وضحك القيصر فاضطر بوشكين أن يجامله ويضحك مثله: ـ لولا مهام الحكم الثقيلة لصرت شاعرا مشهورا مثلك، وربما أشهر منك. ـ اصرف لبوشكين كل نفقات زواجه من نتاليا. وقال القيصر بعد أن وقف لينهي مقابلته لبوشكين: سار كالمنوم حتى خرج من باب القصر. مازال بنكندروف يقف أمام القيصر واضعا يديه فوق كرشه الممتد، ضحك القيصر من رؤيته هكذا وصاح فيه: ـ أسعدتم مساءً يا مولاي القيصر. ـ إنه "دانتس"، نبيل فرنسي من مناصري الملكية هناك. ـ أهلا بك. ـ هاهو بوشكين قد جاء مع نتاليا زوجته. ـ إنها ذات جمال أخاذ. ربت القيصر على ظهره وتركه وسار ناحية بوشكين ونتاليا. أمسك القيصر ذراعي "نتاليا" ودار بها وسط البهو الكبير، وتبعه العديد من الراقصين: إن "نتاليا" زوجته عشيقة للقيصر ولدانتس الفرنسي. ـ أي قانون أيها الفرنسي؟! أنا القانون. ـ لو أطاعني لظل حيا ينشد أشعاره. ـ لولا اضطراري للمحافظة على العرش لما قتلته ولظل شاعري المفضل.
صاح بنكندروف بلا حماس وهو مازال يتابع بوشكين في ضيق:
نظر القيصر إلى بنكندروف متساءلا، فصاح:
قال القيصر في لا مبالاة:
ـ إنني فخور لأنني قابلت مولانا نيقولا الثالث.
وصاح بنكندروف:
قال "دانتس" دون أن يحس:
أنتبه القيصر لملاحظته، فصاح:
فيصيح "بوشكين" في زوجته صارخا:
لم تتوقع "نتاليا" أن يصل الأمر سريعا إلى هذه النهاية:
وردد في صوت هامس لم يسمعه "بنكندروف":
يتناول الكاتب المصري في هذه القصة الصراع الأبدي بين سلطة الكلمة وحنكة السلطة ومؤامراتها، فإما أن يتحول الكاتب إلى أداة طيعة في يدها، وإما أن تحيك له المؤامرات القذرة وتقضي عليه.
موت شاعر