يخلق الشاعر المغربي في هذه قصيدة توترات العلاقة بين الذات وقرائنها وبين هذه القرائن الحقيقية أو المتخيلة وتجليات الطبيعة المتجددة في نص يطرح قلقه الوجودي الخاص.

وجوه في السراب

علي العلوي

يا شبيهي في التجلي والغيابْ
إنك اليوم لدينا موعد
ما بعده بعدٌ ولا بابْ
فلتدعْ ظلي يداريني بغصن باردٍ
ولتدعِ الريح تهب الآن من شرق العذابْ

*  *  *

قد أتينا حاملين الحزن من أرحام موتانا
فهل آتاك حزني سابحا
في بحر شوق واغترابْ؟
وأتينا من نشيد عابرٍ
فلتعدنا يا صدى الروح إلى صمت الترابْ

*  *  *

قال عنا البحر:
طفلان يمران وحيدين بهذا المنتهى
قلت:
وهل نحن بعيدان عن البحرِ
وعن سطر السحابْ
قال عنا البدر:
منفيّان مرا ذات يوم من هنا
قلت:
وهل ثمة منفى غير جدران السرابْ
قال عنا الليل ما لم يقلِ الظل
فعدنا مثلما جئنا
وقلنا:
آية الجرح وجوه في المرايا تتكسرْ
وأنين الجرح بوح يتكررْ
ثم قلنا:
سنعود اليوم مقتولَيْن بالوقتِ
فهل تسمع منفانا أيا ليلا تحجرْ؟.
سنعود اليوم من موتٍ بعيدٍ
فلتقلْ ما قاله الموج أيا صمتا تصحرْ

المغرب