اعترافات أبعد من اللغة
بكثير
في الليلة الأخيرة، قبل الحادث
رتّب الكلَمات هكذا
أعرف أنك لن تكتفي/ أنتَ خطرٌ علىّْ/ إذا
حدث.. ستكون كارثة/ أنا مشوّشةٌ تمامًا/
أوحشتني جدًا/ أنا تعبانةٌ/ أريدك كلّك/ أنا
مجنونةٌ بك/ أنت ماذا!!/ أعقاب سجائر
عليها أحمد شفاه/ مناديلٌ ورقيّةٌ مجعّدةٌ بماء
الأنوثة/ جروحٌ صغيرةٌ على شفتيه/ بقع
حمراء وزرقاء على كتفيه
هكذا راح يرتّب الأشياء كالمحموم حتى غلبهُ
النومُ
في الصباح، عندما فتحوا الباب، كانوا يجاهدون
مذهولين ليصلوا إليه عبر أكوامٍ من الزهور
الحقيقية!! وكان قد تحوّل إلى فراشةٍ حمراء
تتحرك في المكان مثل قُبلهْ
انقلب الهدهدُ إلى ملاك، أركبها على جناحه
وطار، حتى رأت الأرض كرةً بديعةَ الألوانِ في
ظلامٍ حالك
قالت: يا لها من ساحرةٍ
قال: إنها قبيحةٌ
قالت: كيف وهي تخطف كالحجر الكريم
قال: انظري
عليها سرطانٌ نشط
سيشعل الأفق بالنار، وسيظهر في السماء
سبعٌ من الشموس فلا يكون ليلٌ
تجف البحار وتحترق اليابسة، ثم تهطل
الأمطار كالسيول لمدة اثنتي عشرة سنة بدون
انقطاع فتغمر كل شيء
ثم إنه نزل بها أمام الغار وترك لها عصاه
واختفى
وكان مساءٌ
وكان صباحٌ
يومًا خامسًا، الخميس
*من أسماء الله في اللغة السوريانية بمعني المحيي
كان إلى جوارها، يشتعلُ وينطفئُ، يلهث في
ذاكرته كمحمومٍ، ويرمقها من آن إلى آن
قالت: الآن حصحص الحق، تعرّتْ وركعتْ
أمام جسده الممشوقِ كحربةٍ وقالت: أنا هي
استدعت سرّ الزهرةِ فظهر أمامها رجلٌ من
النحاس، انحنى وقال أَنا خادم الجمعة واسمي
"زوبعه"
قالت: فأين مهائيلُ الملاكة
أشار، فوجدت قبّةً من نورٍ ووجدت مهائيل
جالسةً وعن يمينها وشمالها ستةُ أعوانٍ وثلاثة
ألويةٍ
قالت: تباركتْ الزهرةُ، والسّاكنةُ بفلكها،
الآخذة بناصية خدَّامِ يومها
الواو، النحاسُ، الحارّة، اليابسةُ،
المعتدلةُ المزهوّةُ بأنوثتها.
وخرجْت فأفسحت مهائيلُ لها وأجلستها على
الكرسّي معها
قالت: مرُي فأفعل
قالت: هوذا يشتعلُ بتذكاراتي وليس بي
ابتسمتْ الملاكةُ وألقتْ في حجرها بخاتمٍ من
الياقوت الأحمر، له شكل نهدٍ وحلقته ثعبانٌ
واختفتْ، فوجدتْ نفسها عاريةً تحته
أطلّتْ من النافذة فوجدت النيلَ نائمًا وسيّدَ
القمح والكرومِ نائمًا بجوارها، فقامت وأخذت
جرّةًَ وملأتها
وضعت الجرّة تحت السرير وقالت وهي تفرد
شعرها:
أسقيه عندما يقوم
للنيل يومٌ في السّنة ينام فيه، والسعيدُ السعيدُ من
يحظى منه برشفة وهو نائم، لأنه سيمكنه أن
يثنى العملة المعدن بين إصبعيه أو يفركها
فيمسح صورةَ الملك.
في مخطوط قديم وصف جواب آفاق عينًا
سقطت من السماء وظلت تتحرك، فكل
ما وقعت عليه صار حجرا، ثم تحولت هي
بعد ذلك إلى حجر كريم
فماذا تقول المرايا عن امرأةٍ، ستباغت عاشقَها
كل آنٍ وتملك أن تتحول جنيّةً أو ملاكًا، تشير
فتأتي الجواري من السقف يحملن آلاتهنّ
وبهجتهنّ ويقعدنَ حول استدارة سرّتها
ثم تملك أن تشعلَ الشمعَ إن مرّ هذا بخاطرها
سوف تنظر للباب يصبح عبدًا، وللسقف يصبح
ليلا، وللقمرِ المترنحِ يحلف أنْ سيكونَ كتومًا
على سَّرها ولها
أن تسوط الفصولَ إلى حيث عاشقها
فتسافر في الوقت أنّى تشاءُ وأين تشاءُ وكيف تشاءْ
قمتُ لأفتح لحبيبي ويداي تقطران مرًّا، وأصابعي
مرُُّ قاطرٌ على مقبض الباب
فتحت لحبيبي لكن حبيبي تحوّل وعبر، نفسي
خرجت عندما أدبر، أُحلّفكن يا بنات أورشليم إن
وجدتن حبيبي أن تخبرنه أني مريضةٌ حبّا
كانا يتدحرجان على العشب عريانين، عندما
اصطدما بهيكل عظمىّ لعاشق، في عنقه تعويذةٌ
نحاسّيةٌ، فيها خصلة من شعر امرأٍة وقصيدٍة كلها
أفعال
رآها تدلّكُ ثدييها بألسنة اللهب، في جانب
شعرها زهرةٌ من دخانٍ وساقاها غارقتان في
بستان الحرائق
رأى ملوكًا وأمراء يتلصّصون عليها من بين
الأشجار وخلف الشبابيك وفوق أعمدة الإنارة،
يستمنون ويتأوهون
دهنا جسميهما من القدم إلى الرأس بعصير
المانجو، ولحساهما ككلبين، وتحابا على العشب
كمجنونين إلى أن أيقظهما من نشوتهما سيلٌ
من النمل آكل اللحم.
قال: رأيتكِ في الحلمِ، ولديّ أماراتٌ
قالت: كيف
قال: صدرك كذا وكذا
فكشفت صدرهَا ضاحكةً: صدقت
: وبطنكِ كذا وكذا
فكشفت بطنها وقالت: صدقت
ثم جذبته إليها من فوديه وقالتْ
: رأيتكَ وأنت تراني، وتلك أماراتي
صدرك كذا وكذا
فكشف صدره ضاحكًا: هو ذا
: وبطنك كذا وكذا
فكشف بطنه ضاحكًا: هو ذا
: وفخذاك هكذا هكذا
فكشف عن فخذيه وصار وحيدًا أمام الجسد
تتشمّمُ صدره، ثم ترفع رأسها بغتةً، وتهزّها
كفرسةٍ
: غير معقول
يقبلها، يأخذ من ريقها وتأخذُ، ترتخي ويسندها،
يفرك حلمتها فتوسِّعُ عينيها وتميلُ مع حركته،
تتألم وتنتشي، حتى تنزّ بمائها فتصرخُ:
خذني
أريد أن أشعَر بثقِلكَ عليّ
ادخلْ كلّك في كلّي
ثقلت مفاتنها عليّ، كلما جزتُ مدىً منها
رأيت مدىً
روحهُ روحي وروحي روحهُ إن يشأْ شئت وإن
شئت يشا
أنا خيمةٌ، ثبّتْ بأطرافكَ أطرافي، وانصبْ عمودَ
الخيمةِ حتى أطير
جسدي بيت إيل
شهوةٌ نوّةٌ سوف تقلعُ أشجارها وتطيرُ فيأخذُ هذا السبيل إلى سُّرة ويغيب إلى أن تهاجمه شهبٌ ثم تأخذهُ ندهةٌ فيدور مع الصوت
يهبط منحدرًا ويراها؛
البلاد التي انسحرتْ وردةً وتظلّ توصوص
ما بين فخذين يرتفعان عن الموت تسعًا
وتسعين صوتًا وملء دواة من النعت،
ركبتها في الغيومِ وشعرُ الملاكةً بقّع جسمين، رقَّش
هذا البياضَ برسم خيولٍ على فضّةٍ،
وتعضّ على كتفيه وتغرز أسنانها في يديه..
فهل نوّةٌ
سوف تكنس هذا الخراب، وهل شهوة سوف
تغسل ما خُطّ في اللوح من ترّهاتٍ،
هي امرأةٌ
تتخبّطُ فوق الفراش كطير ذبيحٍ، تصفَّرُ كالريحِ،
تشهق شهقةَ محتضرٍ ثم تنهدُّ غائبةً،
أسندوني
بأقراص الزبيب، أنعشوني بالتفاح فإني
مريضةٌ حبّا، شمالُه تحت رأسي ويمينه تعانقني،
أُحلّفكن يا بنَات أورشليم، بالظباء وبأيائل
الحقول، ألاّ تنبّهن الحبيب حتى يشاء.
تضع اللبؤةُ جروًا واحدًا، لحمةً ليس فيه حسُّ
ولا حركة فتحرسه ثلاثة أيامٍ ثم يأتي السبع بعد
ذلك فينفخ فيه المرّة بعد المرّة حتى يتنفّس
ويتحرّك وتتشكل صورته، فترضعه ولا يفتح
عينيه إلا بعد سبعة أيامٍ أواهٍ
كانت تضحك كلما أحسّت به يحرّك أجنحته،
وتصلَّي ليحفظه الله عندما يخرج من بطنها
ويطير، لأن الشرّ في العالم كالهواء
أعضاؤكِ ألسنةٌ وقلبي ترجمان
أيّ بياضٍ يصمد أمامكَ
وكل ورقةٍ
تغافلني
وتمتلئ بالنعوت
رأيت سماء جديدةً وأرضًا جديدةً
وقال الجالس على العرش:
لا يكون موتٌ ولا وجعٌ
لأن العالم القديم قد مضى
وها إني أجعل الكون جديدًا
من النافذة رأت السماء مفتوحًة على سفر
الرؤيا، ورأت الموكب يرقى في السماواتِ
ومهائيلُ على كرسيّها تغمزُ لها وتضيء
وكان مساءٌ
وكان صباحٌ
يومًا سادسًا، الجمعة
* من أسماء الله في اللغة السوريانية بمعنى المتين
كانا على الفراش، يتحسس بطنها المكوّرة
ويضحك وتدغدغ بطن رجليه وتضحك
امتلأت الغرفةُ بملائكة صغيرة، بأجنحة خضر،
راحت تطوفُ حولهما وترشّهما بالماء، يجريان
والملائكة وراءهما، حتى يسقطان على العشب
يلهثان
فتجد ما لا يجد، رجلا من الرصاص يقف على
حافّة الماء، انحنى وقال: أنا خادم السبت
واسمي "ميمون"
قالت: أين ملاكك كسفيائيل
أشار فرأت قبّةً من نورٍ أسود ورأته أمام القبّة
عابسًا يجلس على كرسيًّ من ظلمةٍ ومعه ثلاثونَ
عونًا وعشرة ألوية سودٍ
قالت: حنانيك يا زُحلُ، ورحماك يا ساكنَ
فلكه الآخذ بناصية خدّام يومه
السبتُ، الطينُ، الزاي، الباردُ اليابسُ
النحسُ المحضُ
وتقدمتْ إليه، وتقدم إليها، فكان نصفها في
النور ونصفها في الظلمة، رؤيتها حجابٌ
وحجابها رؤيةٌ
قال: هكذا أتمّ الربُّ حكمته
قالت: وهكذا تُخَيِّمُ الظلماتُ على كل
شيء
قال: العالم كله سكون
قالت: لأن من خلقه يرتاح في سمائه
وخرجت كما يخرج النورُ من الظلمة، تحسست
بطنها، واستلقت بجواره على العشب، واضعةً
رأسها على صدره وكان يلهث
رأته في النوم يرقى في الهواء وقرونُهُ مضيئةٌ،
ورأت حوله ملائكةً يفسحون له الطريق،
وشرفات معلّقة في الفراغِ يقف فيها أناسٌ
تعرفهم بينهم الخضر، والحلاج، وابن عربي،
والبسطامي، والسهروردي، والنفّري، وفريد
الدين العطار، وابن الفارض، والخوّاص
... إلخ إلخ إلخ
كلٌ يمدّ يده إليه فابتسم لهم وقال:
من رآني فقد رأى الحق
انتبهتْ على نقرة الطائر، تلفّتتْ فلم تحده، وكان
فراشه دافئًا لا يزال، فصرختْ
إيلي إيلي... لماذا تركتني
القاهرة
4. "وضعتْ النار في يد والماء في يدها الأخرى
وراحت تقول سأشعل النار في الجنّة وأسكب
الماء على النار".
7. "أدخلني بيت الخمر وعلمُهُ فوقي محّبة".
"وعزّتك وجلالك لئن أدخلتني النار لآخذ
توحيدي بيدي وأدور به على أهل النار أقول
لهم وحّدته فعذبني".
9. "علمت أنك إلهٌ رءوف ورحيم، بطيء الغضب
وكثير الرحمةِ، ونادم على الشرّ".
11 "هّيا اخرج يا من تسللت إلى البيت خلسة في
الظلمة، يا من أنفه في قفاه ووجهه في ظهره،
يا من سوف لا يجد ما دخل من أجله، أسرعْ
فاخرج يا من حللت مع الظلام وأنفه في قفاه
ووجهه في ظهره، هل جئت لتضع على جبين
الطفل قبلة؟
لن أجيز لك أن تفعل
هل جئت لتروح عنه ما يعاني
لن أمكنك من أن تفعل
لن أخلي بينك وبينه لتضره، هل جئت لتنزعه
مني؟
لن أتيح لك أن تنزعه مني، لقد هيأت له
ما يكفيه شرك من نبات (إفت) الذي تتألم
به ومن (البصل) الذي أنت به تتأذى، ومن
(الشهد) الذي هو حلو مساغه للأحياء ومرٌّ
مذاقه لمن هم هناك من الأموات
ومن الحراشيف الشائكة من سمك (ابدو) ومن
فلك (مررت) ومن سلسلة السمكة".
تعويذة أم تدفع عن ابنها أشباح الظلام
(الفن الفرعوني/ ثروت عكاشة)
18 "مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة والسيول
لا تغمرها"
نشيد الإنشاد
3. "عندما يسطع نور المستنيرين
سترافق روحي أوزيريس
وتتقمص الصقر الإلهي
وسأخرج من الأرض
وأفتح الجحيم
لأرى الشمس وهي تسطع
في صباح العالم الجديد"
(الفن الفرعوني/ ثروت عكاشة)
7. "ليقّبلني بقبلات فمه لأن حبك أطيب من
الخمر"
10. "وارني عن اسمي وإلا رأيته ولم ترني"
12. العالم من حيث هو كائن فاسد، ومن حيث
هو فاسد كائن، فلذلك نظمه بدد وبدده نظم،
ومتصله مفصول ومفصوله متصل، وغفله موسوم
وموسومة غفل، ويقظته رقاد ورقاده يقظة، غناه
فقر وفقره غنى، وحياته موت وموته حياة"
17. السوسنةِ بين الشوك كذلك حبيبتي بين
البنات
20. من سمع الغناء على حقيقته مات"
التوحيدي (الإمتاع والمؤانسة)
11. تمرح الماشية في المروج وتزدهر الأشجار
والنباتات وتغادر الطيور أوكارها وتبسط أجنحتها
بروحك وتقفز الحملان على حوافرها ويهلل
كل ما يطير وترفرف أجنحته عندما تشرق أنت".
أنشودة آتونيه
(الفن الفرعوني ثروت عكاشة)
17. جاءت سهيلة ابنة سهيل إلى رسول الله (ص)
فقالت:
إني أجد في وجه حذيفة (زوجها أي تجده
مستاءً) إذا دخل عليّ "سالم"
قال النبي (ص): فأرضعيه
قالت: وكيف أرضعه وهو رجل كبير؟!
قال: ألست أعلم أنه رجل كبير
ثم جاءت بعد ذلك فقالت: والله يا رسول الله
ما أرى في وجه أبي حذيفة بعدُ شيئًا أكرهه"
رواه مسلم وأبو داود
الكتابة الأخرى الكتاب الثاني 1992
18. المكان الذي لا يؤنّث لا يُعوّل عليه (ابن عربى)
2. "في أيّ سماوات يركض الآن الحصان بالوليّ
الحزين؟ وإلى أيّ اتجاه تسوقه الريح؟ هل شاخ
يا ترى وشاب شعره فأصبح مثل خصل السحاب
المتناثر في ليل الصيف؟ ترى من يطعمه إذا جاع
ومن يسقيه في وحشته السماوية الطويلة".
5. اجعلني كخاتم على قلبك، كخاتم على ساعدكَ
لأن المحبّة قوية كالموت"
7. "كيف أخرّبك وأنت خراب كلّكِ"
12. أجاز "مفتي الثقلين" تزوُّج الحنفيّ من
الشافعيّة تنزيلا لها منزلة أهل الكتاب
كتاب (صفة صلاة النبي)
للشيخ نصر الدين الألباني
15. هل على الأنهار حمّى يا رب"
18. أغربُ الغرباءِ من صار غريبًا في وطنه
20. لكل طائرٍ صائدٌ
1. ليس للناقص أن يحيط بغير الناقص
2. إذا طرتَ فقعْ قريبًا
3. أنا من أهوى ومن أهوى أنا
نحن روحان حللنا بدنا
25. أربعة محاريب في المسجد الجامع يصلّي فيها
أئمةٌ أربعةٌ متعاقبين كل أناسٍ ينتظرون إمامهم
بينما الإمام الآخر قائمٌ يصلي
(صفة صلاة النبي)
للشيخ نصر الدين الألباني
27. "فقه اللذّة"
28. "إنه منذ الآن معزول عن ماضيه الحقيقي
أو المفترض وهو لا يستطيع التوقف عليه أن
يستمر إلى مدينة أخرى حيث ماضٍ آخر
من مواضيه ينتظره أو ربما كان شيئًا يمكن أن
يكون مستقبلا له الذي هو حاضر شخص
آخر الآن"
33. جاء على هيئة ريح لا يوقفه شيء، تنزع الغسيل
من يديها وفي خضم خفقان أجنحة الأغطية
المدهش رآها الجميع وهي ترتفع مع الملاءة في
الجو، وتقطع طبقات الهواء مشيرة بالوداع لعالم
الخنافس.
36. "حتى نزل جبريل فقرأ عليه النبي هذا فقال له:
ما جئتك به"
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ قرآن كريم.
النسخ في الوحي محاولة للفهم/ د. سيد القمني
(الكتابة الأخرى الكتاب الثاني يناير 92)
41. أنا إله الجنس والخوف وآخر الذكور
43. "سأل قبلاي خان ماركو: أخيرًا، وفي اليوم
الذي أعرف فيه كل الرموز هل سأكون قادرًا
على امتلاك الإمبراطورية؟.. فأجاب رجل
البندقية: مولاي.. لا تعتقد بهذا.. في ذلك اليوم
ستتحول أنت رمزًا من الرموز"
49. "يحدث أحيانًا أن رجلا مفردًا يتخذ له مكانًا في
دورتين أو أكثر في وقت واحد طاغية ومحسنًا
ورسولا أو أن واحدًا يضاعف مرتين أو عدّة مرات حتى يصير مائة شخص أو ألفًا، من أهل (مالينا)
ثلاثة آلاف من المنافقين، وثلاثون ألف طفيلي،
ومائة ألف ابن ملك سقطوا في حضيض الناس
بانتظار من يميزهم
54. "سحبته المرأة إلى الخلاء وهناك تاه في الجمال
الذي لم تره عين، طاوع نفسه وخلع أسمال
الدراويش، ولما همّ بها انشقت الأرض وابتلعتها،
فانفتحت بصيرته وعرف أنه وقع في الشّرك"
"ظلّت الشمس قائمة على رأس المشهد صيفًا
وشتاء كاملين وهو في مقام الرعشة وسط الخلاء.
ظل يرتعش ويرتعش حتى ارتجّت من رعشته
الأرض واهتز الملكوت. ثم كان أن انفرطت
أعضاؤه من الرعشة وتناثرت في الخلاء، فغفر له.
فتحت الأرض أبوابها لأعضائه المنفرطة، ثم
ختمت عليها الريح فضاع الأثر".
لحن الصباح/ محمد ناجي
1. فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ.
قرآن كريم
2. الغيرة قاسية كالهاوية
3. والمخاصمة ترفع نفسها
4. خذ وردة الثلج خذ القيروانية
5. وردةُ النار قصيدة للشاعر من ديوان "وردة للطواسين".
6. "أنا نائمة وقلبي مستيقظ، افتحي يا حمامتي
يا كاملتي لأن رأسي امتلأ من الطلّ وقصصي من
ندى الليل".
"اجعلني كخاتم على قلبك، كخاتم على ساعدكَ،
لأن المحبّة قوية كالموت".
7. سيشتعل الأفق بالنار، وسيظهر في السماء سبع
من الشموس أو اثنتا عشرة شمسًا، يؤدي إشعاعها
إلى جفاف البحار وإحراق الأرض. هكذا سيلحق
الدمار بالكون كله، بفعل النار الكونية
سامفارتاكا، فيما بعد، ستهطل الأمطار المدرارة
طيلة اثنتي عشرة سنه بدون انقطاع، فتغمر الأرض
وتقضي على الإنسانية، فيما يكون الإله فيسنو
جالسًا على الأفعى الكونية سيسها مسترسلا في
النوم.
4. "للنيل يوم في السنة ينام فيه، والسعيد السعيد من
يحظى منه برشفة أثناء نومه ففيها روح من قوة
ونفحة من حياة ولمحة من جبروت.. والشقي من
دنا من النيل ساعة يقظته.. إنه عندئذ يطويه
7. "قمت لأفتح لحبيبي ويداي تقطران مرًا،
وأصابعي مرّ قاطر على مقبض الباب
9. رآها تدلك ثدييها بألسنة اللهب، في جانب شعرها
زهرةٌ من دخان وساقاها غارقتان في بستان
الحرائق
أعمدة الإنارة ليروها طالعة في الصبح
11. دهنا جسميهما من القدم إلى الرأس بشراب
المشمش ولحساهما ككلبين وتحابا على العشب
كمجنونين إلى أن أيقظهما من نشوتهما سيل
من النمل آكل اللحم
14. ثقلت مفاتنها عليّ
كلما جزت مدىً منها رأيت مدىً
15. روحه روحي وروحي روحه
إن يشاء شئت وإن شئت يشا
18. أسندوني بأقراص الزبيب، أنعشوني بالتفاح فإني
مريضة حبّا، شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني،
أحلفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل
الحقول ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء.
19. تضع اللبؤة جروًا واحدًا
منقحة من "حياة الحيوان" للدميري
23. "ورأيت سماء جديدة وأرضًا جديدة، لأن السماء
الأولى والأرض الأولى قد زالتا وسمعت صوتًا
عظيمًا قائلا: لا يكون موت ولا نوح ولا صراخ
ولا وجع لأن العالم القديم قد مضى وقال الجالس
على العرش: ها إني أجعل الكون جديدًا"
من رؤيا يوحنا/ العهد القيم
2. رؤيتها حجابٌ وحجابها رؤيةٌ
هكذا أتم الربّ حكمته
وهكذا تخيم الظلمات على كل شيء
العالم كله سكون
لأن من خلقه يرتاح في سمائه
الفن الفرعوني/ ثروت عكاشة
3. من رآني فقد رأى الحق
من حديث للرسول الكريم
4. إيلي.. إيلي لماذا شبقتني
السيد المسيح.
يسعى الشاعر المصري في هذا الديوان/ القصيدة إلى كتابة أسطورته البديلة للخليقة التي تتراكب فيها الرؤى والقضايا والصور، وتتحرر من الأمراس والكوابح لتنطلق في أصقاع تعبيرية وشعرية فريدة.
ذاكرة الوعل (ديوان)