تلتقط القاصة والروائية الفلسطينية المرموقة في هذه القصائد من كتابها الجديد زخم الواقع المر تحت نير الاحتلال الصهيوني البغيض، وتقطر في كلمات مكثفة معاناة الفلسطيني اليومية في هذا الزمن الردئ.

ثلاث قصائد

ليانة بدر

 

على الجسر

أرى

حافلتهم الصفراء

خارجة من مستوطنة

نَجمَتهم

مرسومةً على متراس .

ُينادوننا

أياديهم ُتلطخ ملابسنا

بالشك والاتهام .

يفتشون حقائبنا

ينثرون دفاتر المواعيد .

يَقطعون أوصال أشيائنا

يَرمون صناديقنا في الجهات الأربع .

على الجسر ، هنا

لا لقاء بين صديقين .

لا وردةً للأم ، أو نسمةً للعاشقين

أو هديةً للإبن !

تفتيشٌ آثم لكل أعضائنا

وعلى درب انصرافنا

لا توجد كلمة

" مع السلامة " .

ضياء القمر

كان القمر بدراً في السماء

والمنحدرات ناعمة

كمخدة ريش ثَنتّها أنامل النائمين.

كانت الأضواء البعيدة

تشع

مثل سراج نسيناه في الحكايات.

كنا على رأس جبل

ندير رؤوسنا باتجاه الشرق

ناظرين إلى أريحا

البعيدة في السهل .

لا نستطيع أن نصلها

لأن المستوطنة تقف في المنتصف .

أريحا

أريحا

لِحية كثة من جريد النخيل

نَسيها الإله

على وجهِ الخليقة .

ثَمراتُ باباي خضراء

استوت على عرشها

بالشُعاع  الذي  خلفته الشموس  .

سهول تتلون

رغم اليباب .

كلُّ ما فيها يتحول

عدا  بهجة السموات

والريشةُ الذهبيةُ في ايقونة عرسِ 

أمي على باب بيتنا .

قَنواتٌ من جريان الندى

 تخلت  عنا ورحلت

انطوتْ  في باطن الأرض ثكلى

كي تَغفرَ هجراننا .

ظرف البريد

ما زال على الرفّ

حيث كان يضعه أبي ،

والسوقُ الريفيةُ رغم ُكرهِ معلمتي لها

ما زالت هناك .

وشراب الخشخاش

الذي داخ لكثرة ما ُدلق عليه السكر الدعي

ما زال يروي

محبةَ الناس للناس.

سماءٌ مشوشة بالمعاني

لا أتعب من تأملها

لأنها أنا ،

 قبل أن أّولد

ولسوف تكون نفسي ،

بعد أن أموت .

أراها كمحب لا يعرف سوى النظرة الأولى .

من مجموعة (زمن الليل) التي ستصدر قريبا عن دار الساقي