السنديان هو السرير
السنديان هو المخابئ
تحتمي فيها الطيور
السنديان هو الذي
ما لم يكن شجرا سوي في الحلم
سوف يكون مانرجوه قبل النوم
أمي حينما أدنيت رأسي من يديها وانكشفت
بكت لأن الله يسكن في عيوني
واستعادت روحها
وقفت علي قدمين
حتي علمتني أن أسٌِرب من حناني
مايفيض علي حنيني
هكذا أرخيت أذني
للسنونوات
تستولي علي شمسي وطيني
للسنونوات
تحرث ماتبقي من رفات السابقين علي
تذروني
فأسمع بعضها ينساب مني
«هذه أرضي أنا
وأبي ضحي هنا
وأبي قال لنا
مزقوا اعداءنا»
أصغيت
هذا الصوت صوت قيامتي
كتبي وأوديتي
وزوٌاري النهاريين
هذا الصوت صوت النور
كنت أسير وحدي
أستعين علي البرية بالرضا
وأشد أطراف الصدي
في آخر السور الذي خلق المنازل
في مياه النهر
في تلك المراعي
كانت الاشجار لا تخشي الرياح
وكان ظل السنديان يكاد يمشي
خلف زهو العابرين
فإن يعيشوا، تستظل به البيوت
وان يموتوا، تستظل به القبور
السنديان هوالمصير
السنديان طبيعة أخري
وليل دافق تخشاه أغربة
وتعشقه النسور
السنديان هو الذي ما لم نكنه علي طفولتنا
كما في اول الكلمات
سوف نكونه في الأغنيات
كأننا،
وكأننا،
وكأنني.
وكان انساني وجاني
والخلاء، وكل ماينساب تحت فمي
وينزف من لساني
هو المواسم كلها
أمي تحاول أن تراني في وجوه
ضيعت منها الملامح والوجوها
كأنما أمي تحاول
أن تري عرقي
يجففه ذووها
عاشقوها، أو أبوها أو أخوها
«أيها الزائر قبري
اتل ماخط أمامك
ها هنا تثوي عظامي
ليتها كانت عظامك»
أيها الزائز قبري
السنديان هو الذي
سيكون قافيتي إذا أحببت من أحببت
وإن يبست
يكون بعض سفينتي
جسدي
شراعي
أو ذراعي
أو وداعي ، أو يكون مدينة الحرب القديمة
أيها الجندي لاتترك قلاعك
حين يأتيك العدو
ويصطفيك
لأنها صارت قلاعي
أيها الجندي قف في الصف
واصرخ
ربما لايسمعون سوي صراخك أو صراخي
أيها الجندي
هبني كنت أطلبهم ولا يأتون
هبني كنت آمل
أن أشير إليهمو
وأقول في نفسي:
هم البشر الصغار العابرون هناك هيا
أيها البشر الصغار العابرون هناك فواق تراب قبري
هل ستغنيكم أغاني التي
مازلت أنشدها كروح
أم سيغنيكم ضياعي
أنا البصير إذا رأيت ظلالهم
واذا اختفوا
فأنا الضرير
السنديان دمي
وبعض نوارسي الأولي تنام لديه
بعض نوارسي تغزوه
ثم تبيض فيه
السنديان هو الأخير
ومنذ أن ولد الصباح مع المساء هو الأخير.
شاعر من مصر